دائما تؤكد مصر على مدار الساعة على أمن وسلامة وسيادة ووحدة السودان وهو ما تعتبره الخرطوم بمثابة الأمان الكبير الذى تعلنه مصر وأهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه واستقلاله واحترام سيادته وكافة مؤسساته الوطنية، بما فى ذلك القوات المسلحة، وعدم التدخل فى الشأن الداخلى السودانى تحت أى ذريعة، والرفض لأى خطوات من شأنها المساس بسيادة السودان، وضرورة إنهاء الحرب وأن حل الأزمة حق أصيل مملوك للشعب السودانى دون إملاءات خارجية. وقد جددت مصر استعدادها الكامل للمساهمة فى عملية إعادة الإعمار فى السودان، والترحيب بجهود الحكومة السودانية فى حشد الدعم الإقليمى والدولى اللازمين لإعادة تهيئة قطاعات الدولة السودانية، بما يعزز فرص تحقيق الهدف المنشود، كما رفضت مصر والسودان ما تم فى نيروبى مؤخرًا عندما وقعت قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، ميثاقًا سياسيًا لتشكيل حكومة موازية فى السودان، فى خطوة أثارت رفض وتنديد الحكومة السودانية. وجاء التوقيع بعد مشاورات ومفاوضات استمرت لنحو خمسة أيام فى العاصمة الكينية، نيروبى، كما شارك فى التوقيع ممثلون عن قوات الدعم السريع، والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالى، بالإضافة إلى رئيس حزب الأمة القومى، فضل الله برمه ناصر، والقيادى بالحزب الاتحادى الديمقراطى الأصل، إبراهيم الميرغنى، ويهدف الميثاق إلى تشكيل "حكومة سلام ووحدة" فى المناطق التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع والقوى الداعمة لها. وأشار رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالى، الهادى إدريس، إلى أن الإعلان الرسمى عن تشكيل الحكومة وأعضائها سيكون "من داخل البلاد فى الأيام المقبلة"، لكن هذه الخطوة لن ترى النور نظرًا لأن الأممالمتحدة والدول العربية والإفريقية ترفض هذه الخطوة ولن تعترف بهذه الحكومة التى تعد تدخلا غير مقبول ويؤدى إلى تداعيات خطيرة واشتعال الحرب. وقد بررت وزارة الخارجية الكينية فى بيان لها حول استضافتها لاجتماع الفصائل السودانية الموقعة على الميثاق ب "سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب فى السودان". لكن فى المقابل "رفضت الحكومة السودانية بشكل قاطع مساعى تشكيل حكومة موازية فى السودان. مع الإشارة إلى أن هذه الحكومة لن تجد الاعتراف بها من أى جهة"، وأن "الشعب السودانى لن يقبل بحكومة تأتى من قوات الدعم السريع التى ارتكبت انتهاكات واسعة بحقه". وانتقدت الخارجية السودانية، فى بيان لها، الرئاسة الكينية، وما وصفته ب "احتضان وتشجيع مؤامرة تأسيس حكومة لميليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها، فى انتهاك لسيادة السودان وأمنه القومى وتهديد خطير للسلم والأمن الإقليميين،