أصفر الوجه.. ضعيف.. ضئيل الجسم.. غير قادر على الحركة إلا بصعوبة.. تظنه كهلا وإن كان عمره لم يتجاوز الخمسين إلا بقليل.. عاش سنوات عمره يحلم بالسعادة.. كافح وجاهد ليحيا.. وإن كانت الحياة التى يحياها مع أسرته تكاد تكون تحت خط الفقر.. ومع ذلك كان يحمد الله على الرزق.. كان يعمل فلاحا أجيرا يعيش على ضربة فأسه.. لم يكن يجد العمل بسهولة، وإن وجده فهو ليوم أو اثنين ويظل باقى الأسبوع يبحث عنه ليوفر لقمة العيش له ولأسرته.. كان يبذل الجهد لتوفير حياة كريمة للأسرة.. ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. فقد بدأ يشعر بالتعب والوهن.. لم يعط أى اهتمام فهو يعلم أنه لو نام يوما واحدا ما وجدت الأسرة لقمة العيش الحاف.. خرج يوما للعمل ولكنه عاد بعد ساعتين محمولاً على أعناق زملائه فقد داهمته الآلام وارتفعت درجة حرارته وأصيب بقىء ولم تجد الزوجة حلا أمامها سوى أن تصطحبه إلى المستشفى ودارت دائرة المرض عليه وعليها ودخل دوامة لم يستطع الخروج منها فقد طلب الأطباء تحاليل وأشعة وفى النهاية أخبروا الزوجة بأنه مصاب بفشل كلوى مزمن ويحتاج إلى غسيل كلوى ثلاث مرات أسبوعيا.. وبدأت رحلة العذاب مع جهاز الغسيل ست ساعات فى كل مرة.. يخرج بعدها منهك القوى غير قادر على المشى وينام لليوم التالى استعدادا للجلسة الثانية، وأصبحت حياته بين السرير فى البيت وكرسى الغسيل الدموى.. وأصبحت الحياة قاسية. أرسل يطلب المساعدة، فهل يقف بجانبه أحد؟ من يرد يتصل بصفحة مواقف إنسانية.