تحت عنوان «قوتنا فى وحدتنا» انعقد مؤخرًا بالأقصر المؤتمر التاسع للمصريين بالخارج تحت رعاية المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والذى نظمته وزارة القوى العاملة والهجرة. وقال المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء: إن هذا المؤتمر ينعقد فى ظل ظروف وتحديات تستدعى تضافر كافة الجهود الداخلية والخارجية، مؤكدًا أن كل مواطن يعد سفيرا لبلده وأن الله يحمى هذا الوطن وهناك إشارات دالة على ذلك فيما يحقق من نجاحات وهى إشارة من الله على أن مصر ستظل فى رباط إلى يوم الدين.وأضاف: بعد عام من محاولة تغيير هوية مصر ومحاولة الوقيعة بين أبنائها وتفرقتهم أنقذها الله من هذه المحاولات، وأوضح محلب أن الحضارة هى مصر وهذا ليس كلاما بل حقيقة حيث إن مصر هى التاريخ وهى من خرج منها النور والثقافة والعلم وهى الآن تدافع عن العالم كله وتواجه الإرهاب بشعب وجيش عظيمين، مؤكدًا أن مشروع قناة السويس الجديدة إنجاز وإعجاز وأن عدد السفن التى عبرت القناة زادت بصورة ملحوظة. وقال رئيس الوزراء إننا نعيش الألم والأمل مع بعضنا البعض ونواجه التحديات ونصنع النجاحات معا، ولديكم أكبر مثال فى سيناء أبناء وأشقاء مثل «الوحوش» فكل واحد منهم مشروع شهيد فداء لوطنه لا يخاف الموت وشعارهم «النصر أو الشهادة». وأضاف أن معدل النمو هذا العام سوف يصل إن شاء الله إلى 4.2% وقد انخفضت البطالة والتضخم وهناك عقود فعلية وقعت فى مؤتمر شرم الشيخ تصل إلى 60 مليار دولار. وأكد المهندس إبراهيم محلب فى كلمته التى ألقاها أمام المؤتمر التاسع للمصريين بالخارج أن الإرهاب بات تجارة منظمة وصناعة متقدمة وعابرة للحدود ولم يعد أحد فى مأمن منه، وأن الإرهاب إذا تمكن من مصر لا قدر الله فإن المنطقة ستهتز بأكملها. وأشار إلى أن الشعب المصرى وجيشه العظيم يحمون المنطقة والعالم من نار الإرهاب وأكد اهتمام الدولة بالمصريين بالخارج لأنهم أبناء الوطن ونحاول دائما التواصل معهم وربطهم بوطنهم الأم مصر عبر الاستفادة من الخبرات العلمية والاستثمارية فى المشروعات القومية. ورشة عمل من جانبها أشارت د.ناهد العشرى وزيرة القوى العاملة والهجرة إلى أن المؤتمر يهدف فى المقام الأول إلى تحريك أهداف التنمية فى مصر فى مجالات الكهرباء والبترول والإسكان والصحة والبيئة والتدريس من خلال العلماء ورجال الأعمال المصريين بالخارج المشاركين فى المؤتمر، وأوضحت الوزيرة أن هذا المؤتمر يهدف للاستفادة من خبرات واستثمارات المصريين بالخارج لتنفيذ مشروعات فعلية خاصة فى الصعيد، وقد عقدت ورش عمل حول المشروعات المقدمة من المصريين بالخارج فى مجال الكهرباء والسياحة وكيفية المشاركة فى الاستثمار من خلال وجود الوزراء المعنيين بالأمر والتشاور معهم ودراسة كافة الآليات والإجراءات التى تهم هذه المشروعات وتقديم كافة الدراسات والتكاليف المعنية بكل هذه المشاريع. وأوضحت أن الجالية المصرية بأوروبا تقدمت بمشروع لإقامة مدينة سكنية بمدينة الأقصر. وأكد محمود فضل أمين عام الجاليات المصرية بأوروبا أن المصريين بالخارج حضروا من كل دول العالم لخدمة بلدهم مصر. وقال نحن ولدنا فى مصر مرتبطين بها وهناك خوف على الأجيال «الأول والثانى والثالث» من بعدهم عن مصر لذلك فإننا نريد ربطهم بوطنهم الأم مصر من خلال هذه المؤتمرات والاستثمارات وبكافة الطرق حتى يستمروا فى العطاء لمصر وقد تقدمنا بالعديد من المشروعات من أهمها مشروعات خاصة بالكهرباء وإقامة مدينة سكنية بالأقصر خاصة للمصريين بالخارج تربطهم بوطنهم مصر والتمويل سيكون بالعملة الصعبة. وأقيم على هامش المؤتمر أيضا بالتنسيق مع محافظة الأقصر معسكر لأبناء الجيلين الثانى والثالث من المصريين بالخارج مع شباب محافظة الأقصر وشباب من كافة المحافظات من أجل دمج أبنائنا بالخارج مع نظرائهم من الشباب فى مصر للتعرف على بلدهم، إضافة لتنشيط السياحة ونقل صورة حضارية عن مصر فى الخارج، حيث إن الأقصر تحتوى على ثلث آثار العالم. وتم خلال أعمال المؤتمر تدشين مبادرة المصريين بالخارج لدعم الجيش المصرى ضد الإرهاب تحت شعار «ادخلوها بسلام آمنين» وقد دشنت د. ناهد العشرى مع المصريين بالخارج هذه المبادرة فى مدينة الأقصر تحت رعاية المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وشارك