لا أعتقد أن الحملة الوقحة التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان «علشان مايتفاجأش لما ييجى» والتى أعقبت زيارة رئيس الوزراء لمعهد القلب، كانت تستهدف شخص محلب، أو تهدف إلى تسليط الضوء على العيوب من أجل إصلاحها. الحملة الوقحة التى تعمدت نشر الغسيل القذر على يد فئة ضالة لم تهدف للإصلاح ولكن لإشاعة مناخ اليأس والإحباط وإقناع الرأى العام بأن حكم السيسى فشل فى تغيير الأوضاع وصولًا إلى أن كل ما نحن فيه هو نتاج حكم الجيش 60 عامًا وإنتهاء بتشغيل اسطوانة «الشعب يريد» ويسقط يسقط حكم العسكر واشاعة الفوضى من جديد وتنفيذ المخطط الفاشل للخونة. والمتابع ل «الفيس بوك» يلاحظ حجم التناقض بين شباب «اسمعونا» الذى ينتهى من تطوير قرية فقيرة كل 15 يومًا ويحول عششها إلى فيلات وهؤلاء الضاليين وهو نفس الفارق بين البناء والهدم والتعمير والتدمير فإسقاط الدول يبدأ بانهيار النفوس أولًا ولذلك لم أندهش عندما تلقفت الصحف الإسرائيلية صور هذه الحملة الوقحة للشماتة فى مصر والسخرية من حياة المصريين. ليس عيبًا أن تمر بلادك بعسر أو أن تكون شكلها بهذا الحجم ولكن العيب أن تهزأ بها وتسخر منها وتسلمها لأعدائها وألا تمتد يديك لتساعدها وألا تقدر رئيسًا مثل عبد الفتاح السيسى ولا تقتدى به فى تنازله عن ميراثه ونصف راتبه ووصله الليل بالنهار مسابقًا الزمن لا يعرف مستحيلًا وزارعًا للأمل وواعدًا به من أجل شباب مصر الغاضب الذى يلعنها فى كل لحظة. يا شباب مصر لا تنساقوا خلف هذه الوقاحة واعلموا أنه لولا الكرب لما أصبح للفرج معنى ولولا العسر لماذا قنا لليسر طعمًا ولولا الألم لما كان للأمل منتظر ولولا الصبر ما فزنا بالصيام!