تطورات سريعة ومتلاحقة لمجمل الأوضاع فى اليمن حيث ترغب الدول المشاركة فى عاصفة الحزم إلى حسم النزاع بأسرع وقت ممكن وقدمت إلى مجلس الأمن مشروع قرار يطالب جماعة الحوثى بالالتزام وتسليم السلاح والسلطة للشرعية والعودة إلى الحوار وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كما تضمن المشروع تقديم المساعدات الانسانية التى سبق لروسيا وأن طالبت بها ويبقى السؤال هل يتجاوب الحوثى والرئيس السابق على عبد الله صالح مع الجهود الدبلوماسية التى تدعو لوقف العمليات العسكرية وإنقاذ اليمن من التدمير الذى يشهده حاليا أم سيستمر الصراع للحسم من خلال عاصفة الحزم؟ هذا ما تكشف عنه الأسابيع المقبلة رغم أن المنطق يدعو الجميع للبحث عن حلول سلمية بعد أضعاف قوة الحوثى وصالح، لكن تظل مشكلة جيوب الإرهاب التى استغلت الظرف الحالى فى اليمن خاصة بقايا تنظيم القاعدة. كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أكد أن المملكة تدافع عن الدين قبل أى شىء جاء ذلك خلال لقائه مع قادة وكبار ضباط وزارات الدفاع، والداخلية، والحرس الوطنى ورئاستى الاستخبارات العامة والحرس الملكى. وقال خادم الحرمين «يسعدنى أن أكون بينكم، وبين قواتنا التى تدافع عن ديننا قبل كل شىء وعن بلاد الحرمين، ومن دافع عن بلاد الحرمين وحدودها وأمنها الداخلى فهو يدافع عن وطن يستحق منا الدفاع عنه. وتابع خادم الحرمين: «الحمد لله أن هذه الدولة نشأت وأنشئت على جمع أبناء هذه البلاد، تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، من أولها إلى تاليها، إلى عهد الملك عبدالعزيز، وأبنائه من بعده، سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وأولياء العهود سلطان ونايف رحمهم الله جميعا». واستطرد: «وأنا الآن لقبى كما هو رسميا خادم الحرمين الشريفين ومن خدم الحرمين الشريفين خدم دينه وبلاده، بلادكم قبلة المسلمين، كل مسلم يتجه لها فى اليوم خمس مرات، لذلك أمنها واستقرارها، الداخلى والخارجى مسئوليتنا جميعا، هذه رسالة السعودية لمن يتهمها بأنها تضر بالمدنين من خلال عاصفة الحزم وفى نفس الوقت سعت لطرح مشروع للحوار والحل السلمى. وسبقت هذه التصريحات لخادم الحرمين تأكيدات مجلس الوزراء السعودى فى اجتماعه مؤخرا برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز أن المملكة ليست من دعاة الحرب وأن عاصفة الحزم ضد الحوثيين فى اليمن «جاءت لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم». فيما أكد وزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفى فى بيان صدر عقب الاجتماع أن: «المملكة العربية السعودية لا تدعو إلى الحرب، وعاصفة الحزم جاءت لإغاثة بلد جار وشعب يعانى من كل اشكال العنف والإرهاب وقيادة شرعية استنجدت لوقف العبث بأمن ومقدرات اليمن والحفاظ على شرعيته ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية واستقلاله وسيادته. فيما شهدت المنطقة تحركا دبلوماسيا بين كل من تركيا وإيران لإيجاد حل لهذا النزاع كما أعلن عن زيارة لوزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف للعاصمة الباكستانية لمناقشة الوضع فى اليمن، فى ما يمكن أن يكون جهدًا مشتركًا من باكستانوتركيا وايران لتهدئة الموقف فى اليمن لأن التصعيد لن يكون لصالح كل دول المنطقة. وعلى نفس الوتيرة قدمت دول الخليج مشروع قرار إلى مجلس الأمن يؤكد الرغبة فى حسم عاصفة الحزم من خلال إصدار قرار يلزم كل الأطراف بوقف العمليات العسكرية وسحب السلاح من المناطق التى سيطر عليها جماعة الحوثى وتسليمهم كل الأسلحة التى تم سحبها من وزارة الدفاع اليمنية ووقف كل الأعمال التى يقوم بها الحوثى نيابة عن الدولة والحكومة وكذلك الامتناع عن أى تهديد لدول الجوار وعدم التعرض لوزير الدفاع اليمنى ويصدر القرار تحت الفصل السابع وفى حال التطبيق الشامل لهذا القرار يناشد مجلس الأمن وقف كل العمليات العسكرية بما فى ذلك ما تقوم به قوات التحالف ضد جماعة الحوثى ويطلب من مجلس الأمن تطبيق القرار خلال عشرة أيام وفى حال عدم التطبيق يعتزم المجلس إصدار المزيد من فرض العقوبات على شخصيات يمنية فى مقدمتها الحوثى والرئيس كما سيناشد المجلس الحوثى الالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى وتلبية دعوة السعودية للحوار فى الرياض وكذلك جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتذكير بمبادئ حرمة المواقع الدبلوماسية والقنصلية كما سيتضمن القرار فقرات عدة من مشروع القرار الروسى الذى يطالب بتقديم المساعدات الإنسانية وقد تم إدخال تعديلات على مشروع القرار الخليجى الذى وزع على اعضاء مجلس الأمن ال 15 حتى يمرر دون استخدام حق النقض الفيتو وعليه من المتوقع أن يشهد الأسابيع المقبلة تطورات فى اتجاه حسم عمليات عاصفة الحزم لإنهاء العمليات العسكرية فى حال التزام جماعة الحوثى والأطراف الإقليمية والدولية بوقف تدفق السلاح لحماية المنطقة من اشتعال العنف فى كل مكان. وكان الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولى العهد النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودى قد استعرض العمليات الجوية المخطط لها فى إطار عملية «عاصفة الحزم» التى يقوم بها تحالف عربى بقيادة المملكة العربية السعودية ونوعيتها حسب الأهداف المحددة والتحضيرات المعدة لها. فيما يواصل وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الإشراف على العمليات العسكرية مع قادة القوات المشاركة من دول التحالف والطيارين المشاركين فى العمليات الجوية - قبيل انطلاق طائرات عاصفة الحزم. وعلى الجانب الآخر يتم إجلاء رعايا الدول العربية والأجنبية فى كل المدن اليمنية تحسبا لاشتعال المعارك خاصة أن جماعة الحوثى تتخذ من المدنيين مسرحًا لعملياتهم.