أعلم كما يعلم غيرى أن الوقت قد لا يسعف رئيس الوزراء الجديد المهندس شريف إسماعيل وحكومته.. فقد يعاد تكليفه بعد انتهاء انتخابات مجلس النواب فى ديسمبر القادم أو لا يحدث.. ولكن هذا لا يمنع أن يبدأ الآن وفورًا فى تنفيذ خطط عاجلة تحقق مطالب الجماهير.. والتى عبر عنها الرئيس فى خطاب تكليفه له.. ومستفيضًا فيها فى كلمته أمام شباب الجامعات بالإسماعيلية.. حتى وإن أكملتها حكومة تالية. ففى عجز إيرادات الدولة حاليًا عن الوفاء بزيادات فى الأجور تعينهم على مواجهة الحياة يصبح الحل العاجل الذى يجب أن تضعه الحكومة نصب أعينها هو السيطرة على الأسعار.. فموجة الغلاء ضربت كل شىء.. خضرًا وفاكهة ولحومًا وحبوبًا.. وفى ظل غياب تسعيرة جبرية.. وتراخ غير مبرر من مفتشى ومباحث التموين.. وتعمد منتجى السلع الغذائية عدم طباعة سعر البيع للمستهلك على منتجاتهم.. وزيادة نسبة الفاقد بسبب الأساليب المتخلفة فى تداول الخضروات والفاكهة.. فى ظل كل هذا يصبح الحل الوحيد الآن هو البدء فورًا فى افتتاح سلسلة أسواق الجملة والتى أعلن عنها منذ بداية حكومة محلب الثانية.. لتشمل 360فرعًا تغطى جميع أنحاء الجمهورية. وليس هذا هو كل المطلوب من الحكومة الجديدة.. وهو ما أشار إليه أيضًا الرئيس.. خدمة المواطنين.. فعلى الحكومة الجديدة وضع برنامج زمنى لحوسبة الخدمات الحكومية وفض الاشتباك اليومى بين الموظفين والمواطنين توفيرًا للجهد والمال والوقت وتحجيمًا للرشوة والفساد والمحسوبية.. والعمل على إعادة الانضباط لوسائل نقل الركاب داخل المدن وبينها.. فلم تعد هناك تسعيرة تحترم.. أو سائقًا يعترف بشرعية العداد. رسالتى لرئيس الوزراء الجديد ورجائى لا تدع وزراءك يضيعون مجهودك.. لقد أضاع الأداء الهابط لهم حكومة محلب.. ولم يحركوا محافظًا.. ولم يتابع محافظ رؤساء مدن.. فتدنت الخدمات.. وزادت متاعب المصريين.. حتى صارت شكواهم فى الصحف وعلى المواقع الإليكترونية الحكومية صراخًا لا يسمعه سواهم!!