كأى واحد.. وكل واحد من أبناء الطبقة الفقيرة التى يعيشون تحت خط الفقر يتمنى أن يجد قوت يومه.. يخرج من بيته فى الصباح وهو يطلب من الله العلى القدير إن يرزقه ليعود ومعه جنيهات قليلة تكفى لسد احتياجات الأسرة.. أنه رجل قارب على الخامسة والستين من عمره.. عندما تسأله كم مر من الزمن وهو يعانى من المرض؟ لا يعرف.. كم صرف من النقود على رحلة علاج هذا المرض؟ لا يعرف أيضا.. كل ما يعرفه أنه مريض عاجز غير قادر على العمل والرزق أو حتى الخروج والعيش كالجميع.. يجلس وحيدا يتذكر شريط حياته ومرضه يمر أمام عينيه كشريط سينمائى لقصة درامية دامية.. يتذكر كيف كان شابا فى عنفوان الشباب يعمل ويكبر من أجل أسرته الصغيرة.. الأسرة التى كبرت مع الأيام لذلك كان العمل كل حياته.. العمل من أجل الزوجة والأبناء.. كم بذل من جهد ليوفر لهم الحياة السعيدة الهانئة المستقرة.. كان يخرج فى الصباح الباكر ويظل يعمل طوال النهار وجزءا من الليل.. ويعود إلى المنزل فى نهاية اليوم محملا بالطلبات والاحتياجات ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. كان يتمنى أن يكبر الأولاد وأن يواصلوا تعليمهم.. وأن يسعد زوجته وأسرته كلها.. ولكن كان ذلك بعيد المنال.. الآلام تزحف على جسده بهدوء.. يشعر بها ولكنه يتجاهلها.. يوهم نفسه بأنها سرعان ما تخف.. ولكنها للأسف تتزايد لم يخبر زوجته حتى لا تجزع.. ولكن الزوجة كانت تشعر أنه يخفى عنها شيئا ما.. وبدأت الآلام تظهر كالشمس.. أصبح غير قادر على إن يستيقظ فى الصباح للذهاب إلى العمل.. يتوجع بينه وبين نفسه ولكن الزوجة كانت تشعر به.. ظهر تورم فى ساقيه ارتفعت درجة حرارته أصيب بنوبة فىء كل ذلك جعله يفصح عن آلامه حاولت إن تخفف عنه ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان فقد نهش المرض جسده وكان عليه إن يذهب إلى الطبيب ليبدأ رحلة الألم والمرض طلب الطبيب إجراء تحليل سريع وعندما رآه حوله إلى المستشفى فقد ظهر أنه مصاب بفشل كلوى ويحتاج إلى تحاليل وأشعة ليبدأ العلاج كان عليه الذهاب إلى المستشفى للغسيل الدموى ثلاث مرات أسبوعيا ليخرج بعد الجلسة وهو غير قادر على العمل أصبح لاحول له ولاقوة ينظر إلى عيون أولاده يجد الحزن فيها ولكن ما باليد حيلة فكل منهم يعمل عملا يدر دخلا بسيطا يكفيه العيش الحاف هو وأسرته وأصبحت المعيشة صعبة جدا عليه وعلى زوجته فهو نائم إما على فرشته بالمنزل أو على كرس الغسيل الدموى وغير قادر على توفير أى مطلب من مطالب حياته وزوجته ماذا يفعل وكل دخله لا يتعدى 300 جنيه كمعاش ضمان وليس له مورد رزق؟ هل يجد من يساعده ليجتاز طريق الألم الطويل من يرد يتصل بصفحة مواقف إنسانية.