ما هو انفصال المشيمة المفاجئ؟ يحدث انفصال المشيمة المفاجئ عند وجود نزيف خلف المشيمة ما بينها وبين وجدار الرحم. قد يكون النزيف بسيطاً، لكن إذا كانت كمية الدم كبيرة فقد تنفصل المشيمة جزئياً أو كلياً عن بطانة الرحم قبل ولادة طفلك. قد يكون انفصال المشيمة المفاجئ حالة خطيرة عليك وعلى طفلك لأن حدوث نزيف حاد قد يشكل خطراً على كلاكما، ويمكن أن يحرم طفلك من الأوكسيجين والمواد الغذائية. مع الأسف، يزيد انفصال المشيمة المفاجئ خطر تعرض طفلك للحالات التالية: * مشاكل في النمو (إذا كان الانفصال صغيراً لم تتم ملاحظته) * ولادة قبل الأوان * ولادة الطفل ميتاً أو الوفاة خلال أول 28 يوماً من حياته. يتمّ تشخيص انفصال المشيمة المفاجئ في حالة واحدة بين كل 50 حالة حمل. وغالباً ما يحدث في مرحلة متأخرة من الحمل، أو عندما تكونين في المرحلة النشطة من المخاض. ما الذي يسبب انفصال المشيمة المفاجئ؟ لا أحد يعرف بالتحديد أسباب انفصال المشيمة، لكن تم ربطه بالعديد من الحالات الأخرى بما فيها إذا: * مررت بحالة انفصال المشيمة المفاجئ في حمل سابق. * كنت مصابة بتسمم الحمل. * كان لديك نزيف في مرحلة مبكرة من الحمل. * كانت لديك مشاكل في الدم تزيد احتمالات تجلط الدم (زيادة في التجلط أو التخثر). * كان طفلك لا ينمو داخل بطنك كما يجب (تأخر نمو الجنين داخل الرحم). * انفجر كيس الماء لديك مبكراً. * كان لديك فائض في السائل الأمنيوسي. * كنت قد تعرضت لصدمة أو ضربة على بطنك، مثل حادث سيارة. * كنت تدخنين أثناء الحمل. * كان لديك الكثير من الأطفال، أو كنت أماً كبيرة نسبياً في السن، فالخطر يزداد تدريجياً مع العمر. كيف أعرف أن لدي انفصال مفاجئ في المشيمة؟ تسبب حوالي 80 بالمئة من حالات انفصال المشيمة المفاجئ نزيفاً مهبلياً. يتفاوت ما بين كمية قليلة من الدم ودفق مفاجئ وواضح. قد يكون دم النزيف أحمر اللون يدل على أنه جديد أو قد يكون دماً قديماً داكن اللون. مع ذلك، يبقى الدم أحياناً في الرحم خلف المشيمة. لذا قد لا تلاحظين أي نزيف على الإطلاق، لكنك ستشعرين بألم شديد في البطن أو الظهر. تشبّه بعض الأمهات ألم الانفصال الصغير في المشيمة بالكدمة القوية في منطقة البطن. بينما يكون الانفصال الكبير مؤلماً جداً مع الإحساس بأن بطنك مشدود وقاسٍ. إذا كانت لديك أية علامات على الإصابة بانفصال المشيمة المفاجئ، فستحتاجين إلى الذهاب إلى المستشفى لفحصك وفحص طفلك. سارعي إلى الاتصال بطبيبتك أو بجناح الولادة في المستشفى إذا ظهرت لديك أي من الأعراض التالية: * نزيف مهبلي أو نزول دم * انفجار كيس الماء وظهور دم في السائل * ألم أو شعور بالألم عند لمس أو جس البطن * ألم في الظهر * انقباضات متكررة جداً على فترات قصيرة أو انقباضات لا تنتهي * قلة حركة طفلك مقارنة بالسابق. اتصلي على الفور برقم الطوارئ في منطقتك إذا كنت تخسرين الكثير من الدم أو كانت لديك أي من علامات الصدمة كالشعور بالضعف، والإغماء، والشحوب، أو التشوش الذهني، أو الخفقان الشديد في القلب. كيف يتم تشخيص انفصال المشمية المفاجئ؟ يعتمد الأمر على حجم انفصال المشيمة وحجم شدة أعراضك. إذا كنت أنت وطفلك شديدي التعب، فأول ما سيفعله الأطباء هو إجراء العلاجات الطارئة للحفاظ على سلامتكما. سيعطيك الأطباء الأوكسيجين والسوائل، وقد تخضعين لنقل الدم إذا كنت قد فقدت الكثير منه. عندما يستقر وضعك، أو إذا كانت حالتك مستقرة عند الوصول إلى المستشفى، فستجس طبيبتك بطنك برفق لمعرفة درجة قساوة بطنك والتأكد من وجود انقباضات. في حال وجدت انقباضات، فستتحقق من تكرارها. بما أن النزيف قد لا يأتي من الرحم، فستفحص طبيبتك مهبلك وعنق رحمك لترى إذا كان سبب النزيف هو التهاب، أو جرح متمزق، أو ورم غير خبيث في عنق الرحم، أو أي سبب آخر. كما سترى طبيبتك إذا كان عنق الرحم يتوسع لديك، وفي هذه الحالة قد يقطع بعض شرايين الدم الصغيرة ويصيبك ببعض النزيف. عندما تصلين إلى المستشفى، ستتم مراقبة معدل نبضات قلب طفلك وقد تخضعين لجلسة تصوير بالموجات ما فوق الصوتية أو السونار لفحص المشيمة. لا يستطيع هذا التصوير دائماً اكتشاف الانفصال الصغير، لكن يمكنه أحياناً اكتشاف كتلة دم خلف المشيمة واستبعاد وجود هبوط في المشيمة، وهو سبب آخر محتمل للنزيف في الرحم. إذا كانت فئة دمك من الريسوس السلبي ولديك نزيف مهبلي في المرحلتين الثانية أو الثالثة من الحمل، فستحتاجين إلى حقنة المضاد دي المناعي. ماذا يحدث إذا أصبت بانفصال المشيمة المفاجئ؟ يعتمد الأمر على مدى اقتراب موعد ولادتك المتوقع، وشدة النزيف، ووجود مؤشرات على أن طفلك يتألم ويعاني. قد تدخلين إلى المستشفى حتى يتمكن الأطباء من معرفة المزيد عن وضعك ومراقبتك أنت وطفلك بدقة. قد تنصح طبيبتك بتحريض مخاضك أو إجراء طلق اصطناعي. إذا كان يفضل مجيء طفلك على الفور، فستوصي طبيبتك بالخضوع لولادة قيصرية طارئة. أما إذا شكّت طبيبتك في إصابتك بانفصال في المشيمة، لكن النزيف توقف وكنت أنت وطفلك بخير، فربما تتمكنين من العودة إلى المنزل. مع ذلك، ستحتاجين إلى زيارة المستشفى إذا كان لديك مزيد من النزيف أو الألم، أو إذا خفّت حركة طفلك عن المعتاد. في حال حدوث انفصال صغير في المشيمة وكان موعد ولادتك المتوقع قد اقترب، من المحتمل أن تنصح طبيبتك بتحريض مخاضك. قد يكون الخيار الأكثر أماناً هو ولادة طفلك، حتى إذا أدى الأمر إلى ولادته قبل الأوان خديجاً أو مبتسراً. لكن إذا شكت طبيبتك في حدوث انفصال صغير جداً، فقد تستطيعين تأجيل الولادة قليلاً طالما أنك وطفلك بخير ولا يستمر النزيف الفعلي. ستساعدك طبيبتك على الموازنة بين خطر تدهور حالة الانفصال وبين خطر الولادة المبكرة. قد تعطيك طبيبتك السترويد (كورتيزون) إذا كانت عليك ولادة طفلك قريباً. يعمل السترويد على تعجيل نضوج رئتي طفلك تفادياً لمشاكل أخرى ترتبط بولادة الطفل في وقت مبكر. في بعض الأحيان، تمرض الأمهات والأطفال كثيراً نتيجة انفصال المشيمة المفاجئ. إذا كنت قد خسرت كمية كبيرة من الدم فقد تحرص طبيبتك على إعطائك الأوكسيجين، ومزيد من السوائل، والخضوع لعملية نقل دم. مع الأسف، لا ينجو بعض الأطفال من صدمة انفصال المشيمة المفاجئ، فيولدون ميتين. اطمئني فنادراً ما يحدث هذا الأمر. كيف أتجنب الإصابة بانفصال المشيمة مرة أخرى؟ إذا أصبت بانفصال المشيمة المفاجئ في حمل سابق، فقد يزيد فرص حدوثه مرة أخرى. لديك احتمال تكرار الحالة في الحمل التالي بنسبة 25 بالمئة، وتزيد هذه النسبة إلى حوالي واحد في كل خمس حالات إذا أصبت بانفصال في حملين سابقين. مع الأسف، لا يوجد ما تقومين به لتجنب التعرض لانفصال في المشيمة، لكن هناك خطوات يمكنك اتباعها لتخفيف خطر تكرار حدوث الحالة: * احرصي على حضور جميع مواعيد متابعة الحمل حتى تتأكد طبيبتك من أن ضغط الدم لديك تحت السيطرة. وقد تصف لك أدوية لخفض ضغط دمك إذا كان مرتفعاً جداً. * احمي بطنك بارتداء حزام الأمان، مهما كانت حركة السيارة بطيئة. * يمكنك إجراء بعض التغيرات على نمط حياتك لحماية نفسك وطفلك. ولا تدخني، فالتدخين يزيد خطر انفصال المشيمة المفاجئ وغيرها من مضاعفات الحمل.