أروع ما كشفت عنه حرب أكتوبر العظيمة التى حققت فيها القوات المسلحة المصرية أكبر انتصار عسكرى فى تاريخها حيث قضت على أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر وحطمت خط بارليف المنيع بفكر وجهد وعقل وسلاح الجندى والضابط المصرى أن مصر كلها كانت جبهة قتال موحدة ضد العدو.. القوات المسلحة الباسلة بكل قطاعاتها وتشكيلاتها فى المواجهة.. ومن خلفها الشعب والشرطة وكل هيئات ووزارات الدولة. وأثناء الإعداد والتحضير لحرب أكتوبر العظيمة كلف الرئيس الراحل أنور السادات السيد ممدوح سالم بمسئولية وزارة الداخلية منذ مايو 1971 أثناء تصفية مراكز القوى وثورة التصحيح وكان أول ما فعله وزير الداخلية ممدوح سالم هو وضع خطة تأمين الجبهة الداخلية لخوض حرب العبور العظيم. وقبل الحرب بأربعة أيام اجتمع ممدوح سالم وزير الداخلية الوطنى جدًا بالمسئولين عن القطاعات الأمنية المختلفة ومديريات الأمن لوضع الخطط الثابتة لتأمين البلاد إذا اندلعت الحرب وكان ممدوح سالم وزير الداخلية فى مكتبه بمبنى الوزارة بلاظوغلى اتصال دائم بالرئيس السادات ولم يغادر الوزير مبنى الوزارة إلا للاجتماعات المهمة مع قيادات الدولة حيث تم رفع درجة الاستعداد وتأمين الموانىء والمطارات والمنافذ البحرية والبرية والجوية وتأمين الموانىء والمنشآت المهمة والحيوية فى الدولة والعمل بالخطط الموضوعة حيث كان وزير الداخلية ممدوح سالم على اتصال بمديرى الأمن بالمحافظات التى تتعرض للمعارك ولابد لعناصر الشرطة من الالتحام فيها لاتمام النصر ومشاركة القوات المسلحة فى حربها العدو مع المقاومة الشعبية التى تؤازر قواتنا حيث تقف الجبهة الداخلية كلها خلف القوات المسلحة التى تقوم بمعركتها المقدسة فى تحرير الأرض الطاهرة. وهناك معارك كثيرة شارك فيها رجال الشرطة ببسالة كبيرة وهم يؤازرون المقاومة الشعبية ليقف الاثنان خلف القوات المسلحة ويحققون فى منظومة رائعة نصر أكتوبر العظيم وذلك مثل معركة السويس ومعركة الإسماعيلية ومعركة بورسعيد لكن الملفت للنظر الذى يتوقف عنده أى قارىء للأحداث أن حرب أكتوبر كانت الحرب الوحيدة التى لم تتخذ فيها أى إجراءات أمنية ولم يتم التحفظ على أى أناس أو أشخاص مجرمين بل والغريب أنه خلال الأسبوع الأول من حرب أكتوبر لم تقع حادثة اجرامية فى طول مصر وعرضها ولم تشهد أقسام الشرطة أى بلاغات بوقوع جرائم وهذا كان معناه أن الشعب كان متجاوبا مع قواته المسلحة حتى اللصوص تناسوا الجريمة. بالرغم من أنه لم يتم فرض حالة الطوارئ وهو ما يحدث غالبا فى الحروب ولم يتم حظر المرور وكانت الحياة تسير بصورة طبيعية. فقد سيطرت روح الحرب بهدف تحقيق الانتصار والنصر الذى تحقق بفضل شجاعة الجندى والمقاتل المصرى، وكانت شرطته الوطنية تقف خلف جيشها وتؤمن جماهيرها ومواطنيها.