ماذا تعني الولادة المبكرة؟ طبقاً للتعريف الطبي، إن الولادة المبكرة هي وصول الطفل قبل إتمام سبعة وثلاثين أسبوعاً من الحمل. في الغالب، لا يعاني الطفل الذي يولد في الأسبوع السادس والثلاثين من أي مشاكل لكنه قد يكون صغير الحجم إلى حد ما، أو ربما يعاني من مشاكل في التنفس. أما الأطفال المولودون قبل هذا التوقيت، فيكونون بحاجة إلى الكثير من النمو بالإضافة إلى أن أعضاءهم الداخلية تحتاج إلى النضوج. من المحتمل أن يتّسم هؤلاء الأطفال بالضعف كما قد يعانون من صعوبة في الرضاعة والتنفس. أما الأطفال المولودون ما بين الأسبوعين الثاني والعشرين والخامس والعشرين من الحمل، فتكون لديهم الآن فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة، ولكن أكثر من النصف سيعاني من بعض الإعاقة والتي تتراوح ما بين الخفيفة والشديدة. هل أنا معرضة لخطر الولادة المبكرة؟ ما زال يصعب على الأطباء التنبؤ بولادة مبكرة لسيدة تتمتع بصحة جيدة. هناك بعض الأدلة التي تشير إلى تزايد احتمالات الولادة المبكرة فى حال وجود أنواع معينة من البكتيريا في البول، حتى وإن لم يكن هناك أثر لأي التهاب. لهذا السبب، تنصح الآن جميع السيدات الحوامل بعمل تحليل (فحص) بول بحثاً عن هذه البكتيريا في بدايات الحمل. يبدو أن علاج هذا النوع من العدوى أو الالتهاب يقلل احتمالات التعرض للولادة المبكرة. كما قد يحتوي المهبل أيضاً على البكتيريا، والتي يعتقد أنها تحث على الولادة المبكرة. للأسف استنتج البحث أن إعطاء المضادات الحيوية للتخلص من هذه الأنواع من البكتيريا التي لا تسبب التهابات لا يساعد في منع حدوث الولادة المبكرة. عوامل قد تؤدي إلى حدوث الولادة المبكرة هناك العديد من عوامل الخطر الأخرى. تذكري أنه قد تنطبق عليك جميع هذه العوامل ومع ذلك تحملين طفلك طيلة التسعة أشهر، في حين قد لا يكون لديك أي من هذه العوامل ولكنك تلدين طفلك قبل الأوان. تتمثل عوامل الخطر في الآتي: التهاب المهبل ومجرى البول. الحمل بتوأم أو أكثر. التدخين. إذا كنت ضحية للعنف الأسري. بعض العيوب في الرحم. إجراء جراحة سابقة في عنق الرحم. بعض حالات الإجهاض السابقة (إجهاض الجنين). حالات فقد (خسارة) الجنين السابقة، وخاصة ما بين الأسبوعين السادس عشر والرابع والعشرين. في حال حدوث ولادة مبكرة من قبل. تغيير الزوج بين أول طفلين لك. ماذا أفعل إذا كنت أظن أنني على وشك ولادة مبكرة؟ إذا انفجر كيس الماء لديك أو بدأت تشعرين بانقباضات في الرحم قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، عليك الاتصال بطبيبك أو المستشفى فوراً. حتى وإن حدث ذلك في منتصف الليل، لا تنتظري حتى الصباح – قومي باتصال هاتفي (تلفوني) مباشرة! أغلب الظن أنه سيطلب منك الحضور إلى المستشفى. لا تقودي السيارة بنفسك. إذا لم يكن لديك من يقلّك بالسيارة، أخبري المستشفى وسيرسلون لك سيارة إسعاف. في المستشفى سيتم فحصك مهبلياً للتأكد من أن عنق الرحم قد بدأ يقصر ويتسع (ينفتح). من الممكن القيام بعدة تحاليل (فحوصات) للتأكد من عدم وجود إصابة بعدوى أو التهاب كالآتي: تحليل (فحص) بول مسحة مهبلية تحليل (فحص) دم سحب عيّنة من سائل المشيمة للكشف عن انفجار كيس الماء أو أي التهابات. من الممكن أيضاً أن يتم عمل تصوير بالموجات ما فوق الصوتية عن طريق المهبل للكشف عن طول عنق الرحم. فقد يشير قصر عنق الرحم إلى بدء المخاض، إلى جانب اختبار آخر يكشف عن مادة تسمى فيبرونستين الجنين في السائل المهبلي. عادة ما يشير وجود هذه المادة إلى اقتراب مولد الطفل. إذا لم يكن طبيبك متأكداً من أنك قد بدأت المخاض، سيتركك تحت المراقبة في جناح ما قبل الولادة. لن يتمكن الأطباء من إيقاف المخاض إذا كان قد بدأ بالفعل، كما أن الراحة لن تفيد أيضاً. لكن لو كنت أقل من 34 أسبوعاً في الحمل، قد يعرض عليك الأطباء المختصون دواء لتأخير موعد الولادة لفترة قصيرة حتى يتاح لك الوقت للانتقال إلى مستشفى تتوفر فيها وحدة عناية مركزة لحديثي الولادة. سيتم إعطاؤك دواء ستيرويد لمساعدة رئتي طفلك على اكتمال نموهما. لا تستعد رئتا الطفل لتنفس الهواء حتى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل تقريباً. لذا، إذا تمت ولادته قبل ذلك الموعد، قد يعاني من صعوبات في التنفس. يساعد الحقن بالستيرويد على اكتمال نمو رئتي المولود بسرعة أكبر. لو تخطيت الأسبوع الرابع والثلاثين، ربما يسمح الأطباء للولادة أن تتم بسرعتها الطبيعية من دون تدخل. غالباً ما يكون مولودك بصحة جيدة باستثناء صغر الحجم (اذهبي إلى فقرة عندما يولد طفلك أدناه). كيف تكون الولادة المبكرة؟ ربما يصعب وصف الصدمة عندما تعرفين أنك ستلدين قبل موعدك المحدد بعدة أشهر. من الطبيعي أن تشعري بقلق بالغ، وربما تفقدين السيطرة على مشاعرك بسبب كل هذا الكم من الاهتمام الطبي الذي تتلقينه. اسألي الأطباء وممرضات التوليد أن يشرحوا لك كل ما يحدث. سيتم مراقبة دقات قلب طفلك طوال فترة المخاض باستخدام محولات إلكترونية تثبت على بطنك. إذا كنت بحاجة إلى مسكن ألم، سينصحك الأطباء بالابتعاد عن تناول بيثيداين لأن هذا العقار قد يؤثر سلباً على تنفس طفلك. يكون البديل الأفضل هو حقنة الإيبيدورال أو (حقن العمود الفقري بالمخدر لتخدير الأطراف السفلية) . لا تعني الولادة المبكرة أنها ستكون بالضرورة قيصرية. ولكن قد تكون الولادة القيصرية ضرورية في حال المخاض بعد نزيف دم أو إذا كان مولودك في خطر كبير. عندما يولد طفلك إذا ولد طفلك قبل الأسبوع الرابع والثلاثين، قد يحتاج إلى أن ينقل فوراً إلى وحدة رعاية حديثي الولادة. وربما تلقين فقط نظرة خاطفة على مولودك قبل أن يأخذوه إلى هناك. هذا بالتأكيد أمر مخيف بالنسبة لك وستحتاجين إلى دعم الفريق الطبي الذي سيكون متفهماً بدوره لما تشعرين به. بإمكانك رؤية وليدك كلما أردت. ربما تشعرين أنه لا يوجد ما تفعلينه من أجل طفلك، ولكن هذا ليس صحيحاً. ما زال بإمكانك تغيير حفاضه، ولمسه بحنان، والتحدث إليه وربما أيضاً حمله بين ذراعيك وإرضاعه. تذكري أنه بحاجة إلى الرعاية الخاصة التي لا يستطيع منحها له إلا والداه بنفس قدر حاجته إلى الرعاية الطبية. أما الطفل الذي يولد بين الأسبوعين الرابع والثلاثين والسابع والثلاثين، فقد لا يحتاج لأي علاج طبي. ويحتمل وضعه مباشرة في جناح الولادة معك أو قد يسمح لكما بدخول جناح خاص فيه أفراد أكثر من الفريق الطبي للاعتناء بالأمهات حيث يمكنك تلقي مساعدة أكبر في رعاية مولودك. سيتم تشجيعك على حمل طفلك بالقرب من ثديك بما يساعد على تهيئة البيئة الجسمانية والعاطفية اللازمة لطفلك كي ينمو سريعاً. (اقرئي المزيد عن رعاية طفلك الخديج). هل ستكون ولادتي التالية مبكرة؟ إذا كنت قد مررت بتجربة الولادة المبكرة من قبل، فأنت أكثرعرضة لاحتمال ولادة مبكرة أخرى. حتى الآن، لم يتوصل الأطباء إلى طريقة لتجنيب السيدة الحامل من الوضع قبل أوانها. مع ذلك، إذا كنت تدخنين، فإن الإقلاع عن التدخين سيقلل بلا شك من نسبة الخطورة. على الأقل، في الولادة التالية سيكون أمامك فرصة الاستعداد لاحتمال وصول مولودك مبكراً عن موعده. سيراقب طبيبك الحمل عن كثب، كما سيساعدك في التعامل مع القلق الذي ستشعرين به من دون شك. وقد يقترح عليك طبيبك إجراء عملية ربط للرحم في الشهر الرابع من الحمل المقبل. كيف أعرف أنني دخلت المخاض؟ تختلف تجربة الولادة من امرأة إلى أخرى، ولا يمكن تحديد الوقت الذي تبدأ فيه الولادة لأنها تجربة متكاملة وليست حدثاً منفصلاً تشترك فيها مجموعة تغيرات جسدية لإخراج الجنين إلى العالم. في مرحلة مبكرة من المخاض، وتسمى أيضاً مرحلة الكمون، قد تشعرين بما يلي: * ألم متواصل في البطن أو أسفل الظهر ترافقه تقلصات تشبه تقلصات نزول الدورة الشهرية. * إفراز مهبلي بني اللون أو مختلط بالدم. لو خرجت سدادة الغشاء المخاطي من عنق الرحم، قد تكون الولادة قريبة أو على مسافة أيام. مع ذلك، تكون علامة على تقدم واقتراب موعد الوضع. * انقباضات مؤلمة منتظمة، تقوى وتطول مع الوقت. * انفجار كيس الماء، وتكونين على وشك الوضع فقط إذا صاحبته انقباضات تؤدي إلى توسّع عنق الرحم. يرتبط ما تشعرين به في المرحلة المبكرة من الولادة بوجود أو عدم وجود تجربة ولادة سابقة، وكيفية تحملك واستجابتك للألم، وطبيعة المخاض التي هيأت نفسك للتكيّف معها. متى علي الاتصال بالطبيبة؟ أغلب الظن أنك تحدثت مع طبيبتك عما يجب القيام به إذا شعرت باقتراب موعد الولادة. لو أحسست أن الوقت قد حان، لا تترددي أو تشعري بالحرج من التحدث إلى طبيبتك. لقد اعتاد الأطباء ضمن طبيعة مهنتهم على تلقي الاتصالات من حوامل يحتجن إلى التوجيه لعدم تأكدهن من أنهن على وشك الولادة. تستطيع الطبيبة أن تستشف الكثير من نبرة صوتك، لذا يساعدك الاتصال الشفهي في هذه الحالة. قد ترغب طبيبتك حينها بمعرفة مدى تقارب مدة الانقباضات وحدتها أو شدتها أو أي عارض إضافي تشعرين به. قد تطلب منك طبيبتك الحضور إلى المستشفى أو العيادة