عادت إدارة نادي الزمالك لتثير الجدل مجددا، حول اتهام نظيرتها فى النادي الأهلي باستخدام السحر للتأثير بالسلب على نتائج فريقها الأول لكرة القدم؛ بل ذهبت لأبعد من ذلك باتهام أحد المواطنين المقيمين بمحافظة الفيوم بالوقوف وراء تنفيذ تلك الأعمال. فريق الزمالك بالموسم المنصرم 2022-2023؛ خسر لقب الدوري الممتاز، وأنهى المنافسة فى المركز الثالث ليكتفى بالتأهل إلى الكونفدرالية الإفريقية، ويفشل فى حجز مقعده بدوري أبطال إفريقيا، علماً بأنه ودع النسخة الماضية للبطولة القارية من دور المجموعات، كما خسر لقب كأس مصر، وكأس السوبر، وكأس الرابطة. ظاهرة اتهام المنافسين باستخدام السحر ليست جديدة أو حصرية للكرة المصرية، فهي منتشرة فى دول كثيرة حول العالم، ولكن أكثرها إفريقية أو آسيوية، بل وتجاوزت حد التأثير على المنافسين إلى الإضرار بين أفراد الفريق الواحد، آخرها اتهام شقيقة لاعب منتخب فرنسا بول بوجبا له بالاستعانة بأحد المشعوذين لمحاولة التأثير على زميله كيليان مبابي، بل إن نجم توجو التاريخي إيمانويل أديبايور، اتهم والدته بالذهاب إلى ساحر من أجل تدمير مسيرته الكروية.
كذلك غوران ستيفانوفيتش، المدير الفني السابق لمنتخب غانا، اتهم لاعبيه باستخدام السحر لتدمير بعضهم بعضا، جاء ذلك عقب خسارة نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2012. وفى عام 2015 عقب تتويج كوت ديفوار بكأس إفريقيا؛ أعلن أحد أعضاء الاتحاد الإيفواري لكرة القدم انتهاء «لعنة بودابو»، كاشفاً عن استعان وزير الرياضة الإيفواري بساحر شهير يدعى جباس بودابو، بغرض دعم منتخب بلاده للفوز بكأس الأمم الإفريقية عام 1992، وهو ما تحقق إلا أن خلافات مادية جعلت الساحر يتوعد الإيفواريين بإخفاقات متوالية لمدة 20 عاماً قادمة. ومن قبلها فى نسخة 2002، تم مشاهدة توماس نكومو، مساعد مدرب منتخب الكاميرون، الألماني وينفريد شافر، وهو يضع تميمة سحرية فى أرضية الملعب قبل كل مباراة، يشار إلى أن منتخب الأسود غير المروضة توج باللقب فى نهاية المنافسات، وفى ذات النسخة من البطولة، قبل مباراة مصر مع السنغال عثر على حقيبة تحت مقاعد بدلاء الفراعنة بها مجموعة من عظام الحيوانات إضافة إلى قصاصات من الورق عليها كتابات. وفى عام 2010، قبل مواجهة النيجر بتصفيات أمم إفريقيا، تفاجأ لاعبو مصر بوجود مجموعة من المشعوذين داخل الملعب، حيث أخذوا يرشونهم بماء غريب، ويتفوهون بكلمات غير مفهومة. وعام 1978 فى ديربي مدينة جدة بين ناديي الأهلي والاتحاد، رفض لاعبو الفريقين النزول إلى أرض الملعب، بسبب اعتقادهم فى أقاويل أحد السحرة بأن الفريق الذي سينزل أولاً سيتعرض للهزيمة، وفى العام 2012، استعان نادي النصر السعودي برقاة شرعيين بسبب اعتقاده بوجود سحر ضد لاعبيه. نجم ومدرب غزل المحلة السابق؛ شريف الخشاب، رفض التعليق على تصريحات إدارة الزمالك مؤكداً أن كل شخص لديه حرية الرأي والتفكير، ولكنه أكد فى الوقت ذاته أن السحر موجود فى عالم كرة القدم. وقال الخشاب: «السحر جزء من كرة القدم منذ عشرات السنين، وهو منتشر بصورة كبيرة فى الملاعب الإفريقية، وقد شاهدت ذلك بنفسي خلال فترة تدريبي لمنتخب تشاد، السحر جزء أساسي من عادات أغلب شعوب إفريقيا، ولكن السؤال ما مدى فاعليته وتأثيره على مجريات المباريات ونتائجها؟!». وأضاف: «إذا كان للسحر التأثير الفعال الذي يعتقده البعض، إذا لماذا لا يوجود منتخب إفريقي متوج بكأس العالم، كما لا يوجد منتخب أو نادي متوج بالبطولات القارية أكثر من مصر وأنديتها؟!، رغم أن دول إفريقيا تملك أشهر السحرة». وتابع الخشاب: «السحر فى عالم كرة القدم ليس له التأثير الفعلي، ولكنه مجرد إيهام يعطي البعض من ضعاف النفوس ومحدودي الفكر شعورًا بأن هناك قوة ما تعمل فى صالحهم». ويقول دكتور أحمد عسقلاني؛ من أحد علماء الأزهر الشريف: «الحديث عن خسارة مباراة أو عدم تسجيل الأهداف بسبب السحر ما هو إلا من باب الجهل، الإسلام أمرنا بألا ننشغل بعالم الشهادة، وأن نأخذ بالأسباب، صحيح أن السحر ذكر فى القرآن الكريم، ولكن من باب النهي والتحذير، ولا دليل على تأثيره وفاعليته، فلا نفع أو ضرر إلا بمشية الله وحده سبحانه وتعالى». وبعيداً عن إفريقيا وآسيا؛ فإن الأمر يأخذ شكلاً أخر من باب التفاؤل والتشاؤم عند لاعبي كرة القدم فى أوروبا وأمريكا اللاتينية، فهناك لوران بلان مدافع منتخب فرنسا فى كأس العالم 1998 كان يتفاءل قبل كل مباراة بتقبيل صلعة زميله حارس المرمى فابيان بارتاز، بينما النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، يحرص على أن يكون أول شخص ينزل من الطائرة، وآخر من ينزل من الحافلة التي تنقل فريقه إلى الملعب، والإنجليزي السابق ديفيد بيكهام يتأكد من ترتيب الثلاجة بشكل معين قبل خروجه لخوض أي مباراة. أما أسطورة منتخب هولندا ونادي برشلونة، يوهان كرويف، كان يتفاءل ببصق العلكة التي كان يمضغها قبل بداية أي مباراة داخل نصف ملعب الفريق المنافس، وفى كأس العالم 2002 شوهد مدرب منتخب إيطاليا جوفاني تراباتوني، وهو يسكب مياها حصل عليها من أحد قساوسة الفاتيكان لكي تحل البركة على لاعبيه.