لم أكن يوما أود إن أذهب إلى التأمين الصحى ولكن أحيانا القدر يسوقنا إلى حيث لا نحب أن نكون. يوم الاثنين الماضى فجأة ارتفع الضغط عند والدتى ليصل إلى 190 على 120فهى مريضة تعانى من الضغط وتنتظم فى العلاج، حاولنا بكافة الوسائل وبالاتصال بالطبيب المعالج لها طلب منا الذهاب بها فورا إلى اقرب مستشفى، ودخول الطوارئ خاصة أن والدتى قد أصيبت بجلطة فى المخ منذ عشرة أيام وقدر الله أن تترك بها أثرا سلبيا فقد توقفت حركة الجانب الأيسر من الجسم، وحذرنا الطبيب المعالج من الضغط ومن احتمال حدوث جلطة ثانية قد يكون لها أثر سلبى أكبر، ولم نجد أمامنا سوى، قسم الطوارئ بمستشفى مدينة نصر للتأمين الصحى، والذى دائما ما تتغنى الهيئة به ودرجة الخدمة فيه والإمكانيات، أسرعنا لإدخال والدتى قسم الطوارئ. دخلنا قسم الطوارئ الذى بها ثمانية أسرة وجدنا به أكثر من 20 مرضيا من هو جالس على كرسى متحرك، ومن اتوا إليه بالترولى ليضعوه عليه، الممرضة لا تراها سوى دقائق ثم تختفى ساعة، الطبيب يكتب العلاج والممرض أو الممرضة لديهم 2 شريط برشام لا تدرى ما هما وتجدها دون أن تقرأ ما كتبه الدكتور تقوم بإخرج الشريط وتعطى المريض 2 قرص من كل شريط ، طلبت من الطبيب الذى شرحت له حالة والدتى بعد انتظار نصف ساعة أن يراجع الأقراص التى منحتها الممرضة لها كان رده « ما تخفش الأدوية اللى هنا لو منفعتشى المريض لن تضره « حالة من الفوضى، بل قل حالة من القتل العمد للمرضى، طلبت من الطبيب أن يراجع حالة والدتى بعد رسم القلب وظهور جلطة جديدة، لأفاجاء انه ليس متخصصا فى القلب، ذهبت إلى المسئول عن القسم طلب منا أن نقوم بعمل أشعة مقطعية على المخ وتحليل انزيمات القلب، ثم اختفى بعد ذلك، قