قال تعالي: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" آل عمران: 31. قال تعالي: "والذين آمنوا أشد حباً لله" البقرة: .165 روي البخاري أنه صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالي قال: ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتي أحبَّه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. وإن سألني لأعطينه. ولئن استعاذني لأعيذنه". وتكون محبة الله عبده أن ينعم عليه بالنعم ويوفقه إلي طاعة الله ورسول الله صلي الله عليه وسلم والعمل ما يرضي به عنه وأن يتنعم بالطاعة. وأن يحب القرآن الذي هو كلامه ومن علامة حب الله للعبد كمال الأنس بمناجاة المحبوب وأن يكون مستكثراً من ذكر الله فلا يفتر عنه لسانه ولا تجلو عنه قلبه. فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره ويكون أسعد الناس حظاً يوم القيامة أكثرهم حباً لله تعالي وطاعة وتفانياً في ذات الله.. ففي الأثر يقول الله تعالي: "يا ابن آدم: اطلبني تجدني. فإن وجدتني وجدت كل شيء. وإن فتك فاتك كل شيء. وأنا خير لك من كل شيء".. روي أن سيدنا داود عليه السلام كان يقول: "اللهم اجعلني من أحبابك. فإنك إذا أحببت عبداً غفرت ذنبه وإن كان عظيماً وقبلت عمله وإن كان يسيراً" وقال صلي الله عليه وسلم : "إن الله أعطي المؤمن الألفة والملاحة والمحبة في صدور الصالحين والملائكة المقربين. ثم تلا: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً" مريم: .96 من علامات محبة الله لعبده. أن يجعل الملائكة والناس جميعاً يحبونه حتي الشجر والحجر والمدر ومن في الكون كله السموات وما فيها والأرض وما عليها يحبون من أحبه الله تعالي روي مسلم أنه صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبه قال: فيحيه جبريل. ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء. قال: فيوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه. قال: فيبغضه جبريل. فينادي في السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه قال: فيبغضونه. ثم توضع له البغضاء في الأرض". فمن ادعي محبة الله ولم يعمل بما جاء به الدين. وغفل عن ذكر الله وطاعته وآثر عليها شهوات الدنيا. ولم يتزود لما بعد الموت. فهو كاذب في دعواه غير أهل لرضوان الله قال يحيي بن معاذ: ليس بصادق من ادعي محبة الله ولم يحفظ حدود الله فمن انهمك في الذنوب والمعاصي فما له ودعوي المحبة؟ تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس شنيع.. لو كان حبك صادقاً لأطعته.. إن المحب لمن يحب مطيع. وفي الحديث القدسي قال تعالي: "ما أقل حياء من يطمع في جنتي بغير عمل. كيف أجود برحمتي علي من بخل بطاعتي.