الطبية حتى تتمكن من فحصك لتقييم وضعك. إذا كانت طبيبتك تعتقد أنك ما زلت في مرحلة مبكرة من الولادة، فربما تشجعك على العودة إلى المنزل حتى تصبحي في مرحلة الولادة النشطة الأكثر قوة. سيعتمد قرارها على كيفية تأقلمك وما إذا كان لديك مرافق يساندك. يجب الاتصال بطبيبتك إذا: * انفجر كيس الماء لديك، أو شككت بأن السائل الأمينوسي الذي يحيط بالجنين في الرحم قد رشح وتسرب * خفت حركة جنينك وأصبحت أقل من المعتاد * كان لديك أي نزيف مهبلي (إلا إذا كانت كمية قليلة من المخاط المصحوب بالدم) * كان لديك حمّى أو ارتفاع في درجة الحرارة، أو صداع شديد، أو اضطراب في الرؤية، أو آلام في منطقة البطن انتابك القلق تجاه أي أمر آخر، اطلعي على قائمة أعراض الحمل الأخرى التي لا يجب التغاضي عنها. ماذا أفعل خلال المرحلة الأولى من الوضع؟ يعتمد الأمر على الوقت الذي قد بدأ فيه مخاضك، وماذا تفعلين في ذلك الوقت وما تشعرين به. يساعد حفاظك على الهدوء والاسترخاء على تقدم المخاض والتعامل مع الانقباضات. لذا، افعلي كل ما يساعدك على الاسترخاء. قد يعني ذلك مشاهدة أحد أفلامك السينمائية المفضلة، أو الاسترخاء، أو الطلب من إحدى صديقاتك أو قريباتك إمضاء بعض الوقت برفقتك. تناوبي على المشي والراحة أو خذي حماماً دافئاً لتخفيف الآلام والأوجاع. وإن أمكن، احصلي على قسط من الراحة استعداداً للمرحلة التالية. في هذه المرحلة من المخاض، قد تشعرين بالجوع، لذا كلي واشربي إذا رغبت في الأمر. سيساعد ذلك على الارتياح ويمنحك مجالاً للحصول على قسط من الراحة. تعتبر المرحلة الأولى من الوضع وقتاً مناسباً لتجريب الوضعيات وتقنيات التنفس المختلفة واختبار ما إذا كانت تساعدك على التأقلم مع الانقباضات، بما أنك تشعرين بها الآن فعلاً! هل يمكن أن أشعر بالانقباضات ولا أكون على وشك الولادة؟ نعم. عندما تكونين على وشك الولادة، يصبح عنق الرحم أكثر رقة وليونة ويتوسع تدريجياً. تعاني بعض النساء بشدة من ألم الانقباضات قبل أن يبدأ عنق الرحم بالتوسع. تستطيع طبيبتك أو ممرضة التوليد، من خلال فحصك، التأكد إذا كان عنق الرحم قد بدأ بالتوسع. إذا كان طفلك في وضعية خلفية (رأسه إلى الأسفل ولكن ظهره إلى ظهرك)، فقد يستغرق الأمر وقتاً أطول حتى ينحشر طفلك داخل الحوض ويبدأ المخاض بالفعل. قد تكون لديك انقباضات غير منتظمة وأقل حدة، وقد تشعرين بألم شديد في الظهر. ستنصحك طبيبتك بطرق للتعامل مع المخاض في المنزل في مرحلته الأولى إلى أن يقوى. يمكنك أخذ حمام دافئ أو عمل مساج أو تدليك لتخفيف الألم. هل يمكنني معرفة ما إذا كنت سأضع مولودي قريباً؟ ربما. تشمل العلامات التي تدل على اقتراب الولادة ما يلي: * يتخذ رأس الجنين وضعيته في الحوض. قد تلاحظين أنك قادرة على التنفس بعمق أكثر والأكل بكميات أكبر، ولكنك تحتاجين إلى زيارة الحمام بشكل متكرر. * تزداد الإفرازات المهبلية وتصبح مخاطية أكثر. * تقوى حدة انقباضات براكستون هيكس وتتقارب بشكل ملحوظ. *