التحكيم عقبة فى طريق تطوير الكرة المصرية

مجاملات ودولارات مهدرة ..
منذ أغسطس 2022؛ يعتلي قمة هرم التحكيم المصري خبير أجنبي، بعدما تعاقد اتحاد كرة القدم مع الإنجليزي مارك كلاتنبيرج، الرئيس السابق للجنة الحكام، ثم خلفه فى منصبه البرتغالي فيتور بيريرا، وسط أمنيات عريضة بتطوير المستوى وتحقيق العدالة بين الأندية، ولكن مع الوقت تأكد الجميع أنه لا فرق بين رؤساء اللجان سواء الأجانب أو المحليين، وأن كل ما خضع للتطوير والتغيير هو الراتب الذي تحول من الجنيه إلى الدولار، ليزيد من أعباء الجبلاية .
رغم مرور 6 جولات فقط من عمر بطولة الدوري الممتاز للموسم الحالي 2023-2024؛ إلا أن الكثير من المباريات شهدت العديد من الأخطاء التحكيمية الفادحة، وأبرزها وأكثرها تأثيراً ما شهدته مباراة الزمالك والمقاولون من خطأ مؤثر وقع فيه حكم الساحة أمين عمر برفضه احتساب ركلة جزاء واضحة رغم تدخل حكم الفيديو، وكذلك مباريات الاتحاد مع سيراميكا كليوباترا والإسماعيلي مع زد والمصري البورسعيدي مع فاركو، وغيرها الكثير.
بيريرا لا يقوم بتعيين الحكام فهو يكتفي فقط بمراجعة أدائهم وتقييم مستواهم، فقد قام بتوزيع مهمة اختيار أطقم التحكيم للمباريات على محمد فاروق بالنسبة للدوري الممتاز، بينما حمدي القاضي لدوري المحترفين (الدرجة الثانية).
كما اقتصر دور الخبير البرتغالي فى اختيارات القائمة الدولية للحكام على التوقيع بالموافقة فقط، خاصة أن أعضاء اتحاد الكرة حسموا الاختيارات منذ فترة.
وتمر علاقة بيريرا مع نائبه محمد فارق بتوتر شديدة خلال الفترة الأخيرة الماضية، بعدما اتهمه الخبير البرتغالي بخداعه فيما يتعلق بترشيح طاقم حكام مصري بقيادة هشام القاضي للمشاركة فى تحكيم بطولة شمال إفريقيا، حيث اكتشف بيريرا أن القاضي لا يجيد اللغة الإنجليزية، وأن فاروق رشحه مجاملة لزميله فى لجنة الحكام حمدي القاضي. وما زاد الانقسامات داخل لجنة التحكيم وأشعل غضب بيريرا هو تسريب العقوبات الموقعة على الحكام لوسائل الإعلام لممارسة الضغط عليه وإفساد علاقته بالحكام.
بيريرا بات غير مرغوب فيه من الجميع سواء من الحكام أنفسهم، فالكبار غاضبون ويتهمونه بإهانتهم والبقية غير راضين عن تصنيف الحكام، فالبرتغالي أيامه باتت معدودة داخل الجبلاية.
ويعلق الحكم الدولي السابق؛ إبراهيم الشيشيني على مستوى التحكيم المصري تحت قيادة الخبراء الأجانب، قائلاً: «أخشى أن يتحول بيريرا مع الوقت إلى موظف داخل اتحاد الكرة، يعين حكام المباريات ويستمع إلى التعليمات من أعضاء الاتحاد الذين اختاروا له أعضاء لجنته».
وأضاف: «الغريب فى لجنة الحكام الحالية أن جميع أعضائها من الحكام المساعدين المعتزلين، وأن نائب اللجنة هو الوحيد من بين التشكيل من حكام الساحة، وهي اختيارات غريبة».
وتابع الشيشيني: «كان من الأفضل أن يختار اتحاد الكرة رئيس لجنة حكام مصريا بدلاً من أجنبي براتب خيالي وبالعملة الصعبة، على أن يقوم بتخصيص فارق الراتب للتعاقد مع عدد من المحاضرين من أصحاب الخبرة فى عالم التحكيم لإلقاء محاضرة شهريًا للحكام وتقييم مستوياتهم واطلاعهم على التطورات الجديدة فى التحكيم وتعديلات القانون».
وبالفعل؛ طالبت رابطة الأندية المصرية المحترفة، برئاسة أحمد دياب، من اتحاد كرة القدم، برئاسة جمال علام، بضرورة الإطاحة ببيريرا وتطوير لجنة الحكام خاصة أن التحكيم هو العنصر الوحيد الذي يعكر صفو المسابقة.
اتحاد الكرة أيضاً بدأ يدرك أن بيريرا لا يقدم أي جديد مع الحكام، ويجب رحيله، ولكنه ينتظر موعد كأس الأمم الأفريقية حيث تتوقف المسابقات لإحداث التغيير وتعيين رئيس لجنة جديدة مصري يبدأ عمله بمعسكر إعدادي طويل، وتوفر آلاف الدولارات التي تم إهدارها بدون فائدة.