الفابت المالكة لجوجل تعزز من عائداتها وأرباحها في الربع الأول    مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل، والسبب غريب    عاجل - حزب الله يعلن استهداف قافلة تابعة للعدو قرب موقع رويسات العلم.. وهذه خسائر قوات الاحتلال    إسرائيل تدرس اتفاقا محدودا بشأن المحتجزين مقابل عودة الفلسطينيين لشمال غزة    وزير الخارجية الصيني يجري مباحثات مع نظيره الأمريكي في بكين    أحشاء طفل و5 ملايين جنيه وتجارة أعضاء بشرية.. ماذا حدث داخل إحدى الشقق السكنية بشبرا الخيمة؟    أنغام تبدع في غنائها "أكتبلك تعهد" باحتفالية عيد تحرير سيناء بالعاصمة الإدارية (فيديو)    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    البنتاجون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ «ATACMS»    عاجل - قوات الاحتلال تقتحم نابلس الفلسطينية    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 26 أبريل    سيول جارفة وأتربة، تحذير شديد اللهجة من الأرصاد بشأن طقس اليوم الجمعة    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    ماجد المصري عن مشاركته في احتفالية عيد تحرير سيناء: من أجمل لحظات عمري    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    نجم الأهلي السابق يوجه رسالة دعم للفريق قبل مواجهة مازيمبي    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    تطبيق "تيك توك" يعلق مكافآت المستخدمين لهذا السبب    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    الزراعة: منافذ الوزارة تطرح السلع بأسعار أقل من السوق 30%    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«أندريه زكى» رئيس الطائفة الإنجيلية: نشارك المسلمين الاحتفال بشهر رمضان
نشر في أكتوبر يوم 21 - 06 - 2015

«شهر رمضان مناسبة دينية للمسلمين، ومجتمعية للمصريين جميعاً» هذا ما أكده د. القس أندريه زكى اسطفانوس رئيس الطائفة الإنجيلية الجديد فى حواره ل «أكتوبر»، موجهًا التهنئة للشعب المصرى بشهر رمضان المعظم، مشيرًا إلى أن المصريين مسلمين ومسيحيين يشتركون فى الاحتفال بالشهر الكريم، وشدد زكى على أن زيارة الرئيس السيسى للكاتدرائية فى العيد كانت تحقيقًا لمبدأ المواطنة على أرض الواقع.. وعن مزيد من الآراء فى العديد من القضايا نقرأ السطور القادمة. ? احتفلت مصر فى بداية هذا الشهر بعيد دخول المسيح أرض مصر.. ونحتفل بعد أيام قليلة بحلول شهر رمضان المعظم.. ماذا تقول للمصريين؟
?? أقول لهم إن الشعب المصرى بالفعل وحدة واحدة.. تعلمنا التعايش عبر مئات السنين.. ادرس حاليًا وضع المسيحيين العرب فى إطار ما بعد الربيع العربى.. وأستطيع أن أقول إن العلاقة بين الأقباط والمسلمين عبر التاريخ الطويل امتازت بسنوات طويلة من العيش المشترك والتسامح.. حتى ولو كان هناك بعض الفترات التى شهدت نوعا من الشد والتمييز ومراحل إلا أن المجمل العام أضعه تحت مسمى «التأقلم» والاندماج والعيش المشترك.. وهذه هى السمة العامة التى يجب أن نأكدها، لأن الإعلام للأسف يركز فقط على الحوادث التى لا تمثل واحد فى المليون من الوضع، وبالتالى علينا تشجيع العيش المشترك والاندماج، وفى نفس الوقت علينا مواجهة الحوادث الفردية بحزم شديد.
وأحب أن أهنئ كل إخواننا المسلمين شركاء الوطن بحلول شهر رمضان الكريم.. وأستطيع أن أقول إن حلول هذا الشهر المبارك مناسبة دينية للمسلمين، ومناسبة مجتمعية للمصريين جميعًا مسلمين ومسيحيين معًا، نشترك جميعًا فى الاحتفال بشهر رمضان.. نشارك كمسيحيين فى الإفطارات مع إخواننا المسلمين.. نتشارك فى التمتع بالإعلام والبرامج والمسلسلات.. كلنا نغير مواعيدنا وعاداتنا لتتناسب مع شهر رمضان.. فتهنئة خالصة لكل شركاء الوطن والأمة العربية وإن شاء الله يكون رمضان القادم أفضل على المنطقة ويحل السلام فى منطقتنا العربية.
