الإرهاب يبتلع ليبيا شيئا فشيئا رغم ما أحرزه الجيش الليبى فى الأشهر الماضية من تقدم ملحوظ لتخليص ليبيا من يدى الميليشيات المتمثلة فى فجر ليبيا والتنظيم الدولى داعش فقد تغير واقع الحال على الأرض واستطاع داعش إحراز تقدم ملحوظ بفضل تواطؤ ميليشيات فجر ليبيا التى بدأت فى الانسحاب من بعض المناطق المهمة والاستراتيجية لصالح داعش ونتيجة لهذا التدهور الأمنى والمستقبل الضبابى تعانى ليبيا من انهيار اقتصادى. تمدد داعش على الأرض الليبية دفع ميليشيات فجر ليبيا للانسحاب من مدينة الجفرة والتى تضم قاعدة جوية استراتيجية فى الوقت الذى يتقدم فيه تنظيم داعش صوب المدينة عقب استيلائها على سرت التى انسحبت منها الميليشيات وكانت داعش سيطرت بالكامل على سرت ومطارها عقب انسحاب كتيبة تابعة لميليشيات فجر ليبيا إلى ضواحى المدينة. وإزاء ذلك أصدرت الحكومة الليبية بيانا اتهمت فية جماعة فجر ليبيا بتسليم مرافق مدينة سرت وخاصة المطار الدولى إلى تنظيم داعش وهو الأمر الذى اعتبرته مؤشرًا خطيرًا يوضح سعى داعش للاستيلاء على المؤسسات والمنشآت النفطية القريبة من المطار واستخدامه قاعدة للإمداد العسكرى وأن الأحداث تؤكد تعاون فجر ليبيا وداعش وأنهما وجهان لعملة واحدة وأكد البيان أن الاعتداء على الهلال النفطى جرى بالتنسيق مع تنظيم داعش كما طالبت الحكومة مجلس الأمن الدولى برفع الحظر على التسلح عن الجيش الليبى. وفى نفس السياق، حذر رئيس الوزراء الليبى عبد الله الثنى من أن سيطرة تنظيم داعش على سرت وتقدمها يعد مؤشرًا سلبيًا سيدفع الشعب الليبى ثمنه إن لم يتم رفع حظر التسليح عن الليبيين للتصدى له وشدد على ضرورة توافر دعم دولى لوجيستى لحماية المدن الليبية وإزاء توسع داعش فى ليبيا أعرب محمود المصراتى مستشار رئاسة مجلس النواب الليبيى عن استيائه إزاء صمت المجتمع الدولى من توسع داعش فى ليبيا وأعرب عن قلقه أن تتمدد داعش للسيطرة على حقول البترول قرب مصراتة. وفى سياق آخر أعلن المبعوث الأممى الخاص إلى ليبيا برناردينوليون عن عزم الأممالمتحدة تجهيز مسودة جديدة للحل السياسى وتقديمها ومناقشتها من قبل جميع الأطراف الليبية خلال يونيو الجارى وكان ليون قد قدم مسودة للتفاهم لقيت ردود أفعال متباينة من مختلف الجهات الفاعلة وفى القاهرة اجتمع أكثر من 100 شخص يمثلون قبائل ليبية لتشكيل مجلس تمثيلى بهدف توحيد جهودهم والتوصل إلى حل للنزاع فى بلادهم وكانت أغلبية المشاركين فى الاجتماع والذى استمر لمدة أربعة أيام ينتمون الى معسكر الحكومة الليبية فى طبرق المعترف بها دوليا وأعلنوا فى البيان الختامى للمؤتمر إنشاء مجلس للقبائل الليبية وأن الهدف من هذا المجلس تقديم دعم شعبى إلى الشرعية الليبية. كما رفض البيان أى حوار مع أى تنظيم إرهابى فى إشارة ضمنية إلى تحالف ميليشيات فجر ليبيا الذى يسيطر على طرابلس وقام بتشكيل حكومة وبرلمان موازيين ونتيجة لسوء الأوضاع الأمنية والصراع على السلطة وتمدد داعش تقترب ليبيا من الانهيار الاقتصادى وتراجع العملة المحلية. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا برنادينو ليون إن ليبيا على حافة الانهيار الاقتصادى والمالى حيث تعانى ليبيا من هبوط لعائدات تصدير النفط مما دفع السلطات فى طرابلس والتى تسيطر على الكثير من أجزاء غرب ليبيا الى التخطيط لخفض دعم البنزين وتأخير مدفوعات رواتب الموظفين العموميين وفرض حظر على الواردات من السيارات الى الصلب كما اضطرت الأزمة المصرف المركزى الذى اتخذ موقفا دقيقا بين الحكومتين المتنافستين ويمول البلاد بالكامل إلى الإفراط فى السحب من احتياطياته من النقد الأجنبى.