أكد المخرج اسماعيل فاروق أنه سعيد بردود أفعال فيلمه «الخلبوص».. وقال «فاروق»: ما أسعدني اكثر من الايرادات التي أراها جيدة للفيلم، هو تفاعل الجمهور مع العمل،وردود الافعال التي تؤكد أن الفيلم محترم، ولا يحمل ما يخدش الحياء ضمن مشاهده، بالاضافة للصورة الجيدة للعمل، وغيرها من الآراء الايجابية التي أكدت أن مجهودي ومجهود بطل الفيلم محمد رجب، ومؤلفه محمد سمير مبروك، وصل للناس بصورة مرضية، ورغم أن فيلم «الخلبوص» يعتبر أول تعاون بيني وبين محمد رجب، الا أننا اتفقنا منذ بداية العمل على أن نقدم فيلماً مختلفاً بالنسبة لكل المشاركين فيه، كما اتفقت معه على أن يترك نفسه لي تماماً، وبدأنا العمل على السيناريو الذي يرصد ظاهرة العنوسة عند الرجال لا النساء، وهى ظاهرة لأول مرة تقدم من خلال عمل سينمائى، لهذا أعتبر الفيلم هو الأكثر اختلافاً بين أعمالي وأعمال محمد رجب. وأضاف «اسماعيل»: الرجال في مصر والدول العربية لهم متطلبات في الأنثى، تكاد تصل بها الى حد الكمال وهو أمر لا يتوافر في أي فتاة على هذه الأرض، وعايشت شخصيات تحمل وجهة النظر التي نطرحها في حياتي اليومية، وهو ما عملنا عليه ليخرج الفيلم في اطار واقعي يمس المجتمع، ويعبر عن الشباب المصري بمصداقية، فالبطل يبحث عن زوجة مستقبلية بين عدد من الفتيات اللاتي يختلفن على مستوى الفكر والجوانب الشخصية والمجتمعية، وقدمنا نماذج مختلفة للفتيات، من بينها الفتاة الثورية المدعية، أو الشخصية الرومانسية بتطرف حتى أنها تحب لدرجة «الخنقة» ولا تميل للعلاقات العملية التي تتخللها المشاعر أو تلك الفتاة المتحررة حتى أنها تريد أن تجرب مع حبيبها كل شيء قبل الدخول في علاقة زوجية رسمية، حتى لو تطلب الأمر ممارسة الجنس معه خارج منظومة الزواج، بالاضافة للفتاة التي تقبل الزواج على طريقة الصالونات، وشخصية البطل توضح الاحداث انه رجل سطحي يبحث طوال الوقت عن حب حياته وهو بجانبه، فالفيلم اجتماعي كوميدي وملىء بشخصيات من لحم ودم، وهو ما يجعلك تخرج سعيداً من دار العرض، بعد مشاهدة قصة حب جميلة ومواقف كوميدية ليست صارخة ولكنها تبعث على السرور. وعن تعامله مع محمد رجب قال «فاروق»: شرحت رؤيتي لمحمد رجب م البداية وقمنا بالعمل على السيناريو طويلاً، واستغرقت التحضيرات وجلسات العمل وقتاً كبيراً، لذلك حينما بدأنا تصوير لم يعطنا شيئا، ومحمد رجب تعامل مع الأمر بحرفية، فمثل دوره ونفذ التوجيهات ببراعة، ولم أواجه أي صعوبات في العمل معه أو مع أي من الممثلات المشاركات في الفيلم، فقد اشترطت عليهن المذاكرة والاهتمام بالتفاصيل ومستوى التمثيل فأنا لست من المخرجين الذين يهتمون بالصورة والمونتاج والعناصر الاخرى التي تحقق إبهاراً أو جماليات بصرية ويتجاهلون الممثل، لأني أرى أن الناس تدخل الفيلم لتشاهد الممثل أولاً، وإذا توافر السيناريو الجيد والممثل الموهوب، أستطيع بعدها تحقيق التميز في باقي العناصر التي لا يلتفت اليها الجمهور في حالة عدم وجود ممثلين على مستوى عال، وكانت هناك تصورات لمحمد رجب بالنسبة ل «الكراكتر» تناقشنا فيها وتوصلنا للصورة التي ظهر بها في الفيلم فأنا أرجع لكل شخص فيما يخصه وقام محمد رجب بمشاركة الاستايلست ريهام عاصم في تطوير الشكل الذي اتفقنا عليه، والامر نفسه مع السيناريست محمد سمير مبروك، الذي طلبت منه الجلوس مع بعض معارفي ممن لهم تجارب في مسألة عنوسة الرجال، لنقل صورة واقعية حصل على بعض تكويناتها من أصدقائي». وحول الانتقادات التي وجهت لأفيش الفيلم ومواده الدعائية التي تصدر محمد رجب وخلفه 5 فتيات كزير نساء، قال «فاروق»: موضوع الفيلم مختلف كثيراً عن الافيش والمواد الدعائية وأنا صاحب الفكرة الدعائية ل «الخلبوص»، وقصدت وضع محمد رجب منفرداً اضافة للفتيات، حتى أضع المشاهد داخل الحكاية التي تدور حول رجل متعدد العلاقات، والفيلم لا يخلو من الرجال فهناك مشاركة متميزة لمحمد سليمان في احدى قصص العمل، ولكني أردت وضع رجب وحيداً على الافيش، وأعلم أن محمد سليمان لن يطلب تغيير فكرتي ليتواجد في دعاية الفيلم لأنه فنان محترم ويدرك أن مصلحة العمل تقتضي هذه الرؤية. وحول الاتهامات التي لحقت به كواحد من مخرجي أفلام العشوائيات وهل غير جلده في «الخلبوص» للهرب من هذا التصنيف قال: المناطق الشعبية والعشوائية تمثل نحو 80٪ من تعداد الشعب المصري، ولا يجب أن تتجاهل السينما أزماتهم لمجرد أنهم لا يشبهوننا، فأنا عملت وسط هؤلاء وأدركت مدى كرمهم سواء في «حكر أبو دومة» في شبرا، أو في «الحطابة» وغيرها من المناطق الشعبية، وإذا قضيت عمري أقدم لهم أفلاماً تفرحهم وتعبر عنهم في الاعياد فلن أوفيهم حقهم لأنهم الجزء الأكبر من المجتمع، ولا يجب أن نتعامل معهم بطبقية، فنحن نقدم سينما والمشاهد يدفع ليرى مانقدمه وبالتالي انتقاد هذه الاعمال على أنها تسيئ الى صورتنا غير حقيقي، وما أقدمه بمثابة ناقوس خطر للحكومة يدق ليحذر من احتمالية حدوث ثورة جياع، وبلا فلسفة نحذر من ضعف الخدمات وندرة لقمة العيش في المناطق العشوائية التي تقابلها اعلانات عن المنتجعات والفلل والقصور، ورغم كل هذه الاحباطات «نستخسر» فيهم تقديم فيلم عن حياتهم البائسة فأنا متحيز لهذه الطبقة وأسعى لإسعادهم، وأفلام مثل «عبده موتة»، و«النبطشي» وغيرها حملت رسائل لهذه الطبقة وأعتبر بعدي عنها في هذا الفيلم للتنوع فقط، و«الخلبوص» بمثابة وداع لهذه الطبقة.