? أيام وتحل الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو.. كيف ترى مصر بعد هذا الحدث؟
?? رأيى وقد ذكرته فى الداخل والخارج.. 30 / 6 لا تقف عند حدود مصر فقط.. ولكنها نهاية مشروع وبداية مرحلة جديدة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية كلها.. المشروع الذى كان يخطط له كان واضحًا.. إقامة دولة شبه دينية فى مصر وتونس وليبيا والوصول إلى سوريا واليمن ولاحقًا الخليج.. هذا التجمع السنى كان الهدف منه الموازنة مع التجمع الشيعى بقيادة إيران.. وبالفعل فإن بعض الدول والمؤسسات الغربية دعمت هذا النموذج.. وبالتالى فإن ثورة الثلاثين من يونيو لم تكن فقط تغيير نظام فى مصر، بل إنها أحبطت مشروعا سياسيا شرق أوسطى كان الهدف منه إعادة تشكيل المنطقة.. ودعنا ننظر لنتائجها فى المنطقة.. انتخابات الرئاسة التونسية وهزيمة الإخوان هناك.. ليبيا رغم عدم الاستقرار والتوترات لكن التوجه فى ليبيا نحو دولة مدنية تحكمها علاقات جيدة بالدول المحيطة.. 30 يونيو لا يمكن حصرها فى مصر فقط.. غيرت النظام فى مصر وتغير النظام فى المنطقة العربية ككل.. لم تقتصر على مصر ولكنها غيرت وجه المنطقة ككل.. وبالتالى 30/6 هى ثورة للمنطقة وليست لمصر وحدها.
? الكنيسة الإنجيلية لها علاقات وثيقة بالعالم الخارجى.. كيف تم الاستفادة من هذه العلاقات فى توضيح صورة ما حدث فى مصر منذ 30 يونيو حتى الآن؟
?? بعد 30 يونيو مباشرة توجهنا للخارج فى إطار ما يسمى الدبلوماسية الشعبية، وبالفعل زرنا الولايات المتحدة عدة مرات، وكذلك عدد من الدول الأوروبية مثل النرويج والسويد والدنمارك والمانيا، وكان الإطار الذى نسير عليه هو أن هذا صوت حر يعبر وبصدق عما حدث فى مصر.. تحاورنا مع العديد من الدول وتحدثنا أن ما حدث فى مصر بكل المقاييس ثورة شعبية استجابت لها القوات المسلحة المصرية.. وأن الديمقراطية شرعيتها من الشعب نفسه.. وأن القوات المسلحة طلبت أكثر من مرة من الرئيس المعزول محاولة حل المشكلات القائمة، وايجاد أرضية مشتركة مع قوى المعارضة السياسية وإيجاد فرصة للتصالح ولم يستجيب نظام الإخوان، فخرج ضده ملايين المصريين.. هذه الملايين التى خرجت – 33 مليونًا – أصبحت هى الشرعية، وإن لم يساند الجيش هذه الملايين كنا نتوقع مذابح لا نهاية له.
? حرقت للكنيسة الإنجيلية كثيرا من الكنائس والجمعيات الخيرية على يد الإخوان.. كيف رأيتم هذا الأمر؟ وكيف نقلتم هذا للخارج المساند للإخوان؟
?? عندما حدث هذا الاعتداء الغاشم على الكنائس والمؤسسات التابعة لها فى 14، 15 أغسطس 2013، كنت فى طريقى إلى ألمانيا، وبمجرد وصولى تم إبلاغى بالموقف وكان لدى اجتماعات مع قيادات كنسية وقيادات للمجتمع المدنى الألمانى، وقررت وقتها إلغاء كافة الاجتماعات والعودة مباشرة للقاهرة.. وأريد أولًا أن أفرق بين موقف بعض الحكومات الغربية الذى ظل صامتًا وهو ما كان مخيبًا للآمال، وما بين المؤسسات الكنسية ومؤسسات المجتمع المدنى التى خرجت فى العديد من البلدان الغربية تندد بهذا الحادت الإجرامى.. ثانيًا موقف القيادة الكنسية فى مصر ومن كل الطوائف ودون أن نتفق خرج قداسة البابا ونحن كإنجيليين وكذلك الكاثوليك ليعلن الجميع فى وقت واحد «نحن ضد التدخل الأجنبى.. نحن لا نستقوى بالغرب.. ولا نستدعى الغرب أو غير الغرب للتدخل لحماية كنائسنا» لأن الكنائس لا يحميها إلا الله وشركاء الوطن المسلمين..فى الوقت الذى كان الإخوان فيه يستغيثون بالخارج للتدخل العسكرى ضد النظام فى مصر، وبالتالى فقد كان هذا الموقف فى حد ذاته علامة تحول مهمة جدًا فى التاريخ المصرى، وخلق بعداً جديدًا فى العلاقات الإسلامية المسيحية وفى علاقات المواطنة، وبالتالى رغم كل الخسائر الفادحة التى تعرضنا لها لكن كانت النتائج النهائية لصالح الوطن.
