شن طيران التحالف الذى تقوده السعودية فجر أمس سلسلة من الغارات الجديدة ضد مواقع المتمردين الحوثيين، بالرغم من الهدنة الإنسانية التى أعلنتها الأممالمتحدة فى اليمن، والتى سرعان ما انهارت . واستهدفت الغارات تجمعات للحوثيين فى معقلهم فى صعدة بشمال البلاد، إضافة إلى مواقع لهم فى جنوبصنعاء وفى منطقة الوهط الواقعة بمحافظة لحج الجنوبية، حسبما أفاد شهود عيان وسكان. وذكرت مصادر يمنية أن الطائرات استهدفت موقعا للحوثيين فى حى الأصبحى وسط العاصمة صنعاء ومعسكر جبل النهدين المطل على دار الرئاسة، وأوضح الشهود أن النيران اشتعلت فى الموقعين، فيما قامت عناصر الحوثيين المتمردة بتطويق محيط الموقعين ومنعت المواطنين من الاقتراب منها، ولم يتسن الحصول على حصيلة لضحايا هذه الغارات. وتأتى هذه الضربات الجوية بالرغم من إعلان الأممالمتحدة هدنة إنسانية للسماح بإيصال المساعدات الضرورية لملايين السكان. كما استمرت المواجهات على الأرض بين القوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادى من جهة والحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح المتحالفة مع المتمردين من جهة اخرى، وشهدت محافظة تعز جنوب غربى اليمن اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية من جهة وجماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح من جهة أخرى، وقالت مصادر، إن المقاومة حققت انتصارات وأجبرت الميليشيات على الانسحاب من مواقع عديدة ودمرت دبابتين لهم، وسيطرت على منزل كان قد استولى عليه الحوثيون واتخذوه مقرا لقناصاتهم كما قتلت عناصر المقاومة قياديا للحوثيين فى الاشتباكات، وقد وجه مجلس المقاومة فى تعز نداء لأبناء المحافظة للمشاركة فى تحرير المحافظة من ميليشيات الحوثيين وصالح . ومن ناحية أخرى ، أعلنت المقاومة الشعبية فى محافظة إب - المجاورة لتعز من جهة الشمال - النفير العام لفك الحصار عن أبناء تعز الذين تفرض عليهم مليشيات الحوثى وصالح حصارا خانقا، فيما قتل ستة من مسلحى جماعة الحوثيين فى محافظة البيضاء بوسط اليمن. وفى الرياض، قال مستشار وزير الدفاع السعودى العميد ركن أحمد عسيرى "إن مثل هذه الهدنة الإنسانية التى أعلنت عنها الأممالمتحدة فى اليمن غير ملزمة لقوات التحالف، لعدم وجود التزام من الجانب الحوثي، ولافتقارها لآلية تعنى بتطبيقها، وستكون ضارة أكثر من نفعها للمواطن اليمنى ، لأنها ستعطى الفرصة للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع على عبدالله صالح فى إعادة انتشارها وترتيب أوضاعها داخل المدن". وفيما يتعلق بالجانب الإنساني، أكد العسيرى أن المساعدات الإنسانية تصل إلى اليمن، منوها بأن المشكلة تكمن فى عملية توزيعها فى الداخل، حيث إن المليشيات الحوثية تصادر المواد الإغاثية بمجرد وصولها وتستخدمها فى المجهود العسكرى الذى تقوم به ضد المواطن اليمني. وفى القاهرة، استنكر المندوب الدائم للجمهورية اليمنية بجامعة الدول العربية السفير محمد الهيصمى الأخبار والشائعات التى تناقلتها إحدى وسائل الإعلام، والتى تشكك فى الموقف المصرى الثابت والراسخ تجاه اليمن ووحدته وسلامة أراضيه منذ سنوات طويلة ، مشيرا إلى أن مصر هى القلب النابض المحافظ على الأمن القومى العربي، وأكد الهيصمى فى تصريح أمس أن مصر واليمن تربطهما علاقات أخوية وروابط تاريخية عميقة، مشيرا إلى عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة اليمنية المصرية، ونوه بأنه سيتم خلال هذه الاجتماعات التوقيع على عدد من الاتفاقيات بما يدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين إلى آفاق أرحب فى مختلف المجالات.