يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم الأحد بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، حيث من المقرر أن يلتقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو الأمير مقرن بن عبد العزيز، ولى العهد وسمو الأمير محمد بن نايف ولى ولى العهد ووزير الداخلية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية بأن زيارة الرئيس للمملكة تعد الأولى بعد تولى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز سدة الحكم، وتهدف الزيارة إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية، فى ضوء المواقف المشرفة للمملكة والتى ساندت من خلالها الإرادة الحرة للشعب المصري. كما تعد الزيارة مناسبة للتباحث بشأن مستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية فى المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق بتدهور الأوضاع فى اليمن وضرورة تداركها. وفى ظل الهجمة الشرسة التى تتعرض لها الأمة العربية وسعى بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذى خلفه الاقتتال الداخلى وحالة الضعف فى بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة. كما ستكون القمة العربية المقبلة ضمن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الزيارة، خاصة وأن الوضع الحالى يتطلب أهمية تفويت كافة محاولات بث الفرقة والانقسام بين الدول العربية. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس يُثمن غالياً المواقف التاريخية لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء تطوع جلالته فى الجيش المصرى وقت العدوان الثلاثي، وكذا قيادته لحملة لدعم النازحين المصريين وقتئذٍ، وتضامنه مع مصر خلال حرب أكتوبر 1973، وهى المواقف التى تدلل على الأخوة الحقيقية والصداقة الوفية، مما يجعل العلاقات بين البلدين الشقيقين نموذجاً يُحتذى به. وكان الرئيس قد أجرى مباحثات مهمة مع العاهل الأردنى الملك عبد الله بن الحسين وذكر السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأنه تم عقد جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، تم خلالها التباحث بشأن مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها. وقد أعرب الرئيس عن تقدير مصر لمواقف المملكة الأردنية المُشَرفة والمساندة لمصر، ولاسيما فى حربها ضد الإرهاب، وهى المواقف التى تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. ومن جانبه، أكد العاهل الأردنى على موقف بلاده الثابت إزاء مصر، مؤكدا تضامن المملكة الأردنية الكامل ومساندتها لمصر فى مختلف الظروف. وفى إطار تعميق التعاون العسكرى والأمنى بين جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، تم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل من الجانبين لوضع إطار مشترك لمواجهة التحديات الإقليمية. وعلى الصعيد الإقليمي، أشاد الرئيس بالدور الذى تقوم به المملكة الأردنية فى إطار عضويتها فى مجلس الأمن، مشيداً بدفاعها عن مختلف القضايا العربية. وتباحث الزعيمان بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، حيث أكد الجانبان على أهمية التوصل إلى حل سياسى شامل للأزمة ينهى معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضى السورية ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري. كما استأثرت القضية الفلسطينية بجزءٍ هام من المباحثات، حيث تم التباحث بشأن سبل كسر الجمود فى الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الدولية ووصولاً لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس. وعلى صعيد الموقف فى ليبيا، تم التأكيد على أهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية، وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الوطني، بالإضافة إلى مساندة الحل السياسى وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي. كما تطرقت المباحثات إلى الأوضاع فى العراق، حيث توافقت رؤى الزعيمين على أهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات.