أنا مشكلتي بدأت من حوالي خمسة أو ستة أشهر.. بدأت ألاحظ إن كل حاجة حلوة أو نفسي فيها بتضيع.. أنا كنت الأول باقول بيتهيّأ لي أو فترة وتعدي؛ بس للأسف بدأت تزيد بطريقة غريبة أوي؛ لدرجة إنها بقت في كل حاجة؛ يعني مثلاً نفسي في أي حاجة؛ سواء كانت حلال أو حرام؛ أكل شرب لبس حب أصدقاء كل حاجة بالاقيها بتضيع، كل حاجة أول ما أحطّها في دماغي وأقول حلوة أنا نِفسي فيها أو إن شاء الله أشترك فيها أو أشتريها بالاقيها بتضيع مني بطريقة غريبة. أنا بجد تعبت.. أنا كان ليّ أصحاب كتير باحبهم بدءوا واحد واحد يبعدوا ويضيعوا مني، حتى عِشرة عمري اللي الناس كلها بتحلف بصداقتنا ضاعوا وبقينا نكلّم بعض في المناسبات زي ما بيقولوا. قرايبي ما بقيتش طايق أروح عند حد فيهم، وبقيت حاسس إنهم ما بقوش يحبوني زي الأول. الإنسانة اللي بحبها لأبعد الحدود في يوم وليلة سابتني من غير سبب.. وعدّت فترة وفكّرت في إنسانة تانية كانت قريبتي، كنا قريبين من بعض جداً؛ لدرجة إن الأهل كانوا شاكّين إن فيه حاجة بيننا.. لقيتها رفضتني وبِعدت عني، وكلمت أمها لقيتها بتقول لي ما تحطش أمل جامد عليها؛ مع العلم إن أمها طول حياتها كانت مستنية اليوم ده، وهي قالت كتير لوالدتي إني آجي وأتقدم لبنتها. حبّيت أكمل دراسة على حسابي رغم ارتفاع سعرها للأسف كل الشروط مش متوفرة فيّ. أنا بجد تعبت.. أنا بقيت يوماتي أنام والدموع على خدي من التعب والحالة النفسية اللي فيها، مش عارف من إيه.. أنا قررت أسيب البيت أو البلد يعني أسافر؛ بس اللي معطّل السفر إني بقى لي 20 يوم على الجيش ومش عارف هادخل ولا لأ. والله العظيم كل حاجة بابنيها بتتهدم فوق دماغي، والله أنا متأكد من اللي باقوله مش بيتهيأ لي، والله ده اللي بيحصل، وشكراً لحُسن استماعكم. prince.a
صديق "بص وطل" العزيز أهلاً بك ومرحباً.. ومشكلتك صديقي، وإن كانت تبدو غريبة ولا يصدّقها عقل؛ لأن ما يحدث لك مُتوالٍ في فترة قصيرة، وهذا سبب الاستغراب من ناحيتي على الأقل؛ ولكنه يحدث. وسرّ الاستغراب صديقي أن ما حدث لم يُنبّهك من أول الأمر -وقبل أن تخسر باقي من حولك- أن هناك سبباً وراء ما يحدث؛ ولكن لك عُذرك صديقي؛ فالتتابع وقِصَر المدة أربكك وأفقدك القدرة على معرفة السبب الحقيقي لانصراف الناس بكل أنواعهم؛ الصديق والقريب والحبيب.. إلخ. صديق "بص وطل" العزيز: عليك أن تنتبه إلى أن كلامي الذي سأقوله ليس لك بصفتك وشخصك؛ ولكن لمثل هذه الحالة في العموم.. وكلامي يبدأ بالحديث القدسي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة "إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل -عليه السلام- فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض". ويحبّ الله تبارك وتعالى العبد الذي على صلة بخالقه؛ صلة بالعبادات وهي صلاة وصيام وصدقة.. إلخ، وصلة بالمعاملات التي هي صلة الرحم وبر الوالدين ومساعدة الغير.. إلخ، وصلة بالأخلاق وهي الصدق والأمانة والتواضع.. إلخ. ويعفو الله تبارك وتعالى عن الإنسان إذا قصّر في العبادات الخاصة بالله تبارك وتعالى؛ بمعنى أن الله يفتح للعبد باب التوبة عن تقصيره في حق الله؛ حتى قبل طلوع الروح (قبل أن يغرغر)، ولا يغفر الله إذا أساء العبد لغيره من الناس وآذاه؛ يقول الحديث "من آذى مسلماً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله". صديقي: كل ما أتمنى أن تفهمه من كلامي أننا مخلوقات لله تبارك وتعالى، به عز وجل نستمد وجودنا واطمئناننا، عملاً بقوله تعالى {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.. ورضا الله تبارك الله عن العبد هو الحب، ويحب الله العبد بالتقرب وبالطاعة قال الله تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}. والله تبارك وتعالى يحب هؤلاء قال تعالى {إن الله يحب المحسنين}، وقال تعالى {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، وقال تعالى {إن الله يحب المتقين}، وقال تعالى {إن الله يحب المتوكلين}، وقال تعالى {إن الله يحب الصابرين}. هذا صديقي في العموم: وما عليك إلا أن تتنبه لما تفعل؛ فالعيب عندك؛ حيث يستحيل أن يجتمع كل من حولك على هجرك والبُعد عند لغير ما سبب، وهذا السبب كان سبباً في أن الله تبارك وتعالى المُطّلع على القلوب والمتحكّم فيها يصرِف قلوب الناس عنك. لذلك تقرّب من الله صديقي بالطاعات، والاستغفار، والصبر، والتوبة، والتطهّر؛ حتى يرفع الله عنك ما أنت فيه.. ولا تيأس من رحمة الله؛ فالله تبارك وتعالى يقول {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}، ويقول عز وجل {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى}.