فى المبادرة محمد بدر محافظ الأقصر واللواء حمدى بخيت الخبير الأمنى ود. محمد عثمان نائب رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر وممثلون عن الأزهر والكنيسة وعدد كبير من المصريين بالخارج من كافة الجاليات المصرية فى الدول الأوروبية وأمريكا والدول العربية وقيادات من وزارتى الآثار والسياحة، وأشادت د. ناهد العشرى فى كلمة ألقتها نيابة عن رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بالمبادرة. وأكدت أن المصريين بالخارج يتمتعون بحس وطنى عال، وشددت على ضرورة مكافحة الإرهاب الذى يبدأ من الفكر والعقل وكذلك الأفكار المتطرفة، وأوضحت ضرورة قراءة تاريخ مصر جيدًا. وأوضحت د. ناهد العشرى أن هذه المبادرة تقدم بها عدد من المصريين بالخارج بعد الأحداث التى شهدتها مصر فى الآوانة الأخيرة من أعمال عنف وإرهاب وإراقة دماء وهى تؤكد على رفض المصريين بالخارج العنف والإرهاب ومن وراء هذه الجماعات وضرورة مواجهتها والتصدى للشائعات التى تروجها جماعة الإخوان الإرهابية فى الدول الأوروبية والأجنبية عن عدم الاستقرار فى مصر، كما تطالب بتفعيل دور المغتربين المصريين فى دعم القطاع السياحى لمصر. ووجه محمد بدر محافظ الأقصر التحية لأبناء الجيش والشرطة وأعرب عن تقديره بهذه المبادرة وأكد أن مصر قوية بجيشها وشعبها وستهزم قوى الشر والإرهاب ولن يتمكن أى فصيل من زعزعة استقرار الوطن. وجاءت هذه المبادرة فى إطار الدور الذى تقوم به وزارة القوى العاملة والهجرة بالتواصل مع المصريين فى الخارج وفى ضوء ما يقدمونه من دعم للدولة تجلت فى العديد من المواقف المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسى خلال جولاته الخارجية وظهر جليا فى الجاليات المصرية بالخارج التى وقفت لجماعة الشر فى الخارج بالمرصاد. وزارة للهجرة وناقش المصريون بالخارج كلا فى موطنه الثانى المشكلات التى تواجه الجاليات فى الخارج وكيفية وضع آلية لربطهم بوطنهم الأم مصر وقد اتفق المشاركون فى المؤتمر على عدة توجيهات أهمها وجود وزارة للهجرة مستقلة عن وزارة القوى العاملة وتفعيل دور الاتحاد العام للمصريين بالخارج لتحقيق التواصل بين أبناء الجاليات المصرية وضرورة تبعية صندوق رعاية العاملين بالخارج لوزارة الهجرة المقترحة، وليست وزارة الخارجية لأن لها عملا آخر وهو تمثيل العاملين بالخارج. أما صندوق رعاية العاملين بالخارج فتكون له مهمة فى كيفية حل المشاكل التى تواجه العاملين بالخارج ونقل جثمان أى مصرى بالخارج على نفقة الدولة ليدفن فى بلده مع ضرورة الغاء تقديم شهادة من الضمان الاجتماعى أطلقوا عليها (شهادة فقر مهنية) من أجل كرامة المصرى فى الخارج حيا أو ميتًا، وإقامة مدافن للمصريين بالخارج بوادى الراحة بمدنية 6 أكتوبر. تشريعات جديدة وكان من أهم التوجيهات التى خرج بها المؤتمر التاسع للمصريين بالخارج هو العمل بفكر جديد جاذب للاستثمار رافض للبيروقراطية والفساد مع ضرورة وضع تشريعات جديدة لإزالة كل معوقات الاستثمار وإنشاء شركة مساهمة باسم المصريين فى الخارج لتجميع مدخراتهم لاستثمارها فى مصر وتيسير ممارستهم لحقوقهم السياسية، مع علاج مشكلة الرقم القومى ليتمكنوا من المشاركة فى التصويت، وضرورة تطبيق نظام التصويت الإلكترونى ومنحهم حق الترشح للمجالس النيابية وإنشاء دوائر انتخابية لهم وإنشاء مدارس لتدريس المناهج المصرية بدول الخليج وتحقيق مبدأ المساواة بين المصريين بالخارج والداخل مع وضع آلية جادة لتفعيل دور الأزهر والمصريين بالخارج لتعليم أبناء المصريين بالخارج اللغة العربية والدين ومعالجة مشكلة اضطهاد المصريين فى ليبيا خاصة بعد الثورة الليبية مع تنظيم الهجرة غير الشرعية وإعداد قانون الهجرة بما يتلاءم مع كافة التحديات التى تواجه المصريين بالداخل والخارج وشدد المشاركون على أهمية وجود قاعدة بيانات لجميع المصريين بالخارج وإنشاء قاعدة بيانات لرجال الأعمال ووضع آلية للاتصال بهم والتواصل معهم والاستفادة من خبراتهم فى مجال استثماراتهم. وإنشاء ناد فى مصر للمصريين العاملين بالخارج بمشاركة الدولة والمصريين بالخارج وتفعيل دور الهيئة العامة للاستعلامات وإنشاء مجلة شهرية للاتحاد العام للمصريين بالخارج توزع على كل الجاليات المصرية بالخارج لدحض كل الشائعات المغرضة ضد مصر.