تراجع التفاؤل فى السودان بعد عقد مؤتمر الحوار الوطنى فى الخرطوم وغياب معظم الأحزاب السياسية عن الحوار الوطنى فى ظل انعدام الثقة بين الأطراف المختلفة وتبادل الاتهامات، وفى المقابل حمل حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بالسودان، الحركات المتمردة والقوى السياسية المعارضة مسئولية استمرار معاناة الشعب السودانى بسبب رفضهم المشاركة فى الحوار الوطنى، محذرا من خطورة جر البلاد لمصير الحرب والاقتتال على نسق ما تشهده بعض الدول المجاورة. وقال الأمين العام لأمانة الحوار الوطنى بالسودان، هاشم على سالم، إن 20 حركة مسلحة انضمت إلى أعمال مؤتمر الحوار الوطنى الشامل بالبلاد، مشيرا إلى أن الحركات التى انضمت للحوار تم توزيع أعضائها على اللجان الست بالمؤتمر، وهم يباشرون الحوار حاليا. فيما أكد مبارك قادم – ناشط سياسى بالسودان – على فشل مؤتمر الحوار الوطنى الذى عقد بالخرطوم مؤخرا لاستئناف الحوار الوطنى الذى تم بعد تأخر استمر ما يقارب السنتين لبحث عدة قضايا رئيسية مثل الدستور والسلام والحريات العامة.موضحا أن انعدام الثقة بين الأطراف المختلفة وتبادل الاتهامات لن يسمح بنجاح أى حوار وطنى خاصة بعد رفض معظم الأحزاب المشاركة فى المؤتمر خاصة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال. وقال مبارك إن أى حوار وطنى بدون الحركة الشعبية سيظل أشبه بحوار الطرشان لأن الحركة الشعبية لديها منطقة فى السودان تسمى بالمناطق والأراضى المحررة ولديها سلطتها المنفصلة التنفيذية والتشريعية والقضائية وكل متطلبات الدولة الحديثة. وأضاف أن هناك أحزابًا أخرى لها أهميتها التاريخية فى المجتمع السودانى لم تشارك فى مؤتمر الحوار الوطنى مثل حزب الأمة والاتحادى الديمقراطى وهما من الأحزاب التاريخية ولديها جماهير وأيضًا الحركات الكبرى فى دارفور مثل حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد وحركة تحرير السودان بقيادة منى اركو مناوى وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم كل الأحزاب المذكورة آنفا والحركات مع قوى التغيير الحديثة ومنظمات المجتمع المدنى الراغبة فى التغيير الحقيقى كلها تمثل السودانيين. وأشار إلى وجود حملة اعتقالات لقيادات من قوى المعارضة كان من المفترض مشاركتها فى هذا الحوار المزعوم، كما شددت الحكومة قبضتها على النشاطات السياسية، وزادت أكثر من التضييق على حرية التعبير. كما ارتفعت محصلة العمليات العسكرية وزادت تبعا لها المواجهات بين القوات الحكومية مدعومة بقوات الدعم السريع من جهة وقوات التمرد من جهة أخرى. وطالب مبارك قادم بضرورة التزام كل الأطراف بالقرار الأممى (2046) للتفاوض على المنطقتين ومسار آخر للحل الشامل مع الاحتفاظ مع خصوصية المنطقتين النيل الأزرق وجبال النوبة. موضحا أن أى حوار غير ذلك سينتهى بانتهاء جلسات الحوار. فيما أكد د. أيمن شبانة – الخبير فى الشئون الأفريقية بجامعة القاهرة - أن الحوار الوطنى الذى يقوده الرئيس السودانى عمر البشير لن يثمر أى نتائج إيجابية على أرض الواقع خاصة فى ظل رفض عدد كبير من الأحزاب السودانية الاعتراف به بسبب تجاهل النظام السودانى الحالى لتوصيات الحوار الذى تم برعاية الاتحاد الإفريقى خلال الفترة الماضية. وطالب الاتحاد الأفريقى بضرورة تحمل المسئولية إزاء الشعب السودانى الذى يعانى من انهيار اقتصادى وسياسى واجتماعى والقيام بالتدخل بشكل قوى وبدعم من المجتمع الدولى لإجبار كل الأطراف والأحزاب السياسية التوصل لتسوية شاملة وإنهاء الحرب الأهلية التى يقدر خبراء حجم استنزافها للخزينة العامة بأكثر من 60 بالمئة.