حياة الأسرة تسير وتتهادى كالقارب على سطح المياه الهادئة.. يعيشون فى سعادة.. الأب يخرج فى الصباح الباكر يوميا ليعمل من أجل أولاده الأربعة فهم ثلاثة من البنين وابنة واحدة.. كل أمنياته فى الحياة أن يعيش حتى يراهم قد نالوا قسطًا كبيرًا من التعليم.. أما الابنة فأحلامها أكبر من ذلك.. أكبر أمانيه أن يراها وهى ترتدى ثوب الزفاف الأبيض.. كان دائم التأكيد على زوجته بأن تهتم بها وترعاها.. وكانت الأم تعمل بنصيحته بل وتزيد بأن تدخر من مصروف البيت من أجل شوار «سماح».. لم تكن تترك فرصة تستطيع فيها شراء أى شىء ولو صغير لتضعه فى صندوق كبير مخصص لها وباسمها.. كل ذلك والأحلام تراودها فهى ابنتها الوحيدة. كانت تخاف عليها لو طالب أن تضعها فى عينيها لفعلت وأغلقت عليها رموشها فهى تخشى عليها من نسمة الهواء الطاير كما تقول دائما لمن حولها.. ولكن ما حدث كان أصعب ما مر على الأسرة.. ما هذا؟ من يئن؟ من تخرج الآهة من بين شفتيه؟ من يبكى فى وسط ظلام الليل؟ نهضت الأم سريعًا جرت حيث الصوت القادم من الغرفة القريبة إنها غرفة الأطفال.. فلبها الملهوف كان يرفض أن يصدق ما تسمع فتحت اللمبة نظرت وجدت طفلتها وحبيبتها سماح هى مصدر الصوت.. تقدمت فى لهفة نحوها أمسكت بها وبرأسها الذى كانت تهزها الطفلة بشدة وجدت جسدها كأنه جمرة نار بين يديها.. صرخت على الأب الذى كان يقف بجوارها بالفعل حدثته بما تشعر به طلب منها سرعة وضع كمادات على رأس الطفلة لتلافى الارتفاع الشديد فى درجة الحرارة قامت الأم لتخفف آلام سماح بالمسكنات والأعشاب الساخنة.. نعم ساعدتها على التغلب على الآلام.. ولكن ما هى إلا ساعات قليلة وعاودتها الآلام.. ولكن كانت أشد بكثير بحيث لم تستطع الابنة تحملها.. لم تستطع أن تضع رأسها على الوسادة من شدة هذه الآلام.. وكانت دموعها تمزق قلب أبيها وأمها.. طلب الأب من أمها أن تحملها إلى الطبيب الذى قام بفحصها والكشف عليها ووصف علاجًا لم يثمر.. الابنة مازالت تشكو.. رجعت الأم بها إلى الطبيب مرة أخرى، خاصة أن الصداع يكاد يفتك برأسها.. ومن شدته أصبحت غير قادرة على أن تفتح عينيها أو حتى أن ترى أمامها.. طلب الطبيب منها عرضها على أخصائى عيون لعلها تشكو من شىء ما يتعلق بالنظر.. حاول الأب أن يفهم ما يدور وهو خائف.. ولكن طمأنه الطبيب وأكد له أن هذا مجرد إجراء للاطمئنان.. جر الأب ساقيه وهو ممسك بابنته وذهب بها إلى طبيب العيون فحصها ثم حولها إلى طبيب مخ وأعصاب لأن هناك شكا فى إصابة الأبنة بمرض بالمخ، خاصة بعدما أصيبت بنوبات قىء متكررة وكان على الأب الاستدانة ليذهب بها إلى الطبيب الذى طلب إجراء تحاليل وأشعة سريعة.. بل طلب أيضًا أن يتم حجزها بأحد المستشفيات حتى تكون الملاحظة وبالفعل كان له ما أراد.. وما هو إلا يوم والثانى وظهر ما لم يكن يخطر على بال أحد.. الطفلة سماح مصابة بورم بالمخ وتحتاج لإجراء جراحة استكشافية لأخذ عينة من الورم وتحليلها وكانت المصيبة الكبرى أن التحاليل قد أكدت أن الورم السرطانى وأنها فى حاجة لعلاج إشعاعى وكيماوى وتم تحويل الابنة إلى المعهد القومى للأورام ودخلت حجرة العمليات أولًا لإجراء جراحة لاستئصال الورم.. وأصبحت زبونة بالمعهد تتردد عليه كل شهر لعدة أيام لتلقى جلسات الكيماوى.. وتحولت أحلام أمها وأمانى أبيها إلى كابوس أسود وقد طارت الأحلام فى الهواء وتحطمت الأمانى على صخرة المرض ولم يبق للأسرة إلا الدموع والأم تعيش فى ذهول فهم لم يحلموا فى يوم من الأيام بهذه الحياة التعسة التى يعيشونها الآن.. ولكنه قضاء الله ولا راد لقضائه.. الابنة تحتاج إلى مصاريف كثيرة والأب المسكين يضطر فى كثير من الأحيان للاستدانة وتضطر الأم إلى مد يدها والبحث عمن يساعدها فى توفير المصاريف واحتياجات المرض عينها تدمع وقلبها يبكى على ابنتها وترسل تطلب من يساعدها فهل تجد؟ من يرغب فليتصل بصفحة ربنا كريم.