اكل قطعة لحم بشرى من قسوة ألم الجوع ومات فور نقله إلى المستشفى، هذا ما شهد به طبيب المستشفى فى إحدى مناطق سوريا وليس فى بلدة مضايا التى تتجرع مرارة الجوع منذ سبعة أشهر.. فسوريا الجائعة المشردة واحدة من شهود العيان على وأد الإنسانية فى الصدور وموت الضمير العالمى لموافقته على إنفاق تريليونين من الدولارات على تجارة السلاح لأنها الأكثر ربحًا.. فمثلا شركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية الأولى عالميًا فى صناعة السلاح تجاوزت مبيعاتها ال 63 مليار دولار وارتفعت أسهمها كمثيلاتها فى أمريكا بعدما صنعت المخابرات الأمريكية داعش وزرعتها فى المنطقة العربية.. وكذلك ربحت من بعد تأجيج الفتن فى العراق قبل مغادرة جنودها. ومن حق أوباما أن يزهو فخرًا فى خطابه الأخير ويصرح بأن أمريكا أقوى أمة فى العالم، ولكى يخزى عين الشيطان استطرد قائلا فلابد من دور لأمريكا فى وقف نزيف الموت فى منطقة الشرق الأوسط.. وعلى الجانب الآخر تقول منظمة «جولدمان ساكس» إن إنفاق 175 مليار دولار سنويا يستطيع القضاء على الفقر خلال عشرين عاما.. ولكن نحن نحلّق فى خيال المدينة الفاضلة.. ومن العجب العجاب أن أثرياء العالم من المسلمين ينفقون 322 مليار دولار على الأحذية والملابس سنويا عند تسوقهم فى دول العالم.. وزيادة فى السخرية هناك إحصائية ترصد أن ثروة ثلاثة من أغنى أغنياء العالم تعادل الناتج المحلى لأفقر 48 دولة. وخطر الموت جوعا يمتد إلى أهلنا فى اليمن والعراق.. وطبقا لتقارير هيئات الإغاثة إنها لا تستطيع الوصول إلى بعض المناطق فى هذه الدول نتيجة لانتشار الألغام بالطرق.. وأهلها لا يملكون أسباب الحياة بسبب الحصار. وفى مأساة سوريا يحكى الأهالى أنهم يهربون من الموت قصفا إلى الموت جوعًا أو بردًا.. وأطفالهم الأكثر ضحايا وصورة الفضائيات خير شاهد.. وفى الصورة أيضا أطفال ونساء وشيوخ تأكل أوراق الشجر وبقايا القمامة.. ويقولون إن أسعار المواد الغذائية وصلت إلى أرقام فلكية فكيلو الأرز ب 100 دولار، حتى إن السيدات باعت مصوغاتهن الذهبية من أجل عدد كيلوات من الشعير الذى لا تتحمل أكله البهائم.. ويقولون إنهم يدفنون أطفالا دون معرفتهم لذويهم ومن بينهم أطفال رُضّع.. ويقفون مكتوفى الأيدى أمام صراخهم وهم يحتضرون.. والحقيقة التى تؤكدها الصورة أنهم لا يعرفون إلا ثلاث لاءات.. لا طعام لا مأوى لا دواء. وشبح الموت جوعا يطل بظلاله على دولة النيجر وسط صمت وتجاهل عالمى.. فالمجاعة تحصد آلاف الأرواح من عدد سكانها الذى يبلغ 11 مليون نسمة وتقع فى غرب أفريقيا و93% منهم مسلمون ويضربها الآن الجفاف والجراد.. ومعظم منازل سكان عاصمتها فى القرن ال 21 من القش، رغم امتلاكها لليورانيوم بنسب كبيرة، ولكن الشركات العالمية العابرة للقارات تأكل خيرات هذه الدول وتتركها نهبا للفقر أو للفتن.. ولا تكتفى بذلك بل تطلق مصانعها تنفث الغازات والعوادم فى الهواء لتزيد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحرارى الذى يؤدى إلى كوارث طبيعية من فيضانات وأعاصير وتصحر لتهلك ما دونها من الشعوب.. ولذلك يموت فرد من الجوع كل ثانية أى 36 مليون شخص كل عام.. والأمم المتحدة كالعادة تبشر البشرية الجائعة الآن وتحتضر بأنها ستقضى على الجوع نهائيا عام 2030. qqq n وللأسف نحن المسلمين تغافلنا قول الله تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضه ولاينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم ) .. وحديث رسولنا (ص): «لا يؤمن أحدكم إذا نام شبعان وجاره جائع».. وأخيرًا ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.