لعب مباريات كرة القدم فى شهر رمضان، دائما ما يثير أزمة لعدة أسباب، إما بسبب اللعب نهارا كما يحدث فى سنوات سابقة، وما كان يطالب به البعض وقتها من إصدار فتاوى تبيح إفطار اللاعبين، وتارة مع القنوات الفضائية بسبب موسم المسلسلات الرمضانية، وهذا العام بسبب اقتراب موعد انطلاق المباريات مع موعد الإفطار. وطالب أكثر من مدير فنى لفرق مصرية بتعديل مواعيد المباريات فى شهر رمضان بدعوى أن الفارق بين موعد الإفطار وانطلاق المباريات ليس كافيا.فى البداية قال رئيس لجنة المسابقة باتحاد كرة القدم عامر حسين إن الجهات الأمنية كانت قد طلبت إقامة مباريات الدورى الممتاز فى نهار شهر رمضان قبل الإفطار، ولكن الاتحاد اضطر لاتخاذ قرار بإقامة المباريات فى الفترة المسائية، بدلا من فترة النهار، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم قدرة اللاعبين على اللعب فى ظل هذه الحرارة الشديدة. وأكد أن اللجنة طالبت وزارة الداخلية بتأخير موعد انطلاق المباريات فى شهر رمضان ليكون من العاشرة بدلا من التاسعة والنصف، مشددًا على أن الاتحاد سيخطر الأندية برد الداخلية فور وروده للجبلاية، إلا أن كل هذه المحاولات كان من الصعب تنفيذها! وقال المدير الفنى لفريق الأهلى فتحى مبروك إن موعد المباريات قريب جدًا من موعد الإفطار، ويتناول اللاعبون الوجبات بشكل كبير بسبب الصيام ويحتاجون إلى وقت أطول للعب المباراة بعد هضم الطعام. وطالب مبروك مسئولى اتحاد الكرة تعديل موعد المباريات وتأخيرها حتى يستطيع اللاعبون التقاط الأنفاس وبدء المباراة دون آثار سلبية أو معوقات. ومن جانبه قال ريعو لاعب الأهلى السابق إن الأنسب هو لعب المباريات بعد الإفطار بما لا يقل عن 3 أو 4 ساعات، بما يساعد اللاعبين على عملية الهضم، حتى لو أخذت شكل السهرة الرمضانية، لأن الناس فى هذا الشهر تسهر تلقائيا. وطالب ريعو الأجهزة الفنية للأندية بوضع برنامج غذائى محدد لإفطار رمضان، ولتكن حبات من التمر وشوربة وقطع دجاج خفيفة، وأخرى تكون سريعة الهضم، وإذا أراد اللاعب أن يكمل إفطاره بعد المباراة فلا مانع، وهذا لن يحدث إلا فى أوقات المباريات فقط. وأضاف أن لعب الكرة بعد الإفطار فى صالح اللاعبين والأجهزة الفنية والعاملين فى مجال الكرة، لأنهم لن يستطيعوا الأداء جيدا فى نهار رمضان. وشدد على أنه إذا كان سيتم أداء المباريات قبل الإفطار فلابد هنا من فتوى شرعية تسمح للاعبين بعدم الصيام أثناء المباريات، رغم أنه كان هناك لاعبون يلعبون وهم صائمون، وهذا كان يشكل عبئا زائدا عليهم. وأوضح أنه ليس من الطبيعى أن يسير اللاعب على نظام أكل طوال السنة وهو تناول 3 وجبات على فترات مقسمة بالساعة، ثم نأتى فى رمضان وبعد صيام حوالى 15 ساعة ونجعله يلعب قبل الإفطار. وقال محمد رفاعى لاعب الزمالك السابق إن لعب مباريات الكرة فى رمضان بالنسبة للاعبين، أفضل بعد تناول وجبة الإفطار، سواء