توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بثت الروح الجديدة للشباب فى الريادة وإدارة البلاد، ما قابله رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، بتوجيه الدعوة للوزراء والمحافظين، باختيار مساعدين ونواب من الشباب، لإشراكهم فى الحياة السياسية، والمساهمة فى تنفيذ طموحات أبناء جيلهم، وإعدادهم لاستلام راية الوطن. «أكتوبر» ترصد الجهات المنوطة بإعداد القادة والكوادر الشبابية بأفكار حماسية غير تقليدية، رافعين شعار «التأهيل من أجل التمكين» وفى سطور تحقيقنا التالى نستعرض تجارب لتدريب الشباب.ولكن توجيهات الرئيس تعيد التساؤل الذى طرح من قبل ولايزال يطرح نفسه كيف يمكن إعداد جيل من الكوادر والقيادات الشبابية التى يمكنها أن تحقق هذا التوجه الذى تبتغيه مصر لتغيير ماضيها وحاضرها إلى مستقبل أفضل بأفكار حماسية غير تقليدية وفى نفس الوقت بناؤها قابلة للتحقيق رافعين شعار «التأهيل من أجل التمكين». نواة لبرلمان ناجح فى البداية قالت الدكتورة ليلى لطفى رئيس الأكاديمية إن «السادات للعلوم الإدارية» تعد واحدة من أقدم الكيانات الحكومية فى مجال التدريب حيث إنها أنشئت منذ عام 1954 وكان من بين أهدافها الرئيسية تنمية القدرات الإدارية خاصة للشباب سواء كانوا من العاملين بالجهاز الإدارى للدولة أو من مواطن يرغب فى زيادة قدراته وكفاءته فى العمل بشرط أن يكون لديه ثقافة إدارية لمعرفة كيفية إدارة مؤسسته بأسلوب علمى ممنهج حتى نتمكن من إيجاد صف ثان من القيادات الإدارية. وأضافت: وخلال السنوات الأخيرة ومع ما تمر به مصر من تحولات فقد نظمت الأكاديمية بالفعل عددا من الدورات لإعداد قيادات البرلمانيين والمجالس المحلية ونجحنا بشكل كبير فى تأهيل عدد من العناصر التى يمكنها أن تكون نواة لبرلمان ناجح يحقق طموحات المجتمع منه خلال تلك المرحلة الفارقة من عمر مصر. وأوضحت لطفى أن أبرز المشكلات التى تواجه عملية التدريب وإعداد الكوادر المدربة فى أى مجال هو العمل الروتينى وعدم الابتكار من الفرد نفسه لذا فالأمر يتطلب أولا التوعية بأن التدريب هو إثراء للفكر والمواهب ليتمكن الفرد من الإبداع والابتكار والإيمان بأن الحصول على الشهادة العلمية ليست نهاية المطاف مؤكدة أن التوقف عن التعلم والتدريب والإعداد والاكتفاء بالعمل الروتينى لا يحقق إلا نتائج روتينية وقد لا يحقق أى نتائج لأن الفرد فى هذه الحالة يصبح مجرد آلة، الأمر الذى يتطلب أن يسعى كل فرد للفرصة المناسبة لتدريب نفسه عن طريق الدورات التى تعقدها المؤسسات والهيئات والأكاديميات المختلفة التى تناسب تخصصه. تدريبات من الواقع وأكدت عميد الأكاديمية أهمية أن يقوم كل متدرب بممارسة كل ما تدرب عليه فى مجاله موضحة أن التدريبات التى تقوم بها الأكاديمية ليست بعيدة عن أرض الواقع إذ يقوم بالتدريس خبراء متخصصون يعلمون المشكلة ويصفون لهم الحلول مستطردة: فلسنا نتحدث عن شىء خيالى لاعلاقة له بالواقع ونحن نقدم الخدمة لجهات كثيرة جدا وأبرزها النقابات مثل الأطباء والصيادلة والصحفيين والمهندسين ووزارة الشباب والرياضة ووزارة السياحة. وشددت لطفى على أن مؤسستها جهة حكومية ليس من أهدافها الربح بقدر ما يعنيها تنمية المجتمع وتقديم كوادر قادرة على القيادة للمستقبل الأفضل وموضحة أن «السادات» تقوم بعمل دورات تدريبية للعاملين فيها لتنمية قدراتهم بما يمكنهم من أداء دورهم فى التدريب وإعداد الكوادر. وأضاف: يبدأ المديرون المشرفون بتقييم أداء المتدربين قبل وبعد الدورة للوقوف على مدى استفادة المتدربين من الدورة وهذا بالطبع للمتدربين من الأكاديمية أما المتدربين من خارجها فليس لنا عليهم سلطان فى متابعتهم والإشراف عليهم حتى يمكننا تقييمهم. وتابعت: ونعد خلال الفترة الحالية لعقد مؤتمر ضخم عن مكافحة الفساد سواء المالى أو الإدارى فى كافة القطاعات وستشارك فيه كافة المؤسسات والجهات الرقابية بحيث يكون هناك تواصل ووضع رؤية جديدة للمجتمع يمكن تنفيذها على أرض الواقع ولن يكون هناك نظرة واحدة فسيكون هناك تكامل بحيث