تواصل الصحافة العمانية تبنى سياسات إعلامية تعكس مؤشرات جديدة عديدة تؤكد على قوة العلاقات بين مصر والسلطنة، وعلى تضامن الشعب العمانى الشقيق مع مصر فى مواجهة الإرهاب . تعبر هذه السياسة الإعلامية عن حرص السلطنة على تبنى مبادرات ومواقف صريحة وواضحة تعكس اهتمامها بدعم المواقف المصرية فى جميع المجالات، وذلك فى إطار السياسات الثابتة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان تجاه مصر على مدار عقود من الزمان، والتى تعكس تقديره العميق لها، وحرصه الكامل على مساندة جميع خيارات شعبها بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى. فى هذا الإطار خصصت جريدة عمان – التى تعد أعرق صحف السلطنة اليومية- مقالا افتتاحيا من منطلق التنديد بالممارسات الارهابية، وتصدره عنوان بارز يقول:«جرائم تتنافى مع الإسلام وكل القوانين»، وأدانت فيه الجريدة اعمال الإرهاب التى تواجهها مصر فى سيناء، وبعض المدن المصرية الأخرى، وعملية قتل الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، وكذلك ما يحدث فى ليبيا واليمن ونيجيريا وغيرها من الدول الأخرى، وقالت الجريدة إنه لم يعد هناك لا مجال ولا إمكانية، ولا أى أساس للتفرقة بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية التى يجمعها هوس الإرهاب والقتل، وادعاء الانتساب أو التمسح بالإسلام. ومع إدراك أن هناك الكثير من الحسابات لهذا الطرف الإقليمى أو الدولى أو ذاك فى صياغة وتحديد موقفه من تلك الجماعات الإرهابية، وسبل وكيفية التعامل مع جرائمها وأنشطتها، إلا أنه ثبت تماما أن مواجهة الإرهاب، واقتلاع جذوره، لا يمكن إلا أن يكون عبر مواجهة شاملة، تشارك فيها مختلف الدول والأطراف التى تنشد الأمن والسلام لشعوبها، فى الحاضر والمستقبل. وبعد انكشاف مدى بشاعة ممارسات تلك التنظيمات، التى لا تخلف سوى التخريب والدمار والقتل الأعمى للعشرات والمئات، أينما توجد أو تحل، فإنه من المهم والضرورى أن تتكاتف كل الأطراف، من أجل العمل على دحر الإرهاب، واقتلاعه، ووقف عمليات التشويه المتعمدة للدين الإسلامى الحنيف، الذى يحث على التسامح والعفو والحفاظ على حياة البشر وإرساء الأمن وليس القتل والترويع والتخريب. أضافت صحيفة عُمان : إن الجريمة الإرهابية النكراء، التى ارتكبها تنظيم داعش الإرهابى، بالأقدام على قتل الطيار الأردنى الكساسبة، لا يمكن إلا أن تكشف، بل وتؤكد الطبيعة الوحشية لهذا التنظيم الإرهابى، فضلا عن أنها تنزع عنه أية ادعاءات، أو محاولات من جانبه للتمسح بالدين الإسلامى الحنيف، الذى لا يعرف، ولا يقر، ولا يقبل مثل هذه الممارسات اللاإنسانية، فهى جريمة تجردت من كل مشاعر الإنسانية، وقيم العروبة والتحضر بكل مستوياتها. كما أكدت الجريدة استنكار السلطنة كل عمل إرهابى، بما فى ذلك ممارسات مختلف الجماعات الإرهابية، التى تعددت وتنوعت مسمياتها، ومشاربها ودوافعها وأهدافها التى لم تعد خافية على أحد، والتى تمارس عمليات الترويع بكل ألوانها فى بلدان عربية وغير عربية. فى سياق متصل جددت سلطنة عمان توجيه دعوة صريحة ومباشرة إلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لمكافحة الإرهاب واستئصال منابعه فى إطار حشد الجهود الإقليمية والدولية للقضاء عليه. يعبر كل ذلك عن القيم السائدة فى السلطنة والتى تعكس التوجهات الاستراتيجية بعيدة المدى التى يدعو إليها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، فى إطار سياسات السلطنة التى يتم إتباعها فى هذا الصدد، والتى تتميز بالدعوة إلى رفض العنف والتعصب و لاتعرف سبيلا للتطرف أو المذهبية،وتعبر عن سماحة الإسلام والوسطية والاعتدال، كما تستهدف نشر الفكر الإسلامى المستنير، ودعم وتفعيل الاجتهاد الرصين الذى يخدم الإنسانية، ويقارب ما بين أبناء المجتمع الواحد من جهة، ويوحد صفوف شعوب الأمة الإسلامية من جانب آخر، فيجمع كلمتها نحو الخير والحق والعدل. لقد توالت على مدار الأيام القليلة عدة رسائل شديدة الوضوح صادرة من سلطنة عُمان تأكيدا على هذه المواقف الثابتة. كما انعكس موقف السلطنة أيضا على العلاقات المصرية العمانية الوثيقة ففى القاهرة استقبلت د. فايزة ابو النجا مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومى بمكتبها السفير الشيخ خليفة بن على بن عيسى الحارثى سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوب السلطنة الدائم لدى الجامعة العربية حيث نقل خلال المقابلة تعازى السلطنة حكومة وشعبا فى ضحايا الحادث الإرهابى الذى وقع فى سيناء، وتمنياتها بسرعة الشفاء العاجل للمصابين . وأكد على إدانة السلطنة لهذا العمل العدائى ووقوفها إلى جانب مصر فى مواجهة الإرهاب. * من جهة أخرى أصدرت وزارة الخارجية فى السلطنة بيانا شديد اللهجة نددت فيه بإقدام تنظيم «داعش» على إعدام الطيار الأردنى الأسير معاذ الكساسبة، ووصفت قتله بأنه عمل إجرامى ينم عن حقد متأصل وإرهاب منظم ضد كل المسلمين ويتعارض مع الشرائع السماوية وحرمة النفس البشرية. كما أصدرت وزارة الخارجية فى سلطنة عمان بيانا آخر أكدت فيه على شجب وإدانة اختطاف الصحفيين اليابانيين ومقتلهما، من قبل ما يعرف بتنظيم داعش،معربة عن إدانتها لهذا العمل غير الإنسانى. *فى سياق متصل كانت السلطنة قد أكدت فى كلمتها أمام الأممالمتحدة أن الإرهاب الذى يعصف بالدول العربية مهما تعددت مسمياته وصنوفه، ومهما كانت توابعه ومبرراته يجب أن يكون عملا مدانا بكل المقاييس. كما نددت بكافة الأعمال الإرهابية «واللاإنسانية» التى يرتكبها ما يسمى بتنظيم الدولة «اللاإسلامية» فى العراق والشام.