ضجة من النوع الثقيل أثارها بنيامين نتنياهو فى إصراره على إلقاء خطاب بالكونجرس الأمريكى فى 3 مارس القادم بناء على دعوة من رئيس مجلس النواب الأمريكى «جون بايلر» والذين سبقوا وصفقوا لنتنياهو وقوفًا فى مايو 2011.. حين ألقى خطبته الشهيرة عن حقوق إسرائيل الدينية والتاريخية بأرض فلسطين.. ويتفاخر بأنه الزعيم العالمى الوحيد بعد ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الذى ألقى خطابه فى الكونجرس.. ويرى أنها رسالة تحدٍ للرئيس أوباما وتحريك السياسة الأمريكية فى الاتجاه الذى تراه إسرائيل.. وهى بمثابة دعاية فى انتخاباته القادمة.. وخاصة بعدما طالب الكونجرس الأمريكى بإجراء تحقيق مع الرئيس باراك أوباما لتدخله فى الانتخابات الإسرائيلية نتيجة تقارير تفيد أن الحكومة الفيدرالية تمول حملة ضد بنيامين نتنياهو وأن جماعة تدعى «صوت واحد» تناشد وتدعم قيام دولة فلسطينية.. وتتكون من نشطاء إسرائيليين ومن بينهما نجل محمود عباس رئيس الدولة الفلسطينية.. وهذا ما نشرته صحيفة وورلد تريبيون، وأضافت أن الجماعة تلقت أموالًا من دافعى الضرائب الأمريكية.. وقد اعترفت بهذا التمويل.. وثانيًا اتهام «كروز» عضو مجلس الشيوخ وأحد أصدقاء نتنياهو لأوباما بالتحرش بإسرائيل والسماح لإيران بتطوير الأسلحة النووية.. ولكن قادة المعارضة فى إسرائيل دعته إلى إلغاء خطابه فى مارس القادم أمام الكونجرس لعدم إضرار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.. ومع ذلك مازال نتنياهو مُصرّا على إلقاء خطابه بزعم تحذيره من الخطر النووى الإيرانى.. ومع قراءة ما سبق نلاحظ ما يلى: أولا: تلك الضجة المزعومة حول تخوفه من اتفاق مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن وهى الولاياتالمتحدة وفرنسا وإنجلترا وروسيا وألمانيا مع إيران أو ما يسمى «5 + 1» بشأن برنامج طهران النووى ويرى تحالفهم يهدد الكيان الإسرائيلى بالخطر.. وهذا يتناقض تمامًا مع أرض الواقع، فطبقًا لإعلان الصحيفة الإسرائيلية «يديعوت أحرونوت» أن أكثر من ثلاثين مليار دولار حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضى الإيرانية، وتشهد البلدين علاقات اقتصادية غير مسبوقة.. حيث يوجد 200 شركة إسرائيلية ولها مقرات فى إيران وأغلبها شركات نفطية. وتقول الصحيفة إن المرجع الأعلى ليهود إيران داخل إسرائيل الحاخام «بدبدبا شوفط» يرتبط بصداقات قوية مع قائد فيلق القدسالإيرانى وعدد يهود إيران فى إسرائيل تجاوز مائتى ألف يهودى ولديهم نفوذ واسع داخل إسرائيل ومنهم قادة فى الجيش الإسرائيلى والرئيس الإسرائيلى موشيه كاتساف يهودى إيرانى ويرتبط بعلاقات قوية مع قادة الحرس الثورى مع العلم أن اليهود العرب يواجهون اضطهادًا وعنصرية.. كما أكد «أريه مخلوف» رئيس حزب شاس اليهودى أن أغلبهم داخل السجون ودفعهم الخوف بتبديل أسماء عائلاتهم الأصلية لأسماء غربية مثل شوكرت إلى شارون.. وتحرص إيران على اعتبار مواطنيها من المهاجرين، ومازالت تخدع العرب بالصراع مع ألد أعدائها وهو الكيان الصهيونى.. وفى نفس الاتجاه هناك تجارة مشتركة بين واشنطنوطهران ومحادثات سرية مستمرة منذ وقت طويل كما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية.. ولم ننس فضيحة إيران - جيت وتعد أكبر دليل على حقيقة الدعم العسكرى الأمريكى الإسرائيلى.. ولكن نقطة الخلاف السعى لتملكها للسلاح النووى ولذلك يجب أن يكون بشروط أمريكا. ثانيا: زعم نتنياهو تدعيم أمريكى للفلسطينيين غير حقيقى، فدائمًا ما يخرج الفيتو الأمريكى على إعلان قيام دولة فلسطينية.. بالإضافة إلى نفى «جنيفر بساكى» المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أى تفكير فى فرض عقوبات على إسرائيل جراء استمرارها فى بناء مستوطنات داخل القدس، ولكنها تراه نشاطا غير مشروع. وأخيرًا على العرب أن يستيقظوا أمام المؤامرة الأمريكية - الإيرانية - الإسرائيلية.