6 أشهر من الحصار، أمضتها بلدة مضايا السورية فى ريف دمشق، يعانى أهلها من الجوع، وتزداد ظروفهم الإنسانية قسوة، بعد منع دخول المواد الغذائية والطبية إليها. تقع مضايا شمال غرب دمشق في سلسلة جبال لبنانالشرقية، وكانت من أولى البلدان التى ثارت ضد النظام السورى، وطالبت بإسقاط نظام الأسد. الحصار والجوع فى مضايا يعيش أهالى "مضايا" أشكال قاسية من الحرمان والجوع والحصار المطبق، فنحو أربعين ألف إنسان في البلدة محاصرين بلا غذاء أو دواء، ومع استمرار المعاناة، بسبب ندرة المواد الغذائية، ارتفعت الأسعار بشكل كبير، كما أشار أحد سكان البلدة والذى رفض ذكر اسمه، في حىن أن سعر كيلو الأرز تجاوز المائة دولار، مما تسبب فى انتشار الجوع والفقر. الموت مصير أهل مضايا الوحيد فى محاولات البحث عن طعام؛ أضطر أهل مضايا إلى الخروج إلى مناطق قريبة محاصرة بالألغام، مما أدى إلى حدوث حالات وفاة وإصابات عديدة. اكثر من 70 مواطن من أهل مضايا لقوا حتفهم جوعا، بسبب نقص التعذية والعلاج الكافى، دون تدخل إنسانى من أحد، حتى الأممالمتحدة منعت من التدخل لحل الأزمة. "نباتات وماء وملح" الغذاء المتوافر لأهل البلدة حاول أهل مضايا الصمود والبقاء فى وجه الحصار بأشكال عدة، فى مواجهة ما يلاقوه، فالمحاصرين أضطروا إلى تقليص وجباتهم، فمئات لم يتناولوا الخبز منذ شهور، وبعضهم أعتمد علي أكل النباتات والأعشاب، كوجبة أساسية فى محاولة لسد جوعهم. "ماء وملح وليمون وقليل من النعناع" وجبة تكفى لشخصين فى مضايا، هذا هو الحال الذى وصلنا إليه" هكذا يقول أحد سكانها. موجة البرد تضاعف مأساة مضايا مع موجة البرد الشديدة وتساقط الثلوج، أزداد وضع أهل مضايا سوءا، بسبب انعدام وسائل التدفية وانقطاع التيار الكهربائى لفترات طويلة. تسببت موجة البرد في وفاة 5 أشخاص حتى الآن، ومازال الباقي في انتظار حل لمأساتهم. رسالة مضايا إلى الأممالمتحدة فى ظل انقطاع المساعدات عن مضايا وغياب الدعم العالمى عنها، شن أهل مضايا حملة على موقع "فيسبوك"، موجهة للأمم المتحدة قائلين "رسالة من مضايا إلى الأممالمتحدة، دقوا ناقوس الخطر، وأنقذوا القطط والكلاب فى مضايا، فقد بدأ أهلها "المجرمون" بأكلها. حملات التضامن الإلكترونى مع أهل مضايا شن رواد مواقع التواصل الاجتماعى حملات مساعدة وتضامن مع أهل مضايا المحاصرين، خاصة بعد الصور المتداولة التى تظهر قساوة ما يحدث لهم، ومنها حملة "مضايا تموت جوعا"، "أنقذوا مضايا"، "مضايا تستغيث"، "انقذوا المحاصرين"، تهدف الحملات إلى محاولة لفت نظر العالم إلى وجود أشخاص يموتون جوعا كل يوم، دون الانتباه إليهم.