تتزامن المساعى الأممية لعقد مشاورات جنيف لإنهاء النزاع فى اليمن، مع استمرار العمليات العسكرية الميدانية، حيث تتواصل المواجهات فى عدد من جبهات القتال، وأبرزها فى محافظة تعز التى انطلقت عملية تحريرها من قبضة الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح.وقد دخلت عملية تحرير محافظة تعز حيز التنفيذ والتى تتضمن فك الحصار عن المدينة ثم تطهير المحافظة. وقد دفعت قوات التحالف بمجموعة إضافية من الآليات العسكرية الثقيلة إلى تعز دعمًا للمقاومة وتضم دبابات ومدرعات، كما تم إنزال أسلحة نوعية جوًا للمقاومة، ستغير من مسار المعركة ضد الحوثيين. وكان الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى قد شدد خلال لقائه فى الرياض الإثنين الماضى قيادات حزبية وسياسية من محافظة تعز على ضرورة شحذ الهمم وتوحيد الصفوف بالتعاون مع الجميع لوضع حد لمعاناة تعز وأبنائها العُزّل أمام آلة الحرب الحوثية. واستمر قصف طيران التحالف لمواقع الحوثيين وتجمعات لهم فى محافظاتمأرب والجوف وصعدة. وأكد مصدر عسكرى التحاق وحدات من فصائل المقاومة الشعبية فى عدن بالجبهة فى تعز، للمشاركة فى تحريرها وتضم هذه الوحدات 500 جندى يمنى تدربوا فى الإمارات. كما أسفر استخدام صواريخ «تاو» المضادة للدروع عن تدمير عدد من الدبابات والمدرعات التابعة للحوثيين. اقتراب المفاوضات وقد أكد المبعوث الدولى إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن «كل الأطراف وافقت على تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216» وتوقع بدء المفاوضات بين الحكومة والحوثيين منتصف الشهر الحالى. ويدعو القرار الحوثيين والقوات الموالية لعلى عبدالله صالح إلى الانسحاب من المدن الرئيسية وتسليم الأسلحة التى استولوا عليها من القوات الحكومية. وأضاف ولد الشيخ استبعاد نية التحالف السيطرة على صنعاء بالقوة، وأنهم يفضلون التوصل إلى حل سياسى. وقد وقعت انقسامات وسط قيادات الحوثيين، ما بين مؤيد ومعارض للمشاركة فى المحادثات مع الحكومة اليمنية تحت مظلة الأممالمتحدة. وشدد ولد الشيخ على أن المباحثات بين الحكومة الشرعية والانقلابيين لن تجرى إلا بعد استكمال اللجنة الفنية إجراءاتها، وتحديد أسماء الوفدين وتحديد الزمان والمكان بعد اتفاق الطرفين عليهما، وذلك تجنبًا لبعض الخلافات التى وقعت فى المحادثات الماضية فى جنيف. وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم الحركة الحوثية، إن الحركة تتمسك بالنقاط السبع التى تم التوصل إليها خلال خمسة أشهر من التباحث فى مسقط، بينما اعتبرت الحكومة اليمنية أن هذه النقاط غير ملزمة وأنها لم تكن طرفًا فى نقاشها. تدهور الأوضاع الإنسانية ومن جهة أخرى دعا المدير الإقليمى لبرنامج الأغذية العالمى مهند هادى إلى إتاحة إمكانية الوصول الآمن والفورى للمواد الغذائية إلى مدينة تعز لمنع وقوع مأساة إنسانية. وحذّر هادى من أن نفاد المواد الغذائية يهدد حياة الآلاف من الأشخاص. وقال برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة فى بيان له «إن عدم إمكانية إيصال فِرَق الإغاثة الإنسانية إلى المدينة أدى إلى ترك عشرات الآلاف من الأشخاص بدون مساعدات غذائية لأكثر من شهر». ويعانى سكان مدينة تعز أوضاعًا إنسانية صعبة جراء ما تقوم به ميليشيات الحوثى الانقلابية وقوات المخلوع صالح من فرض حصار على المدينة ومنع وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية منذ أشهر. كما تقوم الميليشيات بقصف عشوائى على مختلف الأحياء السكنية والتى تسببت بسقوط المئات من القتلى والجرحى وتشريد الآلاف من السكان.