? برأيك لماذا هذا الصمت الدولى خاصة أوروبا الغربية وأمريكا على هذا الحادث الإجرامى؟
?? يرجع ذلك لنقطتين، أولاً الصدمة الغربية لانهيار مشروعها السياسى الذى تبنته بعض الدول الغربية والذى انهار فى 30 / 6 ومع فض اعتصام رابعة، هذه الصدمة دفعت هذه الحكومات إلى سياسات «ملخبطة» وليست متسقة، ثانيًا يجب أن نعترف أن تيار الإخوان يمتلك أجندة إعلامية مؤثرة فى الغرب، فمن كان يصدق أن CNN تنقل مظاهرات معارضة للرئيس المعزول على أنها مؤيدة له؟! لذلك فى لقاء لى مع القناة الأولى بالتليفزيون الألمانى قلت إننى مصدوم من منظومة القيم الغربية التى تحكم الإعلام، لقد كنا نتوقع أن معظم الإعلام الغربى موضوعى، ولكن الصدمة الكبرى أننا وجدنا أن بعض من هذه المؤسسات الإعلامية غير موضوعية وتكيل بمكيالين.. وبالتالى الأمر الذى لا نستطيع أن نتغافله أن تيار الإخوان يمتلك من خلال التنظيم الدولى قدرات للسيطرة على بعض المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية فى الغرب وهى التى قدمت بشكل أو بآخر صورة مغايرة للواقع لصانع القرار هناك.. والدليل أننا عندما نتقابل مع وفود غربية ونشرح وجهة نظرنا لما يحدث يجىء الرد أنهم مصدومون، لأن ما يسمعوه عبر وسائل إعلامهم مختلف تمامًا.
? كيف تفسر هذه المساندة الأمريكية للإخوان؟
?? المشروع الذى طرحة الإخوان بإنشاء نظام للخلافة تقوده تركيا ويسيطر عليه التنظيم الدولى للإخوان كان يحقق للغرب وأمريكا نقطتين مهتمين.. أولهما أن هذه الخلافة السنية فى المنطقة العربية سوف توازن إيران، وبالتالى لا تصبح أمريكا والغرب فى مواجهة مباشرة مع إيران، ولكن المنطقة تواجه وتوازن بعضها البعض.. ثانيًا تصور صانع القرار الغربى وبالذات فى أمريكا أنه إذا حكم الإخوان المنطقة سوف يقل الإرهاب وبالذات الموجهة للغرب، وهى تصورات خاطئة ولكنها تفسر المساندة الأمريكية للإخوان، ويمكن القول إن المصالح الأمريكية تلاقت مع مخططات الإخوان.
? برأيك هل مازالت أمريكا تأمل فى عودة الإخوان للحكم؟
?? أشك، مؤخرًا كان لى لقاء مع شخصية أمريكية مهمة على صلة وثيقة بالحزب الجمهورى، وقد ذكر لى بوضوح شديد أن الجمهوريين مع جزء من الديمقراطيين يرون أن موقف مصر دقيق ومهم، وهذه المجموعة تؤيد الرئيس السيسى وعلى قناعة أنه هو الرجل المناسب لهذه المرحلة، وهى التى طالبت بدعوته لإلقاء خطاب فى الكونجرس، وهذه المجموعة لعبت دورًا مهمًا فى عودة المعونة العسكرية لمصر، وهى تؤثر بشكل أو بآخر فى تغيير بعض ملامح السياسة الأمريكية تجاه مصر.. وأتصور أن القيادة الأمريكية تدرك الآن أن مصر تسير فى طريقها، وليست مصر فقط بل المنطقة كلها.. أتصور أن العودة للوراء سراب بكل المقاييس.
