جولة أوروبية ناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسى شملت قبرص وإسبانيا عقد خلالها قمة ثلاثية مع الرئيس القبرصى ورئيس وزراء اليونان فى العاصمة القبرصيةنيقوسيا ثم غادر إلى العاصمة الإسبانية مدريد للقاء العاهل الإسبانى فيليبى السادس اتفق خلالها على الكثير من المواقف الإيجابية التى تخدم الأمن والاستقرار والتعاون فى المنطقة وشعوب الدول الثلاث. وعبر الرئيس السيسى عن سعادته بزيارة قبرص والالتقاء بزعيمين متميزين لدولتين صديقتين قبرص واليونان ، مؤكدا أن اجتماع القمة الثانى للدول الثلاث يجىء بعد ستة أشهر فقط من الاجتماع الأول فى القاهرة بما يعكس بوضوح العزم على تعميق التعاون فيما بينها، بما يصون مصالح شعوبها ويدعم الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب فى شرق المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، ويوفر نموذجاً ناجحاً للتعاون الأورمتوسطى لصالح المواطنين. واعتبر الرئيس أن آلية القمة الثلاثية تعد خطوة مهمة إلى الأمام وتعكس حرص الدول الثلاث على رفع مستوى التشاور والتنسيق فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، كما تعد تعبيراً عن رسالة العيش المشترك والتعاون لمواجهة التحديات وصون مصالح شعوب الدول الثلاث، ودعم الأمن والاستقرار فى منطقة شرق المتوسط، فضلاً عن كونها نموذجاً ناجحاً للتعاون الأورومتوسطي وقال الرئيس إننا إذا كنا نستمد العزيمة من استذكار ماضينا وتراثنا المشترك فإننا نتطلع سوياً إلى صنع مستقبل مشرق يوفر الحياة الكريمة لشعوبنا، لكى تعيش فى حقبة يسودها السلام والتسامح والاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية وأوضح الرئيس السيسى أن التقارب فى المواقف بين الدول الثلاث فتح آفاقا جديدة للتعاون فيما بينها فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وكذا فى مجالات الطاقة والسياحة والنقل البحرى، خاصة فى أعقاب مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى الذى انعقد فى شرم الشيخ فى الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015 والذى أظهر الحيوية التى يتمتع بها الاقتصاد المصرى والفرص الكامنة للاستثمار فيها،مضيفا: «لقد توافقنا على أن نرتقى بمستوى التعاون بيننا بما يتناسب مع مستوى العلاقات والتنسيق السياسى القائم بيننا ولكى توفر دولنا مدخلاً طبيعياً لتعزيز التعاون بين أفريقيا وأوروبا. وحول قضايا المنطقة أكد الرئيس على توافق الرؤى حول أهمية توافر الإرادة الجماعية لدحر الإرهاب والقضاء عليه، من خلال رؤية شاملة مدعومة بجهود المجتمع الدولى لتجفيف منابع الإرهاب، ووقف إمداد الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح. وأعلن الرئيس عن الاتفاق على الاستمرار فى العمل سوياً من قبل الدول الثلاث للإسهام فى التوصل إلى حلول دائمة وتسويات عادلة لقضايا منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية وإحياء جهود السلام بهدف تحقيق حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على أساس حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية مشددا على أهمية تكاتف الجهود الدولية بهدف إعادة الاستقرار إلى ليبيا ودعم شرعية المؤسسات الوطنية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس القبرصى تلاها اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين، حيث شارك من الجانب المصرى كل من المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول والثروة المعدنية، وسامح شكرى، وزير الخارجية، وأشرف سالمان، وزير الاستثمار حيث اتفق على تعزيز التعاون فى جميع المجالات. وأضاف المتحدث الرسمى أنه تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك فى عدد من المجالات، ولاسيما النقل والتجارة والسياحة والطاقة. وقد وافق الرئيس السيسى على اقتراح طرحه رئيس الوزراء اليونانى لتشكيل لجنة فنية لدفع التعاون فى المجالات الاقتصادية المختلفة، وأخرى لترسيم الحدود البحرية بين الدولتين. وفى ختام المباحثات الثلاثية صدر عن القمة إعلان نيقوسيا متضمنا التأكيد على مواصلة التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث من أجل تنمية واستقرار منطقة الشرق الأوسط وضرورة تكاتف المجتمع الدولى لمكافحة الإرهاب وكشف مصادر دعمه المالى والسياسى، وفى مدريد أقام العاهل الإسبانى الملك فيليبى السادس مأدبة غداء ظهر الخميس 30 أبريل بقصر الشرق أوريانتو تكريما للرئيس عبد الفتاح السيسى شاركت فيها وللمرة الأولى الملكة الإسبانية ليتيسا، متجاوزة بذلك البروتوكول، فى خطوة غير مسبوقة، حيث إنها أدركت بحسها الصحفى - حيث أنها كانت تعمل بالإعلام قبل زواجها من الملك فيليبى - أهمية الزيارة التى يقوم بها الرئيس السيسى لمدريد فى هذه المرحلة التى تمر بها منطقتا الشرق الأوسط والبحر المتوسط بمتغيرات متسارعة وتطورات متلاحقة تهدد الأمن والاستقرار فى القارة الأوروبية وهو ما يمثل مزيدا من الترحيب بالرئيس السيسى، بعدها ألقى الرئيس السيسى كلمة أكد فيها على محاور التعاون بين مصر وإسبانيا خلال الفترة المقبلة. من جهة أخرى نظمت الجالية المصرية فى إسبانيا الخميس وقفة لتأييد الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته لإسبانيا، حيث إن الرئيس السيسى هو أول رئيس مصرى يزور مدريد بدعوة من العاهل الإسبانى. وأولت الحكومة الإسبانية اهتماما شديدا بالزيارة، وعلى الأخص الشق الاقتصادى منها، حيث كانت الزيارة بداية لانطلاق الاستثمارات الإسبانية فى مصر فى ظل المشروعات العملاقة والطموحة التى أطلقها السيسى مؤخرا كما كانت الزيارة فرصة مهمة لتوثيق التعاون بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب فى ظل ما يتعرض له البلدان من مخططات إرهابية، خاصة من تنظيم «داعش» الإرهابى.