تقدم الدورة رقم 37 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى «من 11 إلى 20 نوفمبر» وجبة سينمائية دسمة وعامرة بالتجارب المختلفة، وبالأفلام الروائية المتنوعة الطويلة والقصيرة والروائية، ولأجيال متعددة من المبدعين المصريين والعرب والأجانب.رئيس المهرجان الناقدة ماجدة واصف، ومديره الفنى الناقد يوسف شريف رزق الله ليسا غريبين عن المهرجان، فقد ساهما بدور محورى فى نجاحاته السابقة، ولكنهما هذه المرة يمتلكان فرصة كاملة فى اختيار الأفضل والأهم، كما فرضت الظروف تكريم شخصيات بمثابة أيقونات لا تنسى فى حياتنا السينمائية، مثل فاتن حمامة التى تصدرت صورتها أفيش الدورة 37، وستمنح جوائز تكريمية باسمها، وكذلك الراحل عمر الشريف الذى ستقام ندوة خاصة لتكريم اسمه وعطائه، سواء للمهرجان أو للسينما المصرية عموما، وستعرض بعض أفلامه الشهيرة منها فيلمه النادر «جحا» الذى كان أول خطواته إلى العالمية، قبل فرصته الأكبر والأهم فى «لورانس العرب» مع المخرج ديفيد لين. خريطة الأفلام التى تستحق المشاهدة فى مهرجان هذا العام كبيرة ومعتبرة، يأتى فى مقدمتها تلك الأفلام الفائزة بجوائز فى أشهر مهرجانات السينما، وعلى رأسها فيلم « ديبان» الفرنسى للمخرج «جاك أوديار»،الذى نال جائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائى الدولى هذا العام وفيلم «عفارم» الرومانى الحائز مخرجه «رادو جود» على جائزة الإخراج فى مهرجان برلين 2015 وفيلم «قلوب جائعة» الإيطالى الذى حصد بطلاه «آدم درايفر» و«ألبا روهرواشر» جائزتى أحسن ممثل وأحسن ممثلة فى مهرجان فينيسيا عام 2014. يعرض المهرجان أيضا الفيلم التشيكى «رعاية منزلية»، الذى مُنحت بطلته «الينا ميهولوفا» جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان كارلو فى فارى الدولى فى يوليو الماضى، وفى نفس هذا المهرجان فاز «فيزار مورينا» بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه «باباى» وهو من إنتاج مشترك بين ألمانيا وكوسوفو ومقدونيا وفرنسا. ومن الأفلام الفائزة بجوائز أيضا وتُعرض فى مهرجان القاهرة السينمائى خارج المسابقة الدولية فيلم «بريدجند» الدنماركى الذى فازت بطلته «هانا موارى» بجائزة أحسن ممثلة فى مهرجان ترايبيكا الأمريكى فى مايو الماضى، وكذلك الفيلم الإيطإلى «المراعى الخضراء» للمخرج الكبير «أرمانو أولمى» الذى اختاره أعضاء نقابة الصحفيين السينمائيين كأحسن إنتاج إيطإلى لعام 2014 كما يُعرض الفيلم الأرجنتينى «النار» الذى مُنحت بطلته «بيلار جامبوا» جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان «مالاجا» الإسبانى، والفيلم الباكستانى «دوختار»،الذى فاز بجائزة الجمهور فى مهرجان «كريتى» الفرنسى. يضاف إلى هذه القائمة المعتبرة التى تستحق المشاهدة مجموعة من الأفلام التى رشحتها دولها للمنافسة فى مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى للعام 2016، وهو ما يعنى أنها أفضل إنتاجات هذه الدول من الناحية الفنية، وتضم قائمة هذه الأفلام التى يعرضها المهرجان ثلاثة أفلام تنافس فى المسابقة الدولية الرسمية هى الفيلم البوسنى «حياتنا اليومية» إخراج أنيس تانوفتيش، والفيلم الكرواتى « الشمس الساطعة» للمخرج داليبور ماتانيتش، والفيلم الاستونى «1944» للمخرج إلمو نوجانين .