? كيف يمكن لمصر 30 / 6 أن تنطلق للمستقبل؟
?? أرى أن مصر تتحرك الآن على عدة محاور بشكل جيد.. أخطر وأهم هذه المحاور هو المحور الاقتصادى.. الناس خرجت فى ثورتين لأنها تريد حياة أفضل وعيشة كريمة.. أتصور أن الخطوات التى اتخذها الرئيس السيسى خطوات جيدة للغاية وستظهر نتائجها قريبًا.. وأتوقع بعد افتتاح قناة السويس أنه ستكون هناك تأثيرات مباشرة على رجل الشارع.. كثير من المشروعات الكبرى التى تتم حاليًا تحتاج صبر ولكنها مفتاح التقدم.. لأن النظام السياسى لا يتحقق إلا باستقلالية اقتصادية.. الحرية السياسية لا تكون حقيقية بعيدًا عن الحرية الاقتصادية.. والمؤشرات الأولى تقول إن مصر تنطلق إلى وضع أفضل.. المحور الثانى هناك تقدم جيد فى الوضع الأمنى.. لا استثمار بعيدًا عن الأمن.. المحور الثالث أرى أن الدور الذى يقوم به الرئيس السيسى بالذات فى العلاقات الدولية دور غير مسبوق وأن مصر لا تسترد شرعيتها فقط ولكن دورها الإقليمى والدولى أيضًا.. المحور الرابع هو أن العلاقات الإسلامية المسيحية فى مصر – باستثناء بعض الحوادث الفردية كالتهجير القسرى فى بنى سويف – تطور بشكل إيجابى مهم جدًا، وهى فى طريقها لتحقيق المواطنة على أرض الواقع.. زيارة الرئيس للكاتدرائية فى العيد.. الضربة الجوية المباشرة للانتقام من داعش التى غدرت بالمصريين وقتلت شهداء فى ليبيا.. كل هذه المحاور هى بوابة العبور للمستقبل.
? كان لكم نشاط اجتماعى كبير فى خدمة المجتمع المصرى من خلال الهيئة الإنجيلية كمدير عام لها.. الآن بعد أن توليتم رئاسة الطائفة ما هى أهم مشاريعكم؟
?? الهيئة الإنجيلية جمعية أهلية مستقلة عن الكنيسة وتخضع لوزارة التضامن الاجتماعى، هى واحدة من كبرى مؤسسات المجتمع المدنى المصرى، وتخدم مباشرة سنويًا 2 مليون فقير مصرى من المسلمين والمسيحيين على السواء.. نقدم خدماتنا للجميع دون النظر إلى اللون أو الدين أو الجنس.. لدينا شراكة مع الجمعيات الأهلية الأخرى ومع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.. فمثلاً نجحنا مع الهيئة العامة لتعليم الكبار ومؤسسة فودافون فى تعليم أكثر من 60 ألف أمى خلال سنة ونصف السنة.. نجحنا أيضًا مع شركات القطاع الخاص فى تصدير منتجات الزراعة النظيفة من بنى سويف والمنيا والقليوبية بما يخدم 15 ألف فلاح فقير إلى أسواق الاتحاد الأوروبى وبالمعايير الأوروبية، ونعمل فى مجال الإعاقة، وأطفال الشوارع، والصحة، والإسكان.. أيضًا فى مجال الحوار لدينا شراكة مع الأزهر ووزارة الأوقاف ومع الكنائس المصرية، ولدينا برامج حوارية لشباب الأئمة والقساوس .. لدينا حوار على مستوى المنطقة.. عربى/عربى.. وعربى/أوروبى.. ولدينا حوار مصرى أمريكى ابتدأ وتطور.. نعمل بأمل التغيير الاجتماعى الذى من شأنه دفع الوطن للأمام.
? ما هى آخر أخبار مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين؟
?? قدمناه لوزارة العدالة الانتقالية بعد توقيعه من قبل الكنائس الثلاثة، وأتمنى أن تعرضه علينا الوزارة مرة أخرى إذا قامت بأى إضافات أو تعديلات عليه قبل تقديمه إلى البرلمان القادم المنتخب بإذن الله.
? لا يزال الجدل مستمرًا حول باب الزواج المدنى.. ما هو موقف الكنيسة الإنجيلية؟
?? شخصيًا ضد الزواج المدنى شكلًا وموضوعًا، وهناك كثيرون هاجمونى لهذا الرأى.. ولكن لدى أسبابى، أولًا الكنائس الثلاثة رفضت الزواج المدنى، وبالتالى لا تستطيع الكنيسة الإنجيلية أن تكون بمعزل عن الوضع الكنسى العام.. ثانيًا الزواج المدنى لا يحل مشكلات الطلاق الموجودة حاليًا.. ثالثًا رفضى للزواج المدنى يعود لأسباب دينية واجتماعية وسياسية: لأسباب دينية لأننى أؤمن أن الزواج بين الرجل والمرأة زواج يرتبط بالعقيدة والكنيسة، وبالتالى لابد أن يكون زواجًا كنسيًا.. لأسباب اجتماعية لأن الزواج المدنى سيحدث خللًا كبيرًا جدًا فى العلاقات الاجتماعية.. لأسباب سياسية لأن هناك عددًا من الأسئلة: هل سيقود الزواج المدنى إلى زواج مختلط بين الأديان المختلفة؟! هل إذا لجأ أحد أطراف هذا الزواج للمحاكم فبأى نظام ستحكم المحكمة؟! الزواج المدنى سيحدث سواء على المستوى القريب أو البعيد هزة لأوضاع المسيحيين وبالتالى أنا لست معه.
