«النيابة الإدارية» تشرف على انتخابات «الزهور» بالتصويت الإلكتروني    وزير الدفاع ورئيس الأركان يلتقيان رئيس أركان القوات البرية الباكستانية    أسعار الفراخ في البورصة اليوم الجمعة 24 أكتوبر    أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 24 أكتوبر 2025    وزيرة التنمية المحلية: إزالة أدوار مخالفة في حي الزيتون بالقاهرة    سرقة مركبة عسكرية في غلاف غزة قبل 3 أسابيع.. وجيش الاحتلال آخر من يعلم    وفا: استشهاد شاب متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال    بريطانيا: لندن تستعد لإعلان تسريع برنامج تسليم أوكرانيا أكثر من 100 صاروخ    كلاسيكو الكرة السعودية.. التشكيل المتوقع لمباراة الهلال واتحاد جدة    خطة مانشستر يونايتد لضم نجم نوتنجهام فورست    بعثة الحكام المصريين تتوجه إلى الإمارات لإدارة مباريات كأس السوبر المصري    تفاصيل الحالة المرورية بشوارع وميادين القاهرة الكبرى اليوم الجمعة    إحباط تهريب هواتف محمولة ومستحضرات تجميل في مطار الإسكندرية الدولي    رحلة عمرها 100 عام| «روزاليوسف».. صانعة الأجيال الصحفية    اليوم.. مي فاروق تُحيي حفلها في مهرجان الموسيقى العربية بدورته ال33    طارق الشناوي: مهرجان الجونة هذا العام أكثر نضجًا    التوبة لا تغلق.. رسالة ربانية في أول آية في القرآن| فيديو    "مساجد المنيا" تستعد لصلاة الجمعة اليوم وسط التزام بالإجراءات الدينية والخدمية    فرق سلامة المرضى تواصل جولاتها الميدانية داخل الوحدات الصحية ببني سويف    المصري البورسعيدي يفاضل بين حارس الأهلي والزمالك لتدعيم صفوفه في يناير    الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين: نجاح الجهود المصرية في تثبيت وقف إطلاق النار يُمثل إنجازًا كبيرًا    فتوى اليوم | فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة    آداب وسنن يوم الجمعة.. يوم الطهر والنور والعبادة    حدث عالمي ينتظره الملايين.. تجهيزات ضخمة استعدادا لافتتاح المتحف المصري الكبير    رشوة أوروبية في ملفي الهجرة وغزة.. أبرز نتائج زيارة المنقلب السيسي إلى بلجيكا    آخر فرصة للتقديم لوظائف بشركة في السويس برواتب تصل ل 17 ألف جنيه    هنادي مهنا: «أوسكار عودة الماموث» يصعب تصنيفه وصورناه خلال 3 سنوات بنفس الملابس    محمد ثروت: «القلب يعشق كل جميل» غيّرت نظرتي للفن.. والأبنودي الأقرب إلى قلبي و50% من أعمالي معه    ارتفاع جديد في سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025    موعد تطبيق التوقيت الشتوي في مصر 2025.. تعرف على تفاصيل تغيير الساعة وخطوات ضبطها    مصطفى البرغوثي: الموقف المصري أفشل أخطر مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني    تعرف على الحالة المرورية اليوم    فردوس عبدالحميد: كنت خجولة طول عمري والقدر قادني لدخول عالم التمثيل    تعطيل الدراسة أسبوعًا في 38 مدرسة بكفر الشيخ للاحتفال مولد إبراهيم الدسوقي (تفاصيل)    رسميًا.. موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 