رغم استبعاد الواقع لفكرة نشوب حرب بين الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب عمليات الإنشاء التى تقوم الصين بها ببحر الصينالجنوبى والتى تطالب واشنطن بإيقافها، إلا أن شدة التوترات بين البلدين خلال الأيام الماضية جعلت أغلب المحللين يرون أن الحرب بينهما باتت قريبة. وتتهم الولاياتالمتحدةالصين بإنشائها أراض تصلح مهبطًا للطائرات فى جزر سبارتلى المتنازع عليها بين عدة دول فى المنطقة، وقد سارع البنتاجون إلى نشر صور التقطتها طائرة استطلاع أمريكية تظهر عمليات البناء والردم النشطة التى تجريها الصين فى المنطقة، كما التقطت الأقمار الصناعية صورًا أخرى أظهرت ما يشبه مدرجات مطارات أقامتها الصين فى تلك الجزر وأثارت خشية دول الجوار من استخدامها لأغراض عسكرية. وقد صدرت عن وزارة الدفاع الأمريكية تصريحات تشير إلى نية واشنطن إرسال سفن عسكرية وطائرات مراقبة لضمان حرية الملاحة فى منطقة تمر عبرها تجارة دولية يبلغ حجمها نحو خمسة تريليونات دولار سنويًا. من جانبها، ترفض بكين الاتهامات وتقول إنها تمارس حقها السيادى وتتهم واشنطن بالتركيز عليها فقط دون الدول الأخرى التى تقوم بنشاطات مماثلة منها فيتنام التى قامت بعمليات إنشاء فى 48 جزيرة، والفلبين فى 8 جزر وماليزيا فى 5 جزر وتايوان فى جزيرة واحدة. وحذرت الخارجية الصينية من أن المراقبة الأمريكية للجزر الصينية يشكل تهديدا للسلام العالمى وشجبت تحليق طائرة التجسس الأمريكية فوق هذه الجزر ودعت الولاياتالمتحدة إلى تصحيح خطئها ووقف هذه الأعمال غير المسئولة، قائلة إن حرية الملاحة وتحليق الطائرات لا يعنى أبدًا حق السفن والطائرات الحربية الأجنبية تجاهل الحقوق المشروعة للدول الأخرى فى أمن الأجواء والملاحة البحرية. وترى أوساط صينية أن الحرب بين الصينوواشنطن بشأن بحر الصينالجنوبى باتت وشيكة إذا لم تكف واشنطن عن مطالبة بكين بوقف أنشطتها فى تلك المنطقة. كما حذرت وسائل إعلام رسمية وبعض المحللين من احتمال نشوب نزاع مسلح قد يكون وشيكًا بين الجانبين بمحاذاة جزر سبارتلى المتنازع عليها بين عدة دول فى المنطقة حيث قالت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية التى تصدر عن الحزب الشيوعى إذا كانت الولاياتالمتحدة تصر على وقف الصين لنشاطها فإن الحرب بينهما فى بحر الصينالجنوبى أمر لا مفر منه. وأعرب المحلل السياسى الفيتنامى «لينه دنه» عن خشيته من حدوث حرب بين الولاياتالمتحدةوالصين جراء التهديدات التى توجهها الولاياتالمتحدة إلى الصين مؤكدًا أن الولاياتالمتحدة ستستفيد من عمليات التصعيد التى تقوم بها فى بحر الصينالجنوبى. ويقع بحر الصينالجنوبى فى جنوبالصين وغرب الفلبين وشرق ماليزيا، ويعد ثانى أكبر الممرات البحرية على مستوى العالم ازدحاما بالحركة حيث تمر به نصف حركة الشحن فى العالم، ويوجد به أكثر من 250 جزيرة، وهو أحد بؤر التوتر فى شرق آسيا وشهدت الآونة الأخيرة توترًا فى العلاقات ما بين الصينوفيتناموالفلبين حيث تطالب الصين بالحصول على ما يقارب ثلاثة أرباع إجمالى مساحة بحر الصينالجنوبى ولكن طلبها قوبل بالرفض من قبل الدول الأخرى حيث تدعى كل دولة منهم أحقيتها التاريخية فى جزر سبارتلى حتى باتت هذه الجزر مسرحًا لاستعراض القوة بين قوى مختلفة وعلى وجه الخصوص بين الصين واليابان فى بحر الصين الشرقى وما بين الصين ودول أخرى فى بحر الصينالجنوبى.