أخبار جميلة ومفرحة.. تسعد قلوب المصريين وترتفع بمشاعرهم وأحاسيسهم إلى عنان السماء! l الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس يعلن عن عبور أول سفينة أجنبية فى قناة السويس الجديدة.. فى إطار التشغيل التجريبى للقناة. l خبراء مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية يؤكدون أن إيرادات القناة سترتفع من 5.4 مليار دولار إلى 13.2 مليار دولار . l قبطان السفينة العملاقة الثالثة التى مرت من مجرى قناة السويس الجديدة بصورة تجريبية قال فى محادثة تليفونية إنه مر بسفينته فى القناة الجديدة بمنتهى الأمان. ترى ما هى مشاعر وأحاسيس المتاعيس وفلاسفة الغبراء وجنرالات المقاهى الذين اتخذوا من قناة الجزيرة قاعدة لإطلاق شائعاتهم المحيطة عن قناة السويس الجديدة؟! وتزيد سعادتنا بالأخبار الجميلة المفرحة عندما نعرف التفاصيل. الفريق مهاب مميش يؤكد أن أول سفينة تعبر القناة الجديدة فى إطار التشغيل التجريبى للقناة.. سفينة تحمل عَلَم سنغافورة وقد وصلت حمولتها إلى 133 ألف طن بغاطس 41.8 قدمًا. أما خبراء مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والذين أكدوا أن عائد القناة سيرتفع من 5.4 مليار دولار إلى 13.2 مليار دولار فقد أشاروا إلى أن المشروع سيشهد إقامة عدد من المشروعات المرتبطة به والتى ستكون بمثابة قاعدة انطلاق هائلة للاقتصاد المصرى. وأما قبطان السفينة العملاقة التى كانت ثالث سفينة تعبر القناة الجديدة فى إطار التشغيل التجريبى للقناة.. فقد أكد أن العمق كان كافيا جدًا خلال عبوره بالسفينة وأنه لم يرفع عينيه عن شاشة قياس جهاز الأعماق طوال فترة عبور السفينة فى القناة الجديدة.. ولاحظ أن العمق كان كافيا جدًا لعبور السفينة بأمان. وأضاف أنه حيّا القائمين على العمل العظيم بعدما رآه من إتقان شديد فى العمل بالمجرى الذى لم يفتتح بعد بضرب صفارة السفينة تحية وإجلالا للمصريين.. حسب تعبيره. لكن المتاعيس وفلاسفة الغبراء وجنرالات المقاهى لم يسمعوا بالطبع صفارة السفينة.. ولم تسمع قناة الجزيرة عن كل هذه الأخبار الجميلة والمفرحة.. فتجاهلت القناة وكذلك كل المواقع التابعة لجماعة الإخوان خبر التشغيل التجريبى الناجح لقناة السويس الجديدة.. ولا كلمة واحدة! الخبر الوحيد الذى اهتمت به المواقع الإخبارية التعيسة التابعة لجماعة الإخوان هو خبر غرق مركب الوراق.. أما السفن العملاقة التى عبرت القناة الجديدة فى إطار التشغيل التجريبى فلم نسمع عنها كلمة. وكم سمعنا من هؤلاء المتاعيس قبل عام! *** عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن بدء العمل فى مشروع قناة السويس الجديدة.. وكان ذلك قبل عام.. تحولت قناة الجزيرة وأخواتها المتاعيس إلى قواعد لإطلاق الشائعات المحبطة والأكاذيب التى تستهدف التشكيك فى المشروع.. وسمعنا الكثير! سمعنا من يقول إن المشروع لم يعرض على المصريين ولم تكن له دراسة جدوى.. كما أن المشروع لم يتم إقراره من أى جهة رقابية أو تشريعية.. وهو الأمر الذى فتح مجالا كبيرًا للحديث عن عدم شفافية المشروع! وسمعنا من يقول إن المشروع استغل سياسيا وأنه كان بحاجة لمشاركة أكبر من الجهات الفنية فضلا عن المشاركة الشعبية عبر البرلمان ومؤسسات المجتمع المدنى. الذين يقولون هذا الكلام الفارغ هدفهم واضح.. تعطيل المشروع بأى ثمن وبأى طريقة.. فالكلام عن البرلمان الذى لم تبدأ انتخاباته بعد، فهدفه أن ننتظر.. لا أكثر ولا أقل.. أما الكلام عن مؤسسات المجتمع المدنى فإنه يهدف إلى إدخالنا جميعا فى متاهة الجدل حول المشروع وفوائده.. من أجل تعطيل المشروع أيضا.. وهل يصدق أحد أن مشروع بهذا الحجم وهذا التأثير يتم دون دراسة جدوى المشروع.. هل النظام فى مصر بهذه الدرجة من السذاجة التى يغامر بها بمستقبله ومستقبل مصر كلها من أجل مشروع يحتمل النجاح ويحتمل الفشل؟! ونسمع أيضا من يرتدى ثياب فلاسفة الغبراء وجنرالات المقاهى.. نسمعهم يقولون إن الدعوة للتبرع لإقامة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة تحمل دلالات سلبية كبيرة. وما هى هذه الدلالات السلبية الكبيرة أيها الفلاسفة والجنرالات؟! فيردون عليك بأننا شعب فقير وكان الأولى أن تذهب هذه التبرعات إلى الفقراء! كلام فارغ فالحدث فى منتهى الأهمية والاحتفال به يشد أنظار العالم إلى مصر ويؤكد مكانتها.. ومن ثم فإن الاحتفال بالمناسبة مهم وضرورى.. ومع ذلك فإن هذا الاحتفال لم يكلف الدولة مليما واحدًا ولم يكن على حساب الذين اكتتبوا فى سندات المشروع.. فما العيب فى جمع التبرعات لإقامة حفل عالمى يتناسب مع الحدث وأهميته؟! ونسمع أيضا من يقول إن المشروع عبارة عن ملحمة بطعم الوهم.. وأنه ليس أكثر من «فنكوش»! وتمر الأيام ويبدأ العمل فى المشروع وينتهى ويتأكد للعالم كله أن قناة الجزيرة هى التى تبيع الوهم وأن الفنكوش هو المنتج الوحيد الذى تقدمه لمشاهدى القناة! واحد من هؤلاء الذين يبيعون الوهم هو الأستاذ ممدوح الولى نقيب الصحفيين الأسبق والذى تصفه قناة الجزيرة بالصحفى المتخصص فى الشئون الاقتصادية.. مع أن تاريخه المهنى يؤكد أنه بعيد جدًا عن الاقتصاد وعن الصحافة.. المهم أنه يقول إنه لم تكن هناك ضرورة اقتصادية ملحة لتنفيذ المشروع.. ومطلوب منا أن نصدق هذا الكلام.. ونكذب كلام الخبراء والمتخصصين الذين يؤكدون أن المشروع يمثل نقطة انطلاق قوية للاقتصاد المصرى! *** بكل المقاييس فإن تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة فى سنة واحدة يعد معجزة سيقف أمامها التاريخ طويلا.. رغم أنف المتاعيس وفلاسفة الغبراء وجنرالات المقاهى!