للموظفين    نوفمبر الحاسم في الضبعة النووية.. تركيب قلب المفاعل الأول يفتح باب مصر لعصر الطاقة النظيفة    مستوطنون يهاجمون منازل فلسطينيين في قرية الطوبا جنوب الخليل    أسماء المرشحين بالنظام الفردي عن دوائر محافظة بني سويف بانتخابات مجلس النواب 2025    «مش بيكشفوا أوراقهم بسهولة».. رجال 5 أبراج بيميلوا للغموض والكتمان    فتاة تتناول 40 حبة دواء للتخلص من حياتها بسبب فسخ خطوبتها بالسلام    في قبضة العدالة.. حبس 3 عاطلين بتهمة الاتجار بالسموم بالخصوص    «بالأرز».. حيلة غريبة تخلصك من أي رائحة كريهة في البيت بسهولة    التجربة المغربية الأولى.. زياش إلى الوداد    82.8 % صافي تعاملات المستثمرين المصريين بالبورصة خلال جلسة نهاية الأسبوع    طريقة عمل صوابع زينب، تحلية مميزة لأسرتك    نصائح أسرية للتعامل مع الطفل مريض السكر    مصرع وإصابة شخصان إثر حريق سيارة بطريق السويس الصحراوى    فحص فيديو تعدى سائق نقل ذكى على فتاة فى التجمع    نادر العشري: الزمالك يحتاج إلى مدرب قوي الشخصية.. والأهلي لن يجد بديلًا لعلي معلول بسهولة    محمد كساب: ستاد المصري الجديد تحفة معمارية تليق ببورسعيد    مجلس الوزراء اللبناني يقر اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع قبرص    ماكرون: العقوبات الأمريكية ضد روسيا تسير في الاتجاه الصحيح    رئيسة معهد لاهوتي: نُعدّ قادةً لخدمة كنيسة تتغير في عالمٍ متحول    لماذا لم تتم دعوة الفنان محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يرد    مدرب بيراميدز يتغنى بحسام حسن ويرشح 3 نجوم للاحتراف في أوروبا    راقب وزنك ونام كويس.. 7 نصائح لمرضى الغدة الدرقية للحفاظ على صحتهم    النيابة تكشف مفاجأة في قضية مرشح النواب بالفيوم: صدر بحقه حكم نهائي بالحبس 4 سنوات في واقعة مماثلة    الشيخ خالد الجندي: الطعن فى السنة النبوية طعن في وحي الله لنبيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«السادات» لقادة 6 أكتوبر: اليوم نكتب بكم تاريخ مصر الحقيقي
تفاصيل أخطر اجتماع للقائد الأعلى للقوات المسلحة مع القادة قبل 120 ساعة من الحرب..
نشر في الشروق الجديد يوم 05 - 10 - 2013

قبل البدء فى أى عمل عظيم يتوقف عليه مصير أمة من الأمم ساعات عصيبة.. قاسية.. يشوبها القلق والترقب.. الأمل والرجاء.. لكنها بالنسبة لقادة حرب أكتوبر كانت ساعات تملؤها الصلابة.. الجسارة.. والثقة فى تحقيق النصر.. والثأر لكرامة شعبهم وأمتهم مهما كانت التضحيات.. فلا مجال لقلق أو تردد.. فالأمر بالنسبة إليهم محسوم.. خياران لا ثالث لهما «النصر أو الشهادة».
كل هذه المعانى جسدها قادة حرب أكتوبر فى اجتماعهم الأخير مع الرئيس الراحل أنور السادات الذى انعقد قبل بدء الحرب ب120 ساعة.. فى الأول من أكتوبر 1973 (5 رمضان 1393) بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة فى كوبرى القبة، بغرض استعراض تقارير القادة، ومدى استعداد القوات المسلحة لتنفيذ مهمتها فى 6 أكتوبر، وأى صعوبات يمكن أن تواجه القادة للعمل على تذليلها.
