حالة من الترقب والحذر تعيشها ليبيا بعد إحراز الجيش الليبى تقدمًا فى مواجهة المليشيات الإرهابية المسلحة على الرغم من رفض الأممالمتحدة رفع الحظر عن تسليح الجيش بالإضافة إلى تفاقم أزمة الهجرة غيرالشرعية لليبيين والتى أصبحت تمثل مشكلة حقيقية لدول الاتحاد الأوروبى ومن جهه أخرى أعربت منظمة حقوق الإنسان فى ليبيا عن قلقها بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية فى البلاد. وباتت عمليات الجيش الليبى أكثر تنظيما بعد أن قطعت خطوط الاتصال والإمداد بين ساحات ومناطق القتال حيث عزلت مناطق القتال وهى مناطق الوطية والزاوية وطرابلس كما تمكنت القوات المساندة للجيش القادمة من مناطق الزنتان ورشفانة والرجبان من حصار غريان بهدف قطع الإمدادات العسكرية عن قوات مليشيات ليبيا المتحصنة داخلها وأكدت مصادر عسكرية أن الوحدات التابعة للجيش الوطنى الليبى دخلت منطقة النجيلة، إحدى مناطق بلدية جنزور التى تبعد نحو 12 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس. وعززت سيطرة الجيش على أهم المناطق الحيوية احتمال بدء العد التنازلى لإضمحلال تحالف فجر ليبيا كما سيطر الجيش على منطقة العزيزية والزهراء جنوبى طرابلس بعد اشتباكات مع ميليشيات فجر ليبيا فى محيط معسكر غربى طرابلس كما سيطر الجيش الليبى على بوابة الهيرة الواقعة على بعد 20 كيلومترا شمال مدينة غريان بعد أن شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة أدت إلى قطع الطريق بين غريان والعاصمة طرابلس. وتمكنت قوات الجيش من دك معاقل مليشيات فجرليبيا وكبدتها خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد وانسحبت المليشيات الإرهابية من منطقة النجيلة وسط تقدم قوات الجيش الليبى باتجاة العاصمة التى تسيطر عليها مليشيات فحر ليبيا منذ يوليو الماضى. وقد صرح القائد العام للقوات المسلحة الليبية الفريق أول خليفة حفتر إن الجيش لا يريد إحداث دمار أو تخريب فى طرابلس لذلك يتقدم ببطء وأن وحدات من الجيش داخل المدينة ستتحرك فى الوقت المناسب بصفتها الجهه الشرعية التى يجب أن تحكم البلاد مع زيادة الضغط على المنطقة الغربية للقضاء على المليشيات الإرهابية بها وطالب الدول العربية بالقيام بعملية عسكرية تشبة عاصفة الحزم للقضاء على الإرهاب بليبيا و من جهة أخرى وجه حفتر انتقادا لموقف مجلس الأمن الرافض لرفع حظر التسليح عن الجيش. وتواجة مليشيات فجر ليبيا انشقاقات و تصدعات فى صفوفها ويرى المراقبون أن تلك الخلافات قد تتسبب فى تفكيك تحالف فجر ليبيا التى تتكون من مليشيات غير متجانسة التقت مصالحها عشية خسارة التيار الإسلامى فى الانتخابات البرلمانية منذ أغسطس الماضى فاستولت على طرابلس ثم توسعت لتستولى على المناطق الغربية من ليبيا بالإضافة إلى مدن بنغازى ودرنة شرقا ويرجع المراقبون أسباب تفكيك فجر ليبيا إلى تغير الموقف الدولى تجاة المليشيات حيث اعتبرتها جماعات إرهابية بالإضافة إلى اعتراف المجتمع الدولى بمجلس النواب. بالإضافة إلى إعلان أنصار الشريعة فى سرت وبنغازى ودرنة ولاءها الكامل لتنظيم داعش وخروجها من تحت عباءة فجر ليبيا بل حكمها بكفر وردة قادة فجر ليبيا وإعلان فجر ليبيا أنها تحارب الإرهاب الممثل فى تنظيم داعش أنصار الشريعة سابقا كذلك أعلنت ميليشيات الحلبوص أكبر تشكيل عسكرى بمصراته دخولها فى مفاوضات مع قادة الجيش بمنطقة ورشفانة والعزيزية انتهى بوقف إطلاق النار وانسحابها من طرابلس. وتعانى ليبيا من مشكلة تفاقمت فى الفترة الأخيرة وهى الهجرة غير الشرعية وكانت السلطات الإيطالية أعلنت أنها أنقذت 274 مهاجرا من سفينة فى البحر المتوسط فى حين وصل أكثر من 300 مهاجر آخرين جرى إنقاذهم إلى ميناء صقلية وفى وقت سابق توفى ما يقرب من 800 على الأقل فى زورق لمهاجرين يحاولون الوصول لأوروبا وجدير بالذكر أن الشواطئ الليبية باتت تخضع لسيطرة المليشيات المسلحة وهى تعد مركزا للعديد من الانتهاكات والجرائم و على رأسها الإتجار بالبشر وهى الجريمة التى استفحلت فى الفترة الأخيرة بالإضافة إلى التعذيب والقرصنة. ومن جهتة صرح حفتر برفضة لإعلان الاتحاد الأوروبى عزمة ضرب قوارب المهاجرين غير الشرعيين رافضا التعاون مع أى عمل عسكرى لمنع تدفق المهاجرين من ليبيا مضيفا أن الحل العسكرى لن يحل المشكلة وأشار إلى أن الجيش الليبى سيواجة قوات الاتحاد الأوروبى فى حال إرسال الاتحاد قوات للأراضى الليبية. أما عن الأوضاع الإنسانية فقد عبرت اللجنة القومية لحقوق الإنسان فى ليبيا عن مخاوفها من كارثة انسانية حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين والمشردين داخل ليبيا وخارجها منذ فبراير 2011 ويقدر عدد المهجرين بالداخل والخارج ما بعد أحداث فبراير 2011 بمليون و270 ألف شخص وكذلك هناك نازحون بالداخل جراء أحداث العنف التى اندلعت بطرابلس وبنغازى مايو 2014 يقدر ب 410 ألاف شخص.