من الناحية البدنية أو الفيسيولوجية، على أن تكون وجبة الإفطار خفيفة متمثلة فى قطعة لحم أو جزء من فرخة سوستيه مع سلطة وبرتقالة أو تفاحة. ويتذكر رفاعى ذكرياته مع لعب الكرة فى رمضان، حيث قال أنه فى الستينيات كان مسئولو الأندية يفطرون اللاعبين فى حالة اللعب فى النهار قبل الإفطار، وكان قليلون منهم يصرون على الصيام واللعب فى نهار رمضان، ولكن كان أداؤهم يقل ولم يكن لديهم القدرة على إكمال المباراة، لأن ما كان يحرق من السعرات الحرارية لديهم لم يكن هناك ما يعوضه أثناء الصيام، وكان يكفى إحساس أن هناك ما ينقصه أو أنه غير قادر على الأداء جيدا، وهذا كان يؤثر على أدائه ويجعله يشعر بالضعف أكثر. وأكمل الرفاعى بأنه كان يصوم أثناء الأيام العادية وفى التدريبات، وكذلك فى المباريات غير الحساسة أو القوية، لكن عندما تكون هناك مباراة قوية كان يضطر إلى الإفطار قبلها ب 3 أو4 أيام. وأضاف أنه حتى اللاعبين المتدينين جربوا ولم يستطيعوا أن يكملوا، مؤكدًا ان لاعب الكرة لا يستطيع إكمال اللعب أثناء الصيام، وتحديدا فى درجات الحراراة العالية، مثلما هو الحال هذه الأيام، لأن لعب الكرة يحتاج مجهودًا بدنيًا وذهنيًا وصحيًا وعصبيًا أيضًا، قائلًا: (ده احنا مثلا فى مباراة الاهلى كنا رايحين جايين على الحمام من كتر الخوف). وتابع بقوله: كنا نجرب الصيام فى المباريات الودية ولما كنا نلاقيه صعبًا علينا والأداء متدنيًا كنا نفضل أن نفطر فى المباريات القوية. وقال: أنا شخصيًا كنت أفضل الإفطار فى نهار رمضان وتحديدًا فى المباريات الصعبة، وكنت أتناول قالبين سكر وشكولاته كورونا فى الصباح قبل المباراة، حتى أحصل منها على مواد سكرية، ولما لقيت نفسى أديت جيدًا كررت هذه المسالة أكثر من مرة، وبعد المباراة كنت أتناول وجبة أخرى. واختتم الرفاعى بقوله: «ياريت لاعب الكرة ما يتجوزش إلا لما يبطل كرة ويعتزل». وحذر رئيس الإدارة المركزية للطب الرياضى بوزارة الشباب والرياضة د. أسامة غنيم اتحاد كرة القدم من مخاطر اللعب فى رمضان قبل الإفطار, لأنه يضر بالصحة العامة, ويؤثر سلبا على الدم، وأجريت عدة تجارب على أكثر من لاعب مسلم فى أكثر من دولة وجاءت النتائج لتؤكد أنه من الأفضل لعب الكرة بعد الإفطار لأن الصوم يضعف أداء اللاعب بصفة عامة بسبب المتغيرات التى تحدث فى الدم. وأكد أن الأداء يتأثر وكذلك قوة تحمل اللاعب ومرونته وسرعته، مشيرًا إلى أن التغذية غير السليمة خلال شهر الصوم يكون لها أثر سلبى أيضا على أداء اللاعب للمباريات، كما أن قلة النوم تساعد على عدم التركيز وإحداث اضطرابات فى الأجهزة، خاصة الجهازين العصبى والهضمى، وكلها عوامل تؤثر بالسلب على الأداء وتؤدى فى النهاية للخسارة، لذلك أوصت اللجنة الطبية بالاتحاد الدولى لكرة القدم بعدم لعب مباريات الكرة وقت الصيام، وإرجاء المباريات إلى ما بعد الإفطار لأنها تحتاج إلى مجهود بدنى وعصبى عال.