حبس العالم أنفاسه حينما شاهد عددًا من قادة العالم الكبار يقودونه إلى حافة الهاوية.. التهديدات بكل درجاتها تتطاير.. بدأت حدة التصريحات تزداد سخونة لتعزف اللحن الكريه.. طبول الحرب وضع العالم يده على قلبه يخشى انتعاش الشهوة الشريرة لدى البعض حيث تقودنا إلى الدمار لتسقط الحضارات.. أتون الحرب قابل للاشتعال حيث لا توجد تقريبًا أصوات للعقلاء تنبه هؤلاء القادة إلى أين أنتم ذاهبون، وتاهت آراء الحكماء واختفت الابتسامة وعبثت الوجوه وتحولت الكلمات إلى مدفعية ثقيلة حيث فقد الجميع معرفة الطريق الصحيح.. الخطاب السياسى تحول إلى تلاسن.. مؤتمرات القمة السياسية فى العواصم تحولت إلى مراكز لإطلاق صواريخ الوعيد للآخرين.. الوفاق تحول إلى صدام.. ولا نريد أن نكرر ما نشاهده على الساحة العالمية الآن.. كل ما أريد أن اذكره سمعته من شخصيات أثق فى قدرتهم على التحليل ما يجرى على الساحة خطير وأن التهديدات أعنف وأقصى من مقدمات الحربين العالميتين الأولى والثانية.. حيث ارتدى كل زعيم دولة كبرى ملابس القيصر وكل يقدم نفسه على أن هو الحامى من الإرهاب.. فى الوقت الذى تتصف فيه تصريحاتهم بالرعونة والسخونة. قالت لى شخصية أعتز بمكانتها لقد اكتشف الجميع أن كلمة السر فى حل هذه المعضلات هى «الجيش المصرى» ولا أريد أن أدخل فى تحديد تصورات للمحاور التى تتشكل والأحلاف التى تتبدل والتوازنات التى يعاد صياغتها.. كل هذه اجتهادات ساسه ودبلوماسيين لكن فى النهاية سيكون التوقيع على هذا السيناريو هو توقيع النهاية السعيدة لهذه الأحداث.. الجندى المصرى لم يتغير فهو جندى قتال وبناء.. هو جندى تعتصره الوطنية ولا يرضى بالخلود بديلًا وهناك موقف قديم حينما كانت الشعوب العربية تئن من القهر العثمانى فى مطلع القرن الماضى لم يكن أمام شبابها إلا حل واحد فى شخص الجندى المصرى الجنرال عزيز المصرى ذلك البطل الجسور الذى جمع بين الساسة من شباب الأمة العربية ليكّون جمعية «الوطن» وكان من الذين انضموا وبهروا بأهدافها نور السعيد السياسى العراقى الداهية وبل من تركيا نفسها مصطفى كمال أتاتورك ونقل مقرها وغرفة «الأب الروحى لثوار يوليو» انتهت أسطورة وسطوة السلطان عبد الحميد على العالم العربى ولعل هذه الأحداث تكون درسًا للخروف العثمانى الذى يجلس الآن على كرسى الحكم فى أسطنبول.. منذ متى لم يكن للجيش المصرى دور فى كل الأزمات.. كل الآراء المحترمة تراهن على الجيش والجندى المصرى الذى وضع الآن رسالته فى تماسك الدولة المصرية ووحدة أراضيها وصيانة مقدساتها لذلك فأنا أقول راهنوا على الجيش المصرى فهو يضم بين روافده رجال الأمن القومى الذين يتعاملون فى ميادينهم بأخلاق الفرسان وعندما وجدوا أن هناك أجهزة تجسس تؤثر على سلامة وأمن دول صديقة سارعت بتبصير هؤلاء من زملائهم فى رحلة البناء البشرى لكى تدبر أمورها وتعرف ما يحاك ضدها لتحمى العالم من شرور دول بعينها.. راهنوا على الجيش المصرى فهو لا يخوض حرب الإرهاب الشرسة فى سيناء وتحقيق حلم الشهيد ويده على الزناد من أجل الوطن ولكن لحماية العالم كله. راهنوا على الجيش المصرى تلك المؤسسة المنضبطة التى تضع يدها على الزناد وتحرس صندوق الديمقراطية وتؤمن احتياجات المواطنين الأساسية.. راهنوا على الجيش المصرى فإن ما تحقق خلال أقل من عامين من نتائج مبهرة فاقت كل التوقعات سواء كانت عسكرية أو استراتيجية.. راهنوا على الجيش المصرى فهو لم يجعل فقط شعاره «مصر مقبرة الغزاة» لكنه حولها إلى حقيقة تسجلها صفحات المجد جيلًا بعد جيل.. راهنوا على الجيش المصرى والجندى المصرى صاحب التقاليد الراسخة والقيم العسكرية الرائدة والتاريخ العسكرى المشرف والرؤية الاستراتيجية النزيهة.. راهنوا على الجيش المصرى الذى لم تستطع قوة عسكرية مهما كانت درجة تسليحها أن تعتبر نفسها قوة فاعلة إلا إذا حصلت على شهادة اعتراف كوادر الجيش المصرى سواء من خلال مناورات أو تدريبات مشتركة فى البرا والبحر والجو. راهنوا على الجيش المصرى الذى يحفظ سر الصحراء والتضاريس الصعبة والذى يعرف فك شفرة ولوغاريتمات الطبيعة القاسية فى العالم العربى كله.. راهنوا على الجيش المصرى لأن جيش العبور فى أكتوبر المجيد.. الجيش المصرى كما فهم العالم كله أخيرًا هو الحل.. راهنوا على الجيش المصرى لأنه أطلق «نوبة صحيان» وسلام سلاح لجيش مصر العظيم.