«المكتوب على الجبين.. لازم تشوفه العين».. مثل شائع بيننا.. فكتاب كل منا مكتوب لن يستطيع أى إنسان أن يبدل فيه أو يغيره، ولكننا نعمل دائمًا ما فى وسعنا ويفعل الله ما يريد.. وهذا الأسبوع وصلتنى رسالتان من سيدتين تواجهان نفس الحياة القاسية ونفس الأزمة، وإن اختلفتا بعض الشىء فى التفاصيل.. كانت أول رسالة من «فاطمة» التى لم تتجاوز من العمر الخامسة والأربعين.. هى أم وربة منزل.. ولديها من الأولاد أربعة.. تزوجت عندما بلغت الثامنة عشرة شابا ابن حلال يقطن فى نفس الحارة التى تعيش بها وأسرتها تعرفه جيدًا منذ الصغر.. فهو يعمل عاملا أرزقيا على باب الله يخرج مع خيوط النهار الأولى ليبحث عن عمل يرزقه الله منه المال الحلال.. تقول كنت أنتظره على أحر من الجمر وخلال السنوات القليلة الأولى من عمر زواجنا رزقنا الله بالأولاد الذى تمناهم زوجى.. ومرت السنوات والزوج يكد ويتعب حتى يوفر لى وللأولاد ما يحتاجون إليه ويواصلون بقدر المستطاع تعليمهم حتى يكون السلاح الباقى لهم مع الزمان.. وخلال رحلة الكفاح الطويلة بدأت تشعر بالتعب والألم والوهن.. كان فى أول الأمر تعبا محببا لنفسها، خاصة أنه من أجل الأولاد والزوج الحبيب.. ولكن التعب اقترن بالألم، بل بآلام شديدة كانت تحاول أن تتحملها.. ولكن مع الأيام أصبحت لا تستطيع التحمل.. وكانت ليلة صعبة طويلة.. بدأتها بالأنات فى أول الليل وتحولت إلى آهات وفى النهاية كانت صرخات قاسية مع بزوغ الفجر وحملها الزوج والأولاد إلى المستشفى وبعد الفحص أكد الطبيب أنه مغص كلوى ليس إلا وأعطاها مسكنات لتسكين الألم وعادت إلى المنزل.. لم تمر ساعات إلا وعاودتها الآلام مرة أخرى وأصيبت بارتفاع بدرجة الحرارة مع نوبة قىء وكان الألم هذه المرة شديدا واضطر الزوج لحملها مرة أخرى إلى المستشفى من أجل إجراء التحاليل والأشعة المناسبة لتحديد أسباب هذه الأعراض وبالفعل تم كل شىء، وما هى إلا ليلة ونهارها واكتشف الأطباء أن «فاطمة» مصابة بفشل كلوى وتحتاج إلى إجراء جلسات غسيل دموى بمعدل جلسة يوما بعد يوم وتبدل حال الأسرة، فقد سقط العمود الفقرى لها الأم والزوجة التى تحمل كل مسئوليات المنزل على رأسها.. وعندما علمت بما أصابها تساقطت دموعها بغزارة وشعرت بقلبها يتمزق ليس بسبب حزنها على نفسها، ولكن حزنها على الأولاد والزوج الذى هون عليها وأكد لها أنها سوف تكون فى أحسن حالتها بمجرد أن تخضع للغسيل الكلوى وبدأت رحلتها مع المرض وكانت رحلة طويلة.. تظل ست ساعات جالسة على كرسى الغسيل الدموى وتعود منهمكة إلى البيت لتنام على سريرها فى انتظار الجلسة التالية.. ارتبك حال المنزل الزوج يعمل ما فى وسعه حتى يوفر للأسرة الاحتياجات، ولكن ماذا يفعل من أجل الزوجة التى تحتاج إلى غذاء وأدوية ومواصلات ورزقه يكفى الأسرة بالكاد، فهل تجد فاطمة من يقف بجانبها ويساعدها؟ من يرد فليتصل بصفحة ربنا كريم.