لأول مرة فى مصر استحدثت طبيبة شكلا جديدا للولادة وهو «الولادة تحت الماء»، مؤكدة أنها الأفضل من حيث الأعراض الجانبية والخطورة، كانت الدكتورة هناء أبو القاسم مدرس الولادة الطبيعية بالأكاديمية الأمريكية للولادة الطبيعية، وممثل مصر للمستشفيات الصديقة للأم أجرت أول عملية ولادة تحت الماء فى مصر.وأوضحت أن الولادة تحت الماء أو water birth هى نوع أخر من الولادة غير الذى اعتدنا عليه سواء الطبيعى أو القيصرى ومطبقة بأكثر من 90 دولة على مستوى العالم، ويعد نهجا علميا متبعًا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا منذ الثمانينيات. وأضافت أن الولادة تحت الماء تكون من خلال حوض متوسط الحجم يتسع لجسم المرأة وبه مياه دافئة بدرجة معينة تغطى الأم حتى منطقة الصدر، وهذا الحوض يغطى بغلاف خاص لكل استخدام حتى لا تحدث أى عدوى، كما أنه مصنوع من خامات لا تتفاعل مع الماء، لافتة إلى أن هذه المياه الدافئة تعطى السيدة إحساسا بالراحة النفسية والاسترخاء أثناء عملية الولادة، مما يؤدى إلى ارتخاء عضلات الحوض، ومن ثم تقليل الآلم من خلال نزول هرمون «أندورفن» الذى يعتبر مسكنا طبيعيا خلقه الله للجسم، وهرمون «أوكسيتوسن» المحفز لانقباضات الرحم والذى يعمل بعد نزول السيدة الحامل للمياه ب20 دقيقة، مشيرة إلى أن فوائد هذه العملية تتمثل فى تخلص الأم من الآلام الحادة التى تنتج من انقباضات الرحم فتصبح المرأة أقل عرضه للتوتر الشديد، كما أنها لا تتعرض إلى البنج، أما بالنسبة للمولود، يعمل الماء على انتقال الجنين من الرحم إلى العالم الخارجى بسهولة وبأقل كمية ممكنة من الآلآم والتشنجات، كما أنه يصبح أقل عرضه للإصابة بالالتهابات وخاصة التهابات الجهاز التنفسى، وبالإضافة إلى ذلك فإن العديد من الأشخاص يشعر بأن الولادة فى الماء ممتعة أكثر للطفل وذلك لأن الماء يشبه الجو الذى يعيشه فى الرحم، مضيفه أن الولادة تحت الماء ليست مكلفة فهى مثل الولادة الطبيعية. وأشارت أبو القاسم إلى أن هذه الطريقة لا تناسب الأمهات الذين يعانون من الضغط والسكر وحالات الولادة المبكرة لما لها من تجهيزات طبية خاصة وحالات عدم استقرار وضعية الجنين فى الشهر الأخير مما يستدعى الحذر، أى إنها مناسبة للأم التى حملها طبيعى وليس به أية مشكلات. وأكدت أن أجمل ما فى هذه الطريقة الحديثة للولادة هو أن الطفل المولود تحت الماء يؤخذ فى حضن الأم ويبدأ الرضاعة الطبيعية فور ولادته. أما عن أسباب عزوف المصريات عن هذه الطريقة، قالت أبو القاسم إن السبب فى ذلك هو خوفهم الشديد من فكرة أن يولد طفل فى الماء وتصورهم أن هذا يشكل خطورة على المولود.