اعتمادا على الاسم، أو على دعاية الفيلم، أو حتى على سوابق محمد رجب والمؤلف محمد سمير مبروك والمخرج إسماعيل فاروق، فإنك لا يمكن أن تتخيل أن فيلم "الخلبوص" هو بالفعل عمل جيد فى مجال الكوميديا الرومانسية. يعمل "الخلبوص" على فكرة مطروقة، وهى أننا قد نتعب فى البحث عن الحب، بينما هو قريب منا، وعند أطراف أصابعنا، ولكن المعالجة أخذت هنا شكلا ظريفا من خلال الرسم الجيد للشخصيات، ثم العناية ببناء الدراما من خلال كتابة مواقف كوميدية تنبع من الحالة أو السلوكيات، ولا تعتمد على الارتجال العشوائى. محور الأحداث علاقة الصداقة بين ملك (إيمان العاصى) ذات الشخصية القوية، والتى تؤلف الكتب عن الرجل والمرأة، والمصور الثرى متعدد العلاقات العاطفية يوسف (محمد رجب)، إنها تقوم بعدة أدوار فى حياته، لدرجة تحريضه على الزواج،وكأنها خاطبة عصرية، ولكنه يتورط فى كل مرة مع نموذج نسائى غريب، دون إغفال أنه أصلا زائغ العينين، أو "زير نسا" أو "خلبوص" وفقا للمصطلح العامى، وهذه الشخصية لها تاريخ طويل فى الكوميديا الرومانسية المصرية، بالذات فى الستينيات، وأفضل من لعبها حسن يوسف، ولكن رجب قدمها أيضا فى "الخلبوص" بشكل جيد، وبحضور فائق ومدهش، كما أن النماذج التى حاول الارتباط بها رسمت كلها بذكاء، ومع كل شخصية يمكن أن تضحك خصوصا إذا كانت واحدة رغّاية، ولاتزيد اهتماماتها عن العناية بأظافرها، و الثانية مناضلة ثورية تتناقض حياتها مع شعاراتها، والثالثة متحررة على الطريقة الأوروبية، والرابعة من بيئة شعبية تستغل ثراء خطيبها، ثم تكتشف ملك فى النهاية أنه كانت تحب يوسف، ويعرف يوسف أن من كان يبحث عنها هى من ظلت بجواره طوال الوقت. اللافت أن حكايات يوسف مع كل واحدة كانت جزءا من بناء متماسك، وتم الانتقال من قصة الى أخرى بسلاسة تميزت إيناس كامل بالذات من بين بطلات الفيلم، بالإضافة الى إيمان العاصى صاحبة الطلّة والحضور، وتميزت كذلك عناصر مثل ديكور كمال مجدى وصورة يوسف بارود وملابس ريهام عاصم.