تفاصيل هذا الاجتماع نشرها اللواء عبدالمنعم خليل، قائد الجيش الثانى الميدانى فى حرب أكتوبر (اعتبارا من يوم 16 أكتوبر 1973، بعد مرض اللواء سعد مأمون) فى كتابه الذى يحمل عنوان «فى قلب المعركة.. استراتيجية إعداد القوى ورباط الخيل». تشعر وأنت تقرأ تفاصيل هذا الاجتماع بمدى الإصرار على الفداء الذى يطغى على أحاديث هؤلاء الرجال الاستثنائيين فى تاريخنا.. ففى أوله يقشعر بدنك عندما تجد المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام يحث رجاله على الصراحة مع النفس لأنه لا مجال للخطأ أو التقصير «أى صعوبات تذكر بصراحة مع أنفسنا.. مع بلدنا.. مع وطننا».. وتشعر بمدى عظمة هؤلاء الرجال عندما تقرأ ما قاله مدير سلاح المهندسين اللواء جمال الدين محمد على «حياتنا هى حماية المعابر».. وتشعر بمدى ثقة هؤلاء القادة فى ضباطهم وجنودهم عندما تجد اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى يقول فى ثقة «بإذن الله سنحقق المهمة»، أو عندما يقول الرئيس السادات «أحمد الله أنه بعد هذا الألم نصل إلى اللمسات الأخيرة عما سنقوم به ويسترد شعبنا ثقته فى نفسه بكم.. إن شاء الله اجتماعنا المقبل بعد المعركة.. وندخل للمرحلة التالية ونغير الموقف ونزيح الكابوس الرهيب ونستعيد كل ما فقدناه».
لن نطيل عليك ونتركك لقراءة تفاصيل هذا الاجتماع التاريخى لقادة القوات المسلحة كما رواه اللواء عبد المنعم خليل، الذى كان قائدا للمنطقة المركزية العسكرية وقت هذا الاجتماع لتتعرف بنفسك على ثقة هؤلاء الرجال فى تحقيق النصر قبل بدء المعركة ب120 ساعة.
نص محضر الاجتماع
المكان: كوبرى القبة
الزمان: أول أكتوبر 1973 الموافق 5 رمضان 1393
الموضوع: تقارير القادة والرؤساء بشكل عام.. ومدى استعداد القوات المسلحة لتنفيذ المهمة وأى صعوبات
بدأ اللقاء الأخير قبل المعركة بحوالى 120 ساعة فى قاعة الاجتماعات بالقيادة العامة للقوات المسلحة فى كوبرى القبة.
واستأذن الفريق أول أحمد إسماعيل من الرئيس السادات للحديث أولا، وقال:
«الخطة حسب ما لدينا من امكانيات والسيد الرئيس معنا فى كل خطوة، فالمعركة معركة مصر.. معركتنا جميعا وسنعمل جميعا ونبذل أقصى جهد لنا، وشعارنا النصر أو الشهادة..» ثم قال: «اقترح تنظيم الجلسة بتقارير القادة والرؤساء بشكل عام، ومدى استعداد القوات لتنفيذ المهمة، وأى صعوبات تذكر بصراحة مع أنفسنا.. مع بلدنا.. مع وطننا».
وبدأت التقارير بتقرير مدير المخابرات الحربية والاستطلاع، اللواء فؤاد نصار:
«لقد نجحنا فى الحشد حتى 26/9/1973 ولكن ديان (موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي) أعلن أن مصر وسوريا حشدتا قواتهما.. وقد تعين قائد جديد للقوات المدرعة فى سيناء، وعبأ العدو 10 لواءات فى الشمال، وأعلن الطوارئ فى المنطقة الشمالية فى الإذاعة، وأخلى بعض مناطق فى شمال إسرائيل. وقد انخفضت طلعات العدو الجوية لفترة للاستعداد. ولم يحرك إلى اليوم قوات برية أمام قواتنا، أما سوريا فقد عزز فى مواجهتها بلواء واحد.
ويصعب على العدو القيام بعملية إحباط برية حاليا، ولكنه سيقوم بعملية إحباط جوى وبمدفعيته بعيدة المدى خاصة فى مرحلة العبور، دون إدخال قوات رئيسية فى مدى مدفعيتنا.. والمعركة الرئيسية ستكون شرق المضايق.. وسيحاول العدو تدمير قواتنا الجوية فى الجو، أو السيطرة على المطارات بعد الإقلاع أو يملأ الممرات بقنابل زمنية تمنع القوات الجوية من المعاونة صباحا.
لم يحرك حتى اليوم أى قوات غرب المضايق، وقد أوقف العدو أعماله الهندسية على الجبهة بعد 26/9/1973، وليس له نشاط كبير فى جنوب سيناء.