أما بقية الأفلام الأخرى التى يعرضها المهرجان فى تظاهراته الأخرى فهى الفيلم السويسرى «أوديسا عراقية» إخراج «سمير» والفيلم الرومانى «عفارم» للمخرج رادو جود والمكسيكى «600 ميل» إخراج جبريل رسبتين، والفيلم الصربى «منطقة محاصرة» للمخرج جوران رادو فانوفيتش ومن كوسوفو فيلم «باباى» إخراج فيسار مورينا، والفيلم الفنلندى «المبارز» للمخرج كلاوس هارو، والفيلم الألمانى «فى متاهة الأكاذيب» إخراج جوليو ريتشيارللى. ومن الأقسام التى تستحق أفلامها المتابعة برنامج «أسبوع النقاد» الذى يقدم تجارب مميزة فى السينما الروائية والوثائقية، منها «رحلة إلى روما» إنتاج جمهورية التشيك ( روائى ) من إخراج توماس ميلينك، و«توك توك» من إنتاج مصر «تسجيلى» ومن إخراج رومانى سعد. ويرأس لجنة تحكيم هذا القسم المهم المخرج الكبير محمد خان. وهناك كذلك أفلام قسم سينما الغد الذى يقدم التجارب المميزة فى عالم الأفلام القصيرة، وأفلام قسم آفاق السينما العربية الذى تتسابق على جائزته 7 أفلام هى: من اليمن «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة»، ومن البحرين فيلم «الشجرة النائمة»، والعراقى «بغداد خارج بغداد»، والمصرى «فى يوم»، وفيلم «حب وسرقة» من فلسطين، ومن المغرب «إطار الليل»، والسورى «بانتظار الخريف»، كما يتميز هذا العام بعرض فيلمين مصريين فى المسابقة الرسمية للمهرجان، وأعتقد أنهما على مستوى متميز، وهما من إنتاج أحمد السبكى، الذى أراد فيما يبدو أن يرد عمليا على من يعمم سوء المستوى على كل إنتاجه. الفيلمان هما «من ضهر راجل» من كتابة محمد أمين راضى ومن إخراج كريم السبكى وبطولة آسر ياسين، والثانى بعنوان «الليلة الكبيرة» من كتابة أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد الله، وهما الثنائى اللذان قدما فيلمى «كباريه» و«الفرح»، وتميزالفيلمان بمستوى فنى جيد، مع مسحة ميلودرامية بسيطة، وكانت أحداثهما تدوران فى يوم واحد، مع بطولة جماعية لممثلين فى أدوار مميزة ومؤثرة، وهو نفس الأمر الذى سيقدمه فيلم «الليلة الكبيرة». ولا ننسى أن نرشح للمشاهدة فيلم الافتتاح «ريكى وفرقة «فلاش» إخراج جوناثان ديمى وبطولة «ميريل ستريب»، «كفين كلاين» و«ماجى جامر»(ابنة ميريل ستريب فى الحياة)؛حيث تجسد «ستريب» فى الفيلم شخصية «ريكى» المرأة التى هجرت زوجها وأولادها الثلاثة لتحقق نفسها كمطربة روك إلا أنها لا تنجح سوى فى الغناء ببعض المقاهى الصغيرة بالليل،وتعمل فى سوبر ماركت بالنهار،حتى تتلقى ذات يوم اتصالاً من طليقها الذى تزوج بعد رحيلها،يبلغها فيه أن ابنتها تمر بحالة نفسية سيئة بعد طلاقها من زوجها،ولحظتها تقرر «ريكى» السفر إلى بيت العائلة لتلتقى أفراد أسرتها بعد سنوات من رحيله . يضم فيلم «ريكى وفرقة «فلاش»» ثلاث شخصيات سينمائية حائزة على جوائز الأوسكار؛أولها بطبيعة الحال الفنانة القديرة ميريل ستريب صاحبة الرقم القياسى فى الترشيح للأوسكار التمثيل؛إذ رشحت 19 مرة فى الأعوام من 1979 إلى عام 2014، وفازت بالجائزة ثلاث مرات فى أعوام 1980 و1983 و2012 . أما المخرج «جوناثان ديمى» البالغ من العمر 71 عاماً فقد فاز بأوسكار الإخراج عن فيلمه الشهير «صمت الحملان» بينما حصدت كاتبة السيناريو «ديابلو كودى» (37 عاماُ) جائزة أوسكار أحسن سيناريو مكتوب مباشرة للشاشة عن فيلم «جونو» عام 2007، وكان السيناريو الأول الذى تكتبه فى حياتها. نتمنى أن يحقق المهرجان نجاحا يثرى الحياة السينمائية، ويترك انطباعا جيدا لدى ضيوفه ومتابعيه، خاصة بعد أن تم اختيار أسماء محددة لتكريمها مثل النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالى، التى كانت بالمناسبة ضيفة أولى دورات المهرجان فى السبعينيات، وكذلك النجم حسين فهمى الذى رأس المهرجان لعدة دورات، والمميزة نيللى كريم التى حققت بأدوراها الأخيرة فى السينما والتليفزيون طفرة لافتة.