سيناريو كل موسم للانتقالات بالدورى المصرى يتكرر بكل تفاصيله، أندية تفاوض لاعبين قبل نهاية الموسم الكروى بعدة أشهر، وتحديدا قطبى الكرة المصرية وبين التفاوض مع لاعبين من أندية تحارب للهروب من الهبوط أسئلة كثيرة نطرحها حول مدى احترافية ذلك، بل قانونيته وفقا للوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، خاصة أن ذلك يثير بعض الشبهات فى إمكانية «تفويت» بعض لاعبى الأندية الهابطة لنقاط المباريات التى يواجهون فيها الفرق التى تواجههم، أو العكس إذا ضمنت الأندية المتفاوضة البقاء أو حصد اللقب.وهذا الموسم يتصارع كل من الأهلى والزمالك مع حوالى 20 لاعبا أو أكثر، منهم محمود عزت لاعب المقاولون العائد من رحلة احتراف فى البرتغال، ومحمد عادل جمعة ظهير أيمن المصرى، على فتحى ظهير أيمن المقاولون، عمر سعد ظهير حرس الحدود، محمود سيد لاعب الجونة، صلاح ريكو لاعب اتحاد الشرطة، نانا بوكو مهاجم اتحاد الشرطة، أحمد الشيخ لاعب مصر المقاصة، أحمد حسن مكى مهاجم حرس الحدود، محمود كهربا لاعب وسط إنبى، أحمد صبرى صانع ألعاب الحدود، شريف علاء لاعب المقاولون، وائل فرج من المقاصة. بجانب صالح جمعة لاعب إنبى، الذى يؤكد الأهلى التعاقد معه عقب نهاية إعارته إلى ناسيوال ماديرا البرتغالى، ويتردد حصوله على مليون جنيه فى الموسم لمدة أربع سنوات، بجانب صلاح عاشور لاعب إنبى، ورجب نبيل من وادى دجلة، ومحمود حمدى مدافع طلائع الجيش، ومحمد حمدى مهاجم الاتحاد السكندرى، بجانب تفاوض الأهلى مع هداف الوداد البيضاوى المغربى اللاعب الجابونى «إيفونا»، وجون انطوى لاعب الشباب السعودى، وعمرو السولية من الإسماعيلى. ويتردد أن جون انطوى سيتم التعاقد معه مقابل مليون و200 ألف دولار تسدد لنادى الشباب. وهذه المفاوضات العديدة للقطبين قبل نهاية الموسم أثارت حالة من الاحتقان لدى مسئولى الأندية الأخرى، فمن جانبه قال رئيس نادى المقاولون العرب السابق شريف حبيب، إن هذا يتعارض مع لوائح الفيفا التى لا تسمح بالتفاوض مع لاعبين قبل المدة المحددة لذلك وهى بشهر واحد قبل انتهاء الموسم الكروى، حيث إن ذلك يتسبب فى تشتيت ذهن اللاعبين والتأثير على أدائهم داخل الملعب وهو ما ينعكس على نتائج فرقهم. وطالب حبيب مسئولى الأهلى والزمالك برفع أيدهم عن لاعبى الفرق الأخرى، مبديا اندهاشه من لهث الناديين خلف لاعبى الفرق رغم إمكانياتها العالية المرتفعة وحجم ميزانيتها مقارنة بالأندية الأخرى، ومع ذلك لا يمر موسم واحد دون تنافسها على ضم لاعب من المقاولين أو سموحة أو إنبى أو طلائع الجيش أو الشرطة. وأكد أن القطبين أصبحا مطالبين بالاعتماد على قطاع الناشئين بها وإذا رغبا فى تدعيم صفوفه فعليها التعاقد مع لاعبين أجانب، واقترح حبيب اعتماد ميثاق شرف للأندية يقضى بمنع تفاوض الأندية مع لاعبى الفرق الأخرى لمدة معينة ولتكن 5 مواسم حتى تزداد المنافسة قوة ولفتح باب الاحتراف أمام اللاعب المصرى، مشيرًا إلى أن القطبين لديه رغبة فى تفريغ الأندية الأخرى من لاعبيها للسيطرة على جميع البطولات. ومن جانبه قال خالد بيومى نجم الإسماعيلى السابق، إننا فى مصر نرى العجب العجاب فى موسم الانتقالات التى تتم بشكل غير احترافى لأنها من الأبواب الخلفية عن طريق اللاعب وليس ناديه نظرا لوجود تعاقد معه من قبل ناديه الحالى يجب احترامه، وأحيانا تلجأ أندية لأسلوب رخيص من خلال دفع اللاعب للتوقيع على عقد معه لإجباره وقت اللزوم، والضغط على ناديه ومساومته من مبدأ «يا إما توافق أو نظهر العقد ونتسبب فى إيقاف اللاعب» أو يظل اللاعب مع ناديه الحالى بجسده فقط ولكن عقله مع النادى الآخر. وشدد بيومى على أن هناك مساومات فعلية تحدث بين الأندية التى تتفاوض مع لاعبين وبين هؤلاء اللاعبين لعدم تقديم الأداء المنتظر منهم خلال مبارياتهم معا، ما يؤثر على نتائج فريقه. وطالب نجم الإسماعيلى بتطبيق لوائح الفيفا بصرامة من خلال اتحاد الكرة، والذى وصفه بأنه «لا يهش ولا ينش» مطالبا أيضا بإصلاح قوانين الكرة فى مصر لتتوافق مع لوائح الفيفا بداية من قانون للرياضة جديد بديلا عن قانون 1970 الذى انتهت صلاحياته وأصبح غير قابل للاستهلاك الرياضى. فيما أكد جمال عبد الحميد لاعب الزمالك السابق أن الصراع بين القطبين أزلى وسنة الحياة فى مصر لاعتبارات كثيرة أهمها رغبة مجالس الإدارة بهذه الأندية فى تكوين فريق قوى يكون ناجحا ليغطى على فشلهم وفشل النادى فى باقى القطاعات. واعتبر عبد الحميد أن وكلاء اللاعبين هم السبب فيما يحدث بين الناديين، وتحديدا إشعال الأمر بينهما قبل نهاية الموسم بالترويج لتفاوضهما مع أسماء عدة، وهو ما يؤثر بالسلب على هؤلاء اللاعبين ونتائج فرقهم، قائلًا: «لا أستبعد أن تكون هناك شبهة لتفويت لاعبين نتائج فرقهم أثناء مواجهة الأهلى أو الزمالك حسبما يتفاوض منها مع هؤلاء اللاعبين». وشدد على أن ميثاق الشرف الذى يقترحه البعض لن يكون ذا أهمية إلا إذا تم تشكيل لجنة حكماء لاقتناء اللاعب الكفء مع تنسيق دور وكلاء اللاعبين. ومن جانبه وصف مجدى عبد الغنى لاعب الأهلى السابق، ما يحدث من الأهلى والزمالك بالتهريج خاصة أنه لا يوجد الآن اللاعب الذى يستحق كل هذه الضجة، منتقدا تصرفات القطبين خاصة أنهما سبق لهما إبرام وثيقة تفاهم بعدم رفع سقف التعاقدات عن مليون و200 ألف جنيه وهو ما لم يحدث فيما بعد.