تقرير رئيس هيئة العمليات (اللواء عبد الغنى الجمسى):
لا تغيير فى خطة العمليات. تمت مرحلتا إعادة التجميع، والثالثة ستتم على مراحل عدا لونى والتين والزيتون ستتحرك فى آخر لحظة (أسماء رمزية لأسلحة مراقبة).
رفعت درجة استعداد القوات المسلحة على خطوات.
تسير خطة الخداع الاستراتيجى والتعبوى بالتنسيق مع الخارجية والإعلام.
تمت خطة الخداع العسكرى بنجاح وجار جاليا مشروع تعبوى استراتيجى لاستدعاء الاحتياط وإلغاء الفرق التعليمية.
لم نجر اتصالات مدنية حتى الآن.
ستنزل الخطط تدريجيا إلى الأفراد.
لم يعلن توقيت الهجوم للآن.
تقرير قائد القوات الجوية (اللواء حسنى مبارك):
لا تعديل فى الخطة.
نسقت الضربة المركزة مع سوريا والضربة الثانية بعد ساعتين.
هنا أشار الرئيس السادات بالآتى:
«يجب استخدام الطيران مركزا، أما الجيوش فيجب أن تستخدم عناصر الدفاع الجوى وسيصل الكروتال الفرنسى قريبا».
تقرير قائد قوات الدفاع الجوى (الفريق محمد على فهمى):
جار عمل الانتقالات لتوفير حماية تجميع القوات البرية فى العملية الهجومية.
تقرير قائد القوات البحرية (فريق فؤاد زكرى):
لا تغيير عن الخطة.
أخذت القوات مواقعها وبدأت الغواصات فعلا فى التحرك لتنفيذ مهمتها.
تقرير مدير المدفعية (اللواء محمد سعيد الماحى):
المدفعية جاهزة لتنفيذ المخطط: 4017 قطعة مدفعية
الجيش الثانى 1540 الجيش الثالث 611 قطعة
تمهيد النيران 4 قصفات منها واحدة كاذبة
كثافة قطاعات الاختراق حتى 77
وهنا علق السيد الرئيس السادات قائلا:
«اعملوا حسابكم المعركة طويلة، ويجب الاقتصاد (يقصد الاقتصاد فى الذخيرة) لتحقيق الهدف، ويجب تحقيق الهدف».
تقرير مدير المهندسين (لواء جمال الدين محمد على):
خطة التأمين الهندسى للقوات الجوية تم تأمينها (هنا رد الفريق حسنى قائلا: «غير كاف»).
تم استكمال انشاءات الدفاع الجوى والمهم حاليا الإصلاح وخطته وتحرك لواء للجبهة.
أعطيت القوات البرية كل الاهتمام وتمت التجهيزات الهندسية.
المعركة معركة مهندسين وتبدأ بنا، وهذا يحتم علينا الإسراع فى فتح الساتر وتدبير مهمات الكبارى.
حياتنا هى حماية المعابر ويجب تركيز الدفاع الجوى لحمايتها.
هنا قال الفريق محمد على فهمى:
«المعبر نقطة يصعب إصابتها إصابة مباشرة، إلا بالقنابل المتقدمة والليزر، وعموما نحن موفرين كل ما يمكن توفيره لحمايتها».
ثم قال رئيس هيئة الإمدادات والتموين:
«الإمداد وانتظام وصوله، يحتاج إلى تركيز فى التصنيع، وإمدادنا بمعدات عبور مهم جدا».
تقرير قائد الجيش الثالث الميدانى (اللواء عبد المنعم واصل):
لا تغيير فى المهمة والجميع متفهمون لها.
حدث تغيير فى التخطيط للواء 130 مشاة الأسطول، وكذا استخدام كتائب الصاعقة.
تم عمل مشروعات بجنود للواءات وهى قادرة على تنفيذ المهام.
تم مراجعة الجيش وأعتقد أن النتيجة مرضية.
تم التجهيز الهندسى.. المصاطب والمنطقة الابتدائية للهجوم.
زود العدو الكمائن ودوريات الاستطلاع ونشاطه التدريبى الليلى.