? لكن هناك أصوات داخل الكنيسة الإنجيلية موافقة على هذا الزواج.. فما رأيك؟
?? أصوات قليلة للغاية.. الكنيسة الإنجيلية بطبعها فيها مساحات من الحرية والتعددية ومن حق كل شخص أن يدلى برأية.. لكن فى النهاية الكنيسة الإنجيلية لها قواعدها ورئاستها الدينية ومجلسها الملى.. ولو رأى احد كبار قسوس الكنيسة الإنجيلية أنه مع الزواج المدنى فنحن نحترم رأيه ولكن الجهة المنوط بها التعبير عن الكنيسة فى العلاقة مع الدولة هو المجلس الإنجيلى ورئيس الطائفة.. وأثق أن الغالبية العظمى من الشعب الإنجيلى مع بقية الشعب المسيحى فى مصر يقدس ويحترم وملتزم بالزواج الكنسى.
? إذا كان الزواج المدنى ليس هو الحل لمشكلة الأحوال الشخصية للمطلقين.. فما هو الحل؟
?? أولًا قانون الأحوال الشخصية الموحد يقدم – باستثناء الكنيسة الكاثوليكية – سببين للطلاق هما الزنا وتغيير الدين، ثانيًا توسع فى باب بطلان الزواج لبعض الأمور المعقدة التى هى خارج السببين السابقين.. ثالثًا أنا أدعو قداسة البابا أن يقوم بدعوة جميع المذاهب والطوائف المسيحية لحوار لاهوتى واجتماعى حول بعض حالات الطلاق وكيفية التعامل معها لا سيما فى بعض حالات الزواج الثانى المظلومة، وقد يسهم هذا الحوار فى حلها.. لكن أيضًا النظر إلى الاستثناء وتعميمه خطر.. إذا قلنا إن عدد الأقباط حوالى 15 مليونا وكانت حالات الطلاق حوالى 100 ألف حالة، فإننا نتحدث عن واحد فى الألف من المجموع، وبالتالى لا استطيع أن أهدم إيمانى وقوانينى وتاريخى من أجل هذه النسبة القليلة، وليس معنى كلامى أنى غير متعاطف معهم، بالعكس أنا متعاطف معهم جدًا وأعرف أن بينهم حالات تستحيل معها العشرة.. ويجب دراستها وإعطاء حلول لها، ولكن هذه قضية والقضية الكلية أمر آخر.
? ولكن ما دخل الكنائس بزواج مدنى خاصة أن هذا الزواج موجود فى العديد من الدول الخارجية مثل أمريكا والغالبية هناك إنجيلية والكنيسة لا تعترض؟
?? جزء من إيماننا أن الزواج جزء من الشعائر الدينية.. ودعنى أتكلم بصراحة نحن أقلية عددية دينيًا، وأى أقلية جزء من الحفاظ على أوضاعها الدينية التزامها الكنسى، وأرى أن الزواج المدنى قد يضعف علاقة المسيحى بالكنيسة.
? هل أنت متفائل؟
?? اعتقد أن حوارى كله حوار تفاءل.. كنت فى النرويج فى العام الماضى وسألونى لماذا أنت متفائل؟ وكان هذا خلال أحد اللقاءات الكنسية هناك، فأجبتهم: حينما يكون أمامى الاختيار بين الحياة والموت فقد اخترت الحياة، وتفاؤلى مبنى على عدة عوامل.. انظروا إلى كل الدول التى اجتازت ثورات فى أوروبا الشرقية، ماذا حدث للعملة؟! فى مصر رغم كل ما حدث لم يفقد الجنيه المصرى من قيمته أمام العملات الأجنبية سوى 20%، انظروا للبورصة.. القيمة السوقية للبورصة اليوم أعلى بكثير مما كانت عليه فى يناير 2011، انظروا للأوضاع الأمنية، لتمسك المصريين ببلادهم، لقد اخترت الحياة وبلدى اختارت الحياة، ولهذا أنا متفاءل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.