أخلاقنا.. حملة طيبة وحسنة النية ونبيلة الأهداف.. ولكن مع الأسف الفشل فى انتظارها ليس لعدم صدق من يقف خلفها أو ضعف من يشارك فيها ولكن لأن حسن النوايا ونبل الأهداف ليسا من أدوات إدارة الدول وتنظيم المجتمعات فوسط إنفلات الإعلام بكل وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية أصبحت نار الانهيار الأخلاقى تحاصر وتهدد بيوت المصريين من الداخل وأصبحنا جميعًا فى مرمى هذه النيران؟ فمن صحف قومية مهددة بالانهيار وفى طريقها للاندثار تدافع عن الأعمال وتضرب الدولة تحت الحزام بما تشيعه من أكاذيب مستهدفة تأجيج المشاعر، وإثارة الغضب، وزرع الشك، وإشاعة الإكتئاب بين المواطنين إلى محطات إذاعية أصبح لاهم لها غير تسويق الانحطاط الموسيقى والغنائى والذى صار مثلًا وقدوة للشباب إلى فضائيات خاصة تعمل بجدية فائقة على مسخ الشخصية المصرية فمن الدراما التركية إلى الهندية إلى عرى فاضح لبنات بيروت إلى مصاطب توك شو تسير بهجمة على طريق هدم الدولة بحجة حرية النقد. والحرية منهم جميعًا براء... إلى أخرى سبكية لا تروج إعلاناتها مع أفلامها الهابطة إلا إلى الشفط والنفخ وأحجبة جلب العريس.. ومنع الطلاق.. وحب الحماة.. وعلاج جميع أمراض الدنيا بالرقية والبخور ! وأمام هذا الهجوم الإعلامى الكاسح ضد المصريين تنطلق حملة لإعادة الأخلاق ووسط غياب كامل لدور الدولة فى تفعيل الدستور والقانون. فبين وزارة غائبة للإعلام ومجلس وطنى له طال غيابه تظل الثعابين خارج جحورها تبث سمومها، وأفكارها الهدامة. والتى لن تفلح ألف حملة للأخلاق فى إطفاء نيرانها.. ولا حتى بالجملة الفيسبوكية الساذجة لمقاطعة «التوك شو» لمدة أسبوع!