تقرير قائد الجيش الثانى الميدانى (اللواء سعد مأمون):
تم إعادة التجميع عدا بعض وحدات المهندسين، التى ينتهى إعادة تجميعها صباح 4 أكتوبر.
جار إعادة التجميع الداخلى فى ثلاث ليال تختصر إلى ليلتين.
تم تدريب جميع القيادات واللواءات بكامل معداتها تماما كالحرب وحقق نجاحا.
لا تعديل فى التخطيط الموضوع عدا الصاعقة.
بإذن الله سنحقق المهمة.
عملت نداء كشحن معنوى للقوات.
أجبرت الناس على استخدام جزء من التوباز (مركبة قتال) سعت س (ساعة بدء القتال)، يحمل أسلحة مهمة، وكذا عبور البلدوزر على عائمات (ج س ب).
وهنا علق الرئيس السادات قائلا:
«وصلتنى معلومات من مراسل عسكرى لجورنال سويسرى، ويتكلم عن بورسعيد ورقبة الوزة (المنطقة ما بين القنطرة وبورفؤاد) وعمل عملية سياسية لبورسعيد وغيرها، وأن لنا نقطة فى سيناء (يقصد موقع شرق بورفؤاد)، ويريد الإسرائيليون عمل شىء عليها. وأنا سعيد أننا سنضرب نقطة العدو شرق بورفؤاد ونستولى عليها».
ورد اللواء الجمسى قائلا:
«الجيش الثانى فيه قوات أكبر من مطلبه!!» ولم يعلق أحد على هذا إلا الرئيس السادات قال: «البحرية مسئولة عن حماية جنب الجيش الثانى، وبعد الاستيلاء على القنطرة ونقطة العدو شرق بورفؤاد يجب حرمان العدو من أى تدخل».
تقرير قائد منطقة البحر الأحمر (اللواء إبراهيم كامل):
لا تغيير فى المهمة.
القوات جاهزة ومعنوياتها جيدة.
هنا أيضا علق الرئيس السادات قائلا:
«يجب أن تتوقع أن العدو سيعمل ألاعيب وغيرها...»
تقرير قائد المنطقة المركزية العسكرية (اللواء عبدالمنعم خليل):
قبل أن يلقى قائد المنطقة المركزية العسكرية تقريره، قال مدير المخابرات الحربية والاستطلاع: «يحتمل أن يقوم العدو بأعمال ضد الجبل الأحمر ومدينة نصر.
واستطاع العدو التأثير على البدو العرب فى إسرائيل للتخريب.
وأحضر العدو دبابات روسية ت 54 من المستولى عليها من قواتنا فى 5 يونيو 1967، وربما يستخدمها للهجوم المضاد، وهذا قد يحدث لخبطة فى قواتنا لذا يجب تمييز الدبابات.
وقال اللواء عبدالمنعم خليل، الذى كان مكلفا قبل أقل من شهر بالمرور على قوات الجيشين الثانى والثالث لمراجعة موقف الاستعداد للمعركة: «الحقيقة أننى متفائل بالنصر والروح المعنوية لقوات الجيشين الثالث والثانى، ووحداتى التى أرسلتها إلى الجيوش عالية، وستحقق قواتى التى أرسلتها النصر إن شاء الله.
- سيتم الانتشار آخر ضوء يوم 4 أكتوبر.
- القوات تستعد فى محلاتها لأعمال التأمين أو الدفاع.
- تم التنسيق مع لواء مدرع الحرس الجمهورى»
ثم علق الرئيس السادات قائلا:
«للعدو عملاء فى كل المنطقة ويمكنه عمل أى شىء فى الداخل، القاهرة بها 6 ملايين وله عملاء فى السفارات الأجنبية ومصريون، ويجب تنسيق ذلك مع ممدوح سالم (وزير الداخلية) وعبدالسلام توفيق (رئيس المخابرات العامة) ونصار (مدير المخابرات الحربية والاستطلاع) لإحكام ذلك مع المنطقة المركزية والشرطة والعسكرية.
