خطوة رائعة وجديرة بالتقدير من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعه مع وزير التعليم، حيث طالب بضرورة إرساء الأخلاق والمبادئ والمثل العليا كمحددات لتقييم الطلاب جنبا إلى جنب مع تنمية المهارات واللياقة البدنية بما يوجه طاقاتهم نحو الجوانب المفيدة إلى جانب ضرورة إدراج مواد دراسية تدعو إلى نبذ العنف والتطرف ومكافحة التحرش إلى جانب معاملة السائحين بالشكل اللائق.هذه هى المحددات التى وضعها الرئيس أمام وزير التعليم.. وهى إن دلت فإنما تؤكد على رغبة القيادة السياسية فى خلق جيل مدعوم بالأخلاق.. والقيم.. وهو توجه من الرئيس لابد أن نقف معه ونقدره تماما.. فهو يعى تماما أن بناء مستقبل أى أمة لا يصح إلا بقوام أخلاقها وفضائلها الإنسانية لدى الأفراد، وهو توجه وطنى ينم عن رغبة رئيس الدولة فى إنشاء دولة جديدة ترتكز على أخلاقيات وقيم التحضر الإنسانى. ??? وإذا كنت أشيد بتوجهات الرئيس السيسى فى هذا الأمر شديد الوطنية والذى يفصح عن عقلية واعية لرئيس دولة يسعى لإعمار الإنسان فى مصر جنبا إلى جنب مع إعمار الاقتصاد والأرض.. والدولة نفسها،إلا أننى أقف عند الحاجز الذى سوف تصطدم به هذه التوجهات.. وهو «الإعلام».. بمعنى إذا كنا سنبنى الطلاب فى المدارس نفسيا من خلال دعم مناهج الأخلاق والفضائل المجتمعية، فهذا سيكون داخل «البيت المدرسى».. ولكن سوف يتم هدم كل ذلك «داخل البيت الأسرى» من خلال الإعلام والفضائيات التى تقدم كل الموبيقات اللفظية والجسدية وتشعل الغرائز.. فضلا عن مشاهد العنف الدامى التى تحتويها الأعمال الدرامية والتى تؤثر كثيرًا فى تحديد سلوكيات أى نشء ويتأثر بها إلى درجة الإدمان! ??? وإن كنت مُصرًّا على ما قلته فى مقال سابق أن الدولة المصرية مستهدفة من خلال الإعلام الفضائى الخاص وهذا الاستهداف موجه نحو إفساد القيم المجتمعية والثوابت الدينية وأخلاق الشباب والنشء..!! ولا أجد نفسى مغالطا إن قلت إن ذلك كله تقف وراءه جهات خارجية فشلت فى تمويل أعمال العنف والإرهاب وإشاعة الفوضى من خلال الأفراد والمنظمات بعد أن أوصدت مصر هذا الباب «بالضبة والمفتاح» وأغلقته تماما راصدة بدقة شديدة أى محاولة فى هذا الطريق.. ??? ولنحيل الأمر كله إلى ما نحن عليه الآن فى شهر رمضان.. انظروا معى إلى الكم الهائل من الإنتاج البرامجى والدرامى الذى صُرفت عليه الملايين، انظروا معى إلى المضمون والمحتوى.. فقد بلغت «السفالة» منتهاها حيث نجد أمامنا كل يوم محتوى لفظيًا وجسديًا غير مسبوق يظهر لنا فى البيوت وعلى الشاشات، وما بالكم بما فيه من درجة الإباحية.. إباحية اللسان بما ينطق وإباحية الجسد بقدر ما يتعرى وسفالة المضمون بقدر ما يبثه من إفساد للقيم المجتمعية والتراثية لهذا الوطن.. ??? وأنا لا أستطيع على الإطلاق أن أعفى القائمين على هذا الإنتاج وأصحاب هذه الفضائيات من تهمة «الخيانة».. نعم خيانة وطن وطعن أخلاقياته وقيمه بما يقدمونه من إباحية غير مسبوقة.. تتزايد بمعدلات أرصدها بعناية، ولعل المشاهدين قد رصدوها منذ يناير 2011 فقد علا سقف الإباحية والعرى والعُهر اللفظى والجسدى عن عمد وقصد وازداد، طالما ليس هناك رادع من الحكومة تجاه ما يقدم ويدخل علينا فى البيوت ليل نهار فليس هناك أدنى رقابة على هذه الأعمال التى تبثها هذه الفضائيات المشبوهة وإذا تكلم أحد خرجوا علينا «فض فوهم» بدعاوى حرية الرأى والإبداع والتعبير.. ??? أى رأى وأى إبداع وأى تعبير يتحدثون عنه إبداع العُهر والفجور الجسدى واللفظى - هل هذا هو الإبداع وهل هذه حريته..؟! وهل يقبل أحد أن تظهر صورتنا المجتمعية أمام الدنيا بهذه «السفالة» المصطنعة أو «العُهر» المقصود!!.. لمصلحة من يتعمدون تشويه صورة المجتمع وإبراز نماذج لعاريات اللسان والجسد!! الأمر أصبح لا يمكن السكوت عليه بأى حال من الأحوال، انظروا إلى رأى الأسر المصرية فى هذا «الغث» الذى تقدمه الفضائيات ويعلو سقف الابتذال فيه بلا حدود وخاصة فى شهر رمضان الكريم.. عن قصد وتعمد غير مبرر إلا كونه مؤامرة على أخلاق الوطن! ??? أرصدوا معى كم الاشمئزاز الذى تلاقيه هذه الأعمال وتتعرض فيه للهجوم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعى الذى أصبح مرصدًا مهما نستقى منه كل الآراء والتوجهات من شرائح مجتمعية مختلفة اتفقت آراؤها على نبذ هذا الابتذال والعُهر على شاشات فضائيات العار..!! ??? نحن لدينا قوانين ومواثيق شرف إعلامية لمواجهة هذا الابتزال الذى يدخل بيوتنا ليل نهار، فلماذا لم تستخدم هذه القوانين والمواثيق فى مواجهة من يريدون إفساد أخلاق الوطن؟! مواثيق الإعلام الصادرة عن مؤتمرات وزراء الإعلام العربى والتى وقعت عليها مصر تعطينا الحق فى منع عرض كل ما يسىء للقيم المجتمعية والدينية والأخلاق العامة، فلماذا السكوت عن ذلك وكلنا يعلم ومتأكد أن المخطط لهدم الدولة المصرية قبل يناير 2011 لا يزال قائما وحلما لن يتخلى عنه بسهولة من يريدون تحقيقه والذين فشلوا فى إشاعة الفوضى أو تعكير الصفو السياسى المجتمعى فأرادوا أن ينفذوا بوسيلة أو بأخرى عبر فضائيات مشبوهة لإشاعة فوضى من نوع جديد.. هى فوضى الأخلاق!! ??? فوضى تدمير القيم والأخلاق إلى جانب تعكير الصفو المجتمعى الأسرى وعاداته وقيمه وتقاليده بما يقدموه من عهر ودعارة لفظية وجسدية!! فهى بلا شك مؤامرة على أخلاق الوطن!! وهذا بلاغ إلى كل من يهمه أخلاق الوطن.. واللهم بلغت.. اللهم فاشهد.