لاشك أن العلاقات المصرية الصينية تاريخية منذ القدم لكنها مرشحة لمزيد من النمو والتطور خاصة بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبكين والتوقيع على اتفاقية لتحول العلاقات بين البلدين إلى علاقات تكاملية فى كافة المجالات خاصة مجالات البترول والطاقة والاتصالات وتحسين البنية التحتية.. هذا ما أكده سونغ آيقوه – السفير الصينى بالقاهرة– فى حواره ل «أكتوبر» مشيرًا إلى أن بلاده تريد وضعا اقتصاديا يستفيد منه الجميع ويهدف إلى التنمية وخلق فرص عمل فى الدول المستهدفة، مؤكدا أن الصين ومصر لديهما تفاهم مشترك نتيجة العلاقات التاريخية القديمة، مشددًا على أن بلاده لا تهدف إلى السيطرة على الاقتصاد العالمى من خلال «طريق حرير» إنما تهدف إلى تسهيل التبادل التجارى وإنشاء سوق حرة مثلما حدث فى سنغافورة وإندونيسيا، كما تطرق إلى قضايا أخرى.. وإلى نص الحوار:? ما تعليقك على إطلاق موقع باللغة الصينية للترويج للسياحة فى مصر؟ ?? هى خطوة إيجابية من البعثة المصرية فى مدينة شنغهاى الصينية بإنشاء صفحة رسمية على الانترنت باللغة الصينية ونحن نرحب بها فى الصين خاصة أن مصر من أهم الدول التى يحرص الصينيون على زيارتها وإقامة علاقات وطيدة مع شعبها. ? كيف ترى انضمام مصر للبنك الآسيوى للاستثمار؟ ?? أولاً البنك الآسيوى سيكون منصة جديدة لتنمية البنية التحتية ولن تستفيد منها مصر فحسب بل سيساهم فى تحسين اقتصاديات الدول العربية ودول منطقة الشرق، وثانيًا نحن نهنئ مصر لانضمامها للبنك الآسيوى وهى إحدى الدول ال 57 التى أسست هذا البنك بما يعكس طبيعة العلاقات الديناميكية بين مصر والصين. ? هل نجحت الصين فى أن تكون قوة اقتصادية كبيرة فى منطقة الشرق الأوسط؟ ?? لا نستطيع أن نقول قوة اقتصادية كبيرة ولكن شريك تجارى كبير فى منطقة الشرق الأوسط حيث إن حجم التبادل التجارى بين مصر والصين وصل إلى 11,6بليون دولار و10 تريليونات دولار فى منطقة الشرق الأوسط. ونحن نشجع دائما لإقامة تجارة حرة بمشاركة كافة الدول العربية وصولا إلى تحقيق مكاسب للجميع. ? هل سيصبح مشروع «طريق حرير» محاولة من الصين للسيطرة على الاقتصاد العالمى؟ ?? الصين لا تريد السيطرة على الاقتصاد العالمى بل تريد إحياء التعاون التجارى مع كافة الدول بمنطقة الشرق الأوسط خاصة أن المشروع هو مبادرة للتعاون بين الصين ودول أخرى عن طريق البر أو البحر ويوجد أكثر من 60 دولة تجاوبت مع المبادرة و أولها مصر، والطريق البرى يبدأ من الصين ويمتد غربا إلى أوروبا أما الطريق البحرى فيبدأ من الصين ثم الدول الآسيوية والدول العربية ودول شرق أفريقيا ويلتقى الطريقان البرى والبحرى فى الشرق الأوسط فى قناة السويس الجديدة التى تعتبر نقطة التقاء للطريقين. وأتوقع أن يكون هذا المشروع نقطة انطلاق مهمة لإقامة سوق للتجارة الحرة بمشاركة دول منطقة الشرق الأوسط. ? لماذا رفضت الصين عاصفة الحزم فى اليمن؟ ?? الصين تدعو دائما لدفع كافة الاطراف المتنازعة للحوار من أجل التوصل للحلول السياسية وذلك فى أى قضية من القضايا المشتعلة فى منطقة الشرق الأوسط وليست اليمن فقط فالصين تساند إنشاء دولة فلسطين بسيادة كاملة وعاصمتها القدسالشرقية، كما تساند نزع السلاح النووى فى منطقة الشرق الأوسط. ? ما الأسباب الحقيقية وراء اختلاف المواقف الصينية تجاة القضية السورية والليبية ؟ ?? نحن نلتزم بنفس المبادئ فى التعامل مع هذه الأزمات وبالتالى الصين ضد أى موقف يدعم الحرب تجاه أى قضية مثارة، وترفض أى تدخل عسكرى فى الشئون الداخلية لأى دولة، الصين استخدمت حق الفيتو ثلاث مرات فى مجلس الأمن بخصوص الأزمة السورية، فضلا عن أنها كانت ضد قرار فرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا وكان موقفنا واضحا، الصين كانت ومازالت تروج للحلول السياسية. ? ما أسباب حرص الصين على التواجد فى منطقه الشرق الأوسط؟ ?? منطقة الشرق الأوسط مهمة بالنسبة للصين نظرا لانها تعتبر أكبر منفذ لبيع البترول، فضلا عن موقعها الجغرافى المهم حيث إنها مكان مهم لالتقاء الحضارات القديمة والجديدة, ولذلك نحن نحرص على إقامة علاقات ودية مع دول الشرق الأوسط بل على استعداد كامل للتعامل مع جميع الحكومات على أساس المكسب للجميع على كافة الأصعدة. ? ما أسباب ضعف الاستثمارات الصينية فى مصر؟ ?? نعم الاستثمارات الصينية فى مصر محدودة حتى الآن ولكنها ستنمو خلال الفترة المقبلة خاصة بعد الاتفاقية التى وقعت بين مصر والصين والتى ستسمح بمزيد من الاستثمارات الصينية فى مصر، وهناك مشروعات صينية كبرى على الأراضى المصرية وفى مقدمتها المصنع الخاص بإنتاج «الفيبر أوبتكس» وكان الناتج أكثر من 700 مليون جنيه, وبزيادة التعاون بشكل أوسع واشمل مع مصر ستكون الصين شريك أقرب كثيرا لمصر. نحن نتمنى أن يكون التعاون بين مصر والصين لا يقتصر على المساندة المالية فقط بل نريد فتح مجالات لمشاريع صناعية وزراعية ومجالات أخرى تسمح بتحقيق مكاسب للبلدين. ? كيف ترى الصين تزايد خطر الإرهاب؟ ?? الصين ضد الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وترفض ما يتردد حول دعم بعض الدول للإرهاب حيث إن الإرهاب ليس له علاقة بدين معين أو دولة محددة فالإرهاب هو فكر متطرف تطبقه مجموعة من الأفراد ولذلك على المجتمع الدولى أن يتحمل مسئوليته فى إنهاء كافة أشكال التطرف والإرهاب فى العالم.