جريدة عُمان: عزاؤنا لمصر دولة وشعبًا مع وقوفنا إلى جانبها فى مواجهة ما تتعرض له - مصر تواجه تحديات ومحاولات لشغل قواتها فى أكثر من موقع واتجاه من سيناء شرقًا إلى الحدود الليبية غربًا - مصر الدولة والمجتمع ستتمكن من التغلب على كل تلك التحديات والخروج من هذه الفترة الصعبة وهى أكثر عزمًا وقدرة وإصرارًا على مواصلة طريقها الذى اختاره الشعب. وكالات الانباء: من سلطنة عمان تتوالى مؤشرات عديدة تؤكد على قوة العلاقات الثنائية مع مصر، وعلى تضامن السلطنة الكامل معها وعلى اعلى المستويات، وذلك فى إطار السياسات الثابتة التى يوجه بتنفيذها السلطان قابوس ابن سعيد سلطان عُمان تجاه مصر على مدار عقود من الزمان. تجدد ذلك فى المواجهة الحالية مع الإرهاب فعلى الصعيد الرسمى أدانت سلطنة عُمان قيام تنظيم ما يعرف ب «داعش» بإعدام مجموعة من المواطنين المصريين على الأراضى الليبية . وقد أصدرت وزارة الخارجية العمانية بياناً قالت فيه: «ببالغ التأثر تلقت سلطنة عمان نبأ إقدام تنظيم ما يعرف بداعش على إعدام 21 مواطناً مصرياً. وإنها إذ تدين هذا العمل الإجرامى البشع الذى يعكس كرهاً متأصلاً وإرهاباً منظماً ويتعارض مع كافة الشرائع السماوية وحرمة النفس البشرية، فإنها تؤكد من جديد على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى فى مكافحة الإرهاب واستئصال منابعه كما تعرب عن تضامنها مع حكومة جمهورية مصر العربية الشقيقة وأسر الضحايا الأبرياء». ومن جانبها خصصت جريدة عمان – التى تعد أعرق صحف سلطنة عُمان اليومية وأوسعها انتشارا - مقالا افتتاحيا جددت فيه التأكيد على إدانة الجريمة النكراء التى ارتكبها تنظيم (داعش) وراح ضحيتها 21 مصريا من العاملين المصريين فى ليبيا . تصدر الافتتاحية عنوان يقول: " الاصطفاف ضد الإرهاب أصبح ضرورة عملية"، وقالت فيها جريدة عُمان: مع عزائنا لمصر الشقيقة، دولة وشعبًا، ووقوفنا إلى جانبها فى مواجهة ما تتعرض له من تحديات ومحاولات لشغل قواتها فى أكثر من موقع واتجاه، وهو ما يمتد من سيناء شرقًا، إلى الحدود المصرية الليبية غربًا، بكل ما يعنيه ذلك من جهود وتكاليف ومتطلبات، فإنه من المؤكد أن وعيها، وإدراكها، قيادة وشعبًا، لإبعاد ما يحاك لها، سيمكِّن مصر، الدولة والمجتمع، وكما حدث من قبل، من التغلب بالضرورة على كل تلك التحديات، والخروج من هذه الفترة الصعبة، وهى أكثر عزمًا وقدرة وإصرارًا على مواصلة طريقها الذى اختاره الشعب المصرى الشقيق لبناء حياته، وصوغ مستقبله على النحو الذى يريد. *وأضافت جريدة عمان: إن الاستنكار والإدانة، بكل صورهما وأشد كلماتهما، للأعمال الإرهابية التى يرتكبها تنظيم (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية، متعددة الأسماء والألوان والتوجهات والمشارب، وآخرها الجريمة النكراء ضد المصريين فى ليبيا، لم تعودا تكفيان، فى مواجهة (توحش) متزايد، يسعى إلى التمدد والانتشار فى أوسع رقعة ممكنة من الأرض العربية، والانتقال من منطقة الحدود السورية – العراقية، إلى أراض جديدة يعلن هذا التنظيم الإرهابى عن وجوده فيها فى ليبيا الشقيقة، من خلال جرائمه وممارساته التى تتنافى مع الدين الإسلامى الحنيف، بل مع كل القوانين الدولية والأعراف والنواميس الإنسانية. وقالت جريدة عُمان: إذا كانت جريمة قتل تنظيم (داعش) للطيار الأردنى (معاذ الكساسبة) بشكل بشع استنكره العالم أجمع قد أدت إلى تعزيز الأردن لجهودها لمكافحة التنظيم وضرب مواقعه، فإن جريمة قتل ال21 مصريًا فى ليبيا دفعت بمصر أيضًا إلى القيام بشن غارات جوية على مواقع التنظيم فى ليبيا بالتنسيق مع الجيش الليبى والمؤتمر الوطنى والحكومة الليبية المعترف بهما دوليًا، وهو ما يزيد بالتأكيد من الضغوط التى يتعرض لها هذا التنظيم ويعزز من الجهود الدولية والإقليمية لمكافحته والعمل على القضاء عليه، حيث يوجد، فى إطار مكافحة الإرهاب. *وأضافت جريدة عمان: منذ سنوات عديدة أكدت السلطنة على رفضها للإرهاب بكل صوره وأشكاله، ونبهت إلى أهمية وضرورة العمل بكل السبل الممكنة من أجل التصدى له ومعالجة الأسباب التى تقف وراء انتشاره، أو تساعد على توسيع رقعته. ومع مرور السنوات على مدى العقدين الأخيرين، استفحلت ظاهرة الإرهاب، وتطورت وسائلها وتكتيكاتها، لتصل الآن إلى حد الاستيلاء على مساحات من الأراضى داخل الدول وتسخيرها موارد وبشرًا لخدمة هذه التنظيمات الإرهابية وأهدافها ومحاولاتها نشر الرعب والتخريب فى كل مكان تصل إليه. ونظرًا لخطورة ذلك فإنه بات من المهم والضرورى الاصطفاف وتجميع وحشد الجهود، عربية وإقليمية ودولية، لمكافحة هذه التنظيمات ووضع حد لهذه الظاهرة قبل أن تستفحل بشكل أكبر وأكثر خطورة على حاضر ومستقبل كل دول وشعوب المنطقة.