فى احتفالية رسمية وشعبية كبرى، أقامها الأخوة السودانيون، افتتح المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، ميناء (قسطل / أشكيت) البرى، بين مصر والسودان، حيث حضر الافتتاح وزراء: التخطيط، الصناعة، التنمية المحلية، التموين، التعاون الدولى، والسفيرة فايزة أبوالنجا، مستشار رئيس الجمهورية، ومحافظ أسوان، وعدد من القادة العسكريين، ورئيس الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، نيابة عن وزير النقل، وعدد من رجال الدولة والشخصيات العامة، وحضر من الجانب السوداني، الفريق أول ركن/ بكري حسن صالح، النائب الأول للرئيس السودانى، ووزير الطرق والجسور، وحاكم الولاية الشمالية.وخلال الافتتاح، استمع رئيس الوزراء إلى عرض حول ميناء قسطل البرى، الذى يعد بمثابة أهم بوابة مصرية تطل على أفريقيا، حيث سيسهم فى إحداث نقلة كبيرة فى حركة التجارة والاستثمار بين مصر من جانب، والسودان والقارة الأفريقية من جانب آخر، وذلك من خلال تنمية حركة الصادرات والواردات للبضائع، والثروة الحيوانية، وتنشيط حركة المسافرين. وقد تحملت القوات المسلحة إنشاء ميناءين نهريين على شرق وغرب بحيرة ناصر، بينما تحملت الهيئة العامة للطرق والكبارى إنشاء طرق بطول 35 كيلو متراً تقريبا، من شرق البحيرة حتى بوابة الميناء. وفى كلمته بهذه المناسبة، توجه المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزارء بالتحية والتهنئة للرئيس السودانى عمر البشير، وقال إن الميناء يخلق حالة من الانسياب فى حركة التبادل التجارى الذى وصل إلى ماقيمته 506 ملايين دولار. وأكد محلب أن الحكومة المصرية تتوجهه إلى مشروعات كبرى للتكامل مع السودان وفى مقدمتها مجمع اللحوم والصناعات المشتقة منه مثل دباغة وصناعة الجلود وصناعة الأعلاف والتنمية الزراعية، مضيفا أن ميناء قسطل تكلف 300 مليون جنيه مصرى إيمانا منها بمردود هذا المنفذ على العلاقات التجارية بين البلدين. وأشار محلب إلى أن الأمل معقود على أن ينتهى الجانبان المصرى والسودانى من كافة المبانى والمنشآت بمنفذ آرقين وافتتاحه تدريجيا على غرار ما تم فى منفذ قسطل. وفى كلمته أكد الفريق أول ركن/ بكرى حسن صالح، النائب الأول للرئيس السودانى أن اليوم يوم فرح وسعادة لشعبى وادى النيل، وهذه نقطة تحول عظيمة فى علاقات البلدين، والشعبين الشقيقين، لما فيه خيرهم. وشدد على أن هناك ثلاث لاءات بين البلدين: لا تخاصم، لا تشاحن، ولا تضارب فى المصالح والمنافع، وهذه هى استراتيجية القيادة السياسية فى البلدين، بل نعم للتكامل، والتوحد، وحماية المصالح العليا للبلدين. وأضاف: فى هذا اليوم يسقط جدار الوهم للحدود، بفعل المصالح المشتركة، وهذا المنفذ يزيل للأبد الموانع والقيود، والحواجز السياسية والاجتماعية. من جانبه يؤكد اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان أن محافظة أسوان تعد البوابة الرئيسية للعلاقات المصرية والسودانية. فضلا عن كونها نقطة ارتكاز لروابط المصاهرة بين أهالى أسوان وأهالى وادى حلفا، وأضاف أن الميناء بهذا الحجم يعد تأكيدا على التواصل والتكامل بين شعبى وادى النيل موضحا أن أسوان ووادى حلفا هما حلقة الاتصال عبر طريق "أشكيت " وادى حلفا بطول 72 كم وعرض 11 مترا وبتكلفة 40 مليون جنيه وهى المرحلة الأخيرة فى طريق قسطل وأكد أن العلاقات المصرية - السودانية سوف تشهد طفرة كبيرة خاصة فيما يتعلق بمشروعات البنية الأساسية ورفع كفاءة الطرق البرية سواء طريق "قسطل- حلفا" أو طريق" أرقين- دنقلة" بجانب رفع مستوى الخدمات اللوجستية فى مينائى السد العالى وحلفا، وأوضح يسرى أن الطريق البرى قسطل- أدندان الذى يربط مصر بالسودان بطول حوالى 350 كم سيساهم فى إحداث قفزة فى العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وسيخفِّض تكلفة نقل السلع والبضائع بنسبة 80% وسيؤدى إلى تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، خاصة مع ترحيب الأشقاء السودانيين لأشقائهم المصريين للاستثمار فى قطاعات الزراعة والصناعة واستغلال الثروة السمكية والحيوانية بما يوفر أكبر فائدة للبلدين. أكد اللواء جمال حجازى، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، أن ميناء قسطل البرى استقبل نحو 39 ألف سودانى قادمين إلى مصر. وودع نحو 35 ألفا و500 شخص متجهين إلى السودان، واستقبل بضائع وإردة لمصر بقيمة 10 ملايين جنيه مصرى، وتم تصدير بضائع بقيمة اقتربت من 5 ملايين جنيه تقريبا. وقال حجازى: إن هيئة الموانئ البرية ستقوم خلال الفترة القادمة بعقد العديد من اللقاءات مع رجال الأعمال ومع المسئولين لتفعيل المعبر، وتنشيطه». وبلغت التكلفة الاستثمارية لميناء قسطل 85 مليون جنيه، حيث بلغ إجمالى الإيرادات المحققة للميناء منذ الافتتاح حتى 31/3/2015، 5.5 مليون جنيه. ويعتبر ميناء قسطل هو أول معبر حدودى يربط بين مصر (قسطل ثم أبو سمبل) والسودان، افتتح سنة 2014 بعد تأخر افتتاحه عدة مرات، وقد برر ذلك بحجة أن المنطقة نائية، وأن إنشاء المرافق لإعاشة العاملين لم يكن يسيرا، أما البعض الآخر فعزا تأخر الافتتاح لبعض الخلافات الفنية. يسع الميناء لعبور 80 شاحنة يوميا وساحة انتظاره تسع 40 شاحنة، ومخطط افتتاح طريقين إضافيين لاحقا.