الإسلام حول العداوة إلى المحبة ومن التنافر إلى الألفة وكل ذلك على وجه من العزة والحكمة، قال الله تعالى:- (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم)، فبالتآلف يتحقق التوافق والتقارب، والتعاطف والتحابب، فيتراحم الناس فيما بينهم، وتتوحد مشاعرهم، وفى الحديث (المؤمن ألف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يُؤلف)، فبالألفة ترتقى العلاقة بين المؤمنين، وتجعلهم متعاونين متكاملين، يتمنى أحدهم الخير لغيره كما يتمناه لنفسه، ويفرح لفرحه، ويحزن لحزنه، قال النبى صلى الله عليه وسلم:- (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فالمؤمن إذا أحب لنفسه فضيلة أحبها أن يكون لغيره من غير أن تزول عنه. فالألفة هدف يسعى إليه المسلم، وبها يصبح محبوبًا بين الناس بحب الله تعالى له، فما أقبل عبد بقلبه على الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم. وبهذا الحب من الله تعالى للعبد، يجعله محبوبا عند أهل السماء وأهل الأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- (إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادى جبريل فى أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول فى الأرض) اللهم أجعلنا مؤمنين ألف مألوف.