تقرير قائد قوات الصاعقة العميد نبيل شكرى:
بدأ العميد نبيل شكرى تقريره بآية قرآنية (وإن جندنا لهم الغالبون) صدق الله العظيم «الصافات: 173»، وشرح خطة الصاعقة، وقال إن قوات الصاعقة على استعداد تام وقد قاموا بمشروعات مشابهة للمهام المطلوبة والقوات جاهزة للتنفيذ.
ثم قال: «أرجو وضع النقط التالية فى الأهمية: الإمداد التالى للوحدات فى الداخل بأى وسيلة».
ورد عليه الفريق سعد الشاذلى، رئيس الأركان قائلا: «نحن ملتزمون بالإمداد بعد 48 ساعة».
رئيس هيئة الإمداد والتموين (لواء محمد نوال سعيد):
أوضاع القوات والقواعد الإدارية تسمح بتنفيذ العملية بالكامل وتحمل ضربة العدو للإحباط.
الاحتياطيات موزعة على أنساق وتضمن استمرار القتال.
الحملة قادرة على الإمداد حتى مع تعرض السكة الحديد للضرب الجوى.
تم عمل خطة فيما يختص بتعرض موارد الوقود.
سيعمل العدو على عزل ميدان المعركة ويجب تأمين المعابر.
فى حالة التطوير يجب استعادة صلاحية الطرق بجهد مع المهندسين.
أرى ضرب مصادر المياه والوقود فى سيناء لحرمان العدو منها.
وانتهت بذلك تقارير القادة والرؤساء.
وعلق الرئيس السادات القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية قائلا:
تعليق الرئيس السادات على الخطة ودرجات الاستعداد:
«بعد العرض الكامل وبعد الشوط الطويل 6 سنوات ألم ومرارة وجراح، أتمنى أن تسمع مصر حديث اليوم.. وهو وحده كاف لإعادة الثقة ولم الجرح الأليم المهين.. الحمد لله.. جاءت اللحظة التى نستطيع فيها أن ننسى مرارة ما مضى ونفكر ونخطط لرد شرفنا ونقول للعالم إننا لم نمت وغير مستعدين للموت...».
فى كلامى مع القائد العام ألخص الموقف كالآتى:
هكذا استكمل الرئيس السادات تعليقه، وقال: «إسرائيل بعد معركة 67 وخاصة من وقت وقف إطلاق النيران من 3 سنوات تريد أن تؤكد لمفهوم أنها قوة لا يمكن لأحد تحديها، وتسعى لفرض أسلوب الاتفاق أو التسليم، خصوصا بعدما وصلت إلى مرحلة وضع اليد على الأرض زى بيوت الرهونات! (...) هى تعتبر ان المسألة مسألة وقت، وبعد فترة قصيرة مصر ستركع لأنه ليس هناك سبيل آخر.
مرارة من أقرب الناس، ومرارة من داخلنا، وكلنا نعرف أسباب هذه العوامل.. واليوم نستعرض ما حدث معى فى روسيا واقرأ فى عيونهم متى ستحاربون؟ وأكثر من هذا شعبكم هنا مع كل إيمانه بكم أمله مشفق ويهتز، وهو يريد أن نبدأ المعركة غدا ولكن يخشى أن يهتز كيانه.
اليوم وإحنا قاعدين نكتب تاريخ مصر الحقيقى بكم أنتم.. وقبل هذا الاجتماع بدأ تمهيد طويل منذ توليت (رئاسة الجمهورية) وقبله وأنا حريص على بدء معركتنا.
واليوم هل نحن أحياء أو أموات؟ ببساطة أمام العالم غير معقول ان اليهود منتشرون على الجبهة ولا إزعاج لهم.. بترول. مدن.. تحرك.. الحمد لله انتهت فترة الآلام والمرارة.. أنا بأعد الساحة لكم دوليا وعربيا وداخليا..
دوليا مؤتمر القمة الأفريقى وعرفتم النتائج:
مجلس الأمن انعقد بناء على إلحاحى شخصيا، والكلام كله على فتح قناة السويس وخلاص.. واستخدمت أمريكا الفيتو وأخذنا 14 صوتا من 15... وهذا انتصار لنا.
أمريكا: شعرت بالعزلة وحتى إسرائيل بدأت تنتقد هذا.
وتم كشف موقف أمريكا خصوصا لأصدقائها العرب.
مؤتمر عدم الانحياز: تم مؤتمر عدم الانحياز وكان قويا أكثر من 80 دولة والتيار جارف رائع بالنسبة للقضية والساحة العالمية جاهزة.
عربيا: أنا أعمل بالساحة العربية منذ سنة، رغم السخافات التى حصلت، واستطعنا أن نلم التمزق الموجود إلى قناعة سياسية أنه يجب ألا تستمر حالة اللا سلم واللا حرب..
والسعودية: اشترت لنا حوامات تصل من نوفمبر 1973
وسربى ميراج من يناير 1974
وأعطت وديعة للوضع الاقتصادى.
الكويت: تشترى سرب F1 فيما بعد الميراج أو ميراج 5 والتفاوض سائر تماما، ويمكن تشتريه السعودية.
سوريا القائد العام قائد الجبهتين.. وسأخطرهم اليوم بكل شىء والتنسيق كامل.
وهكذا وصل الموقف العربى إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه قبل بدء المعركة لا شىء نأخذه بعد هذا من الغرب الطاقة ورأس المال والجميع منتظرون ماذا سنفعل؟ هل نحن جادون أم لا؟
ليس هناك أكثر من هذا ويجب أن أثبت أننى قادر.
أما فى الداخل:
فهى حالة اللا سلم واللا حرب لا تنظروا إلى شىء والانفعال أمر طبيعى، والمقصود الاستنزاف داخليا. لابد من بدء القتال هذه السنة وأنتم تعلمون باستمرار ونهيئ الميدان، ولا نعمل شيئا فلا نحصل على تأييد.
«أشرف لنا ألف مرة أن نأخذ قضيتنا فى يدنا مهما كانت التضحيات حتى لا نموت موتا أكيدا بالسكون، ونقول للعالم نحن أحياء ولن نموت ولنا قضية، والعالم كله يعرف أنه فى تاريخ مصر 7000 سنة لم يواجه حاكم أو البلد ما نحن فيه من اختبار وقرار، وهى مسئوليتنا جميعا... أنا وأنتم والقوات المسلحة.
أحمد الله بعد هذا الألم نصل إلى اللمسات الأخيرة عما سنقوم به، ويسترد شعبنا ثقته فى نفسه بكم وبالحركة..».
الهدف: كسر التحدى الإسرائيلى بضرب الفلسفة الاستراتيجية الإسرائيلية ومخططات حكمها..
المعركة طويلة وفى مصلحتنا طولها، فهو صراع أجيال، وعلينا تسليم المسئولية إلى من بعدنا بأمانة وشرف وأطلب منكم:
لا تفقدوا أعصابكم أو توازنكم.
لا تتصرفوا بعصبية أو جنون لا سياسيا ولا عسكريا.
وادخلوا المعركة ببرود وهدوء وإصرار على الهدف.
على كل واحد فيكم تأدية واجبه ولا يخاف.
أنا اتحمل وراءكم المسئولية كاملة تاريخيا وماديا ومعنويا، وأثق ثقة كاملة فيكم.
وعلى هذا الأساس تصرفوا واعملوا بكل ثقة واطمئنان وحرية، وننجز مهمتنا إن شاء الله، ونستعيد ثقتنا أمام العدو والصديق.
ثم أكد الرئيس السادات على الآتى:
لن يذهب دور كل واحد منكم ويجب أن نكتب أدوارنا بأمانة وشرف وتجرد.
ولن يتردد الشعب لحظة وراءكم.
حافظوا على الغرض.
احتفظوا بهدوئكم كاملا مهما حدث.
ادعو لكم بالتوفيق وأنا معكم فى المعركة.
ثم اختتم هذا التعليق بالآتى:
إن شاء الله اجتماعنا المقبل بعد المعركة، وندخل للمرحلة التالية، نغير الموقف ونزيح الكابوس الرهيب ونستعيد كل ما فقدناه.
ربنا يوفقكم
أنور السادات
أول أكتوبر 1973
5 رمضان 1393


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.