تكون هناك وثيقة تنفذ على أرض الواقع فى الفترة المقبلة. كوادر العربية من جانبه أوضح الدكتور محمد صالح رئيس مركز التدريب بالأكاديمية أن أبرز القطاعات التى حققت نتائج إيجابية من الدورات التدربيبة لإعداد القادة والكوادر المدربة كان القطاع الطبى، إذ تمكنا منذ نحو شهر بتخريج دفعة متخصصة من الأطباء الحاصلين على دبلومة فى إدارة المستشفات مضيفا: أكد المتدربون أن هذه الدورة صنعت فيهم العديد من التغيرات ونحن نلاحظ أنه ليس كل طبيب ناجح إدارى ناجح فميزة هذه الدورات أنه يتم وضع أقدام الأطباء على سلم علم الإدارة من حيث إدارة المستشفى وكيفية التعامل مع كافة الفنون الإدارية. من جانبه قال الدكتور أحمد إبراهيم الشريف أمين عام مؤسسة القادة للتدريب والاستشارات التى تقدم دورات مجانية لتأهيل القيادات الشبابية على تولى المناصب القيادية والكوادر المحلية والبرلمانية إن برنامج مؤسسته جاء متسقا تماما مع دعوة رئيس الجمهورية الأخيرة بشأن إعداد الشباب للمشاركة فى تولى المناصب القيادية موضحا أن برنامج إعداد «القادة» الذى بدأته مؤسسته فى النصف الثانى من العام الماضى مكون من عدة مراحل، المرحلة الأولى كانت إعداد القيادات البرلمانية وهذا البرنامج كان عبارة عن دورات لمدة أربعة أيام فى جميع المحافظات نستهدف فيه جميع أبناء الشعب المصرى دون أى تمييز لإعدادهم لخوض غمار هذا السباق المهم الذى تنتظر منه مصر تشكيل برلمان قوى قادر على صنع مستقبل مصر خلال السنوات القادمة من خلال التشريعات التى سيقوم على إعدادها. وأضاف: أما المرحلة الثانية فهى إعداد المخزون البشرى المدرب وهو ما نعمل عليه حاليا من أجل إعداد قيادات من وزراء ومحافظين ومعاونين ليكون أمام صانع القرار العديد من الكفاءات التى يمكنه اختيار القيادات من بينها فنحن نؤهل حتى قيادات الأحزاب ويوجد دورة تحمل عنوان دور الأحزاب فى الحياة السياسية الحزبية. وأشار إبراهيم إلى أنه يتم تطبيق المواصفات فى برنامج إعداد القادة وفقا لما وضعته الحكومة ممثلة فى وزارة التنمية المحلية من شروط مثل الحصول على مؤهل عال وحاملى الماجستير والدكتوراه وملم بلغة أجنبية ثانية بخلاف العربية وألا يكون السن أقل من 21 عاما وأن يتمتع بالحقوق السياسية والمدنية المصرية وأضفنا عليها المقابلة الشخصية مستطردا: ولكن قمنا بإلغاء المقابلة الشخصية عن طريق اختبارهم فى دورة تمهيدية لمدة أسبوع نراقب تحركاتهم وطريقة تفكيرهم ونحاضرهم فى جزء من المحاور التى يتم التدريب عليها ثم نعيد تقييمهم بعد ذلك فيكون التقييم أكثر صدقا وموضوعية ثم بعد ذلك يتم تصعيدهم إلى الدورة الرئيسية من خلال معسكر مغلق لمدة 15 يوما حتى يصبح قائدًا من الطراز الأول. وأشار الشريف إلى أن برامج التدريب التى تنظمها «القادة» تجرى بمشاركة ثلاث وزارات هى الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعى والقوى العاملة مضيفا:ونحن نشارك كإحدى مؤسسات المجتمع المدنى التى تتبع وزارة التضامن فالدولة لا يمكنها العمل بمفردها على كافة الأصعدة ودورنا كمنظمات مجتمع مدنى أن نحاول مساعدتها ودعمها فى تنفيذ خططها للمضى قدما نحو المستقبل. تأهيل الشباب من جانبها قالت مايسة العشماوى رئيس مجلس إدارة مؤسسة القادة للتدريب والاستشارات:رفعنا خلال دوراتنا لتأهيل الكوادر شعار «التأهيل من أجل التمكين» وهو الشعار الذى أصبح متداولا فى كافة مؤسسات وأجهزة الدولة خاصة مع دعوات الرئيس السيسى التى أطلقها وبشكل مباشر فى يناير الماضى لتأهيل الشباب على المشاركة فى الإدارة وتولى المناصب من خلال كوادر ناضجة ومدربة. وأضافت: لدينا لجنة للتواصل الطلابى نستهدف من خلالها التواصل مع الشباب من صغار السن بدءا من المرحلة الثانوية لتدريب المتميزين منهم ونعتزم خلال إبريل الجارى تنفيذ أول دورة تدريبية لهؤلاء الصغار لتدريبهم وتأهيلهم على خبرات الحياة العملية فى هذه السن الصغيرة ليصبحوا مؤهلين للمشاركة فى الأنشطة الطلابية خلال حياتهم الجماعية على وعى دون التأثر بأى أفكار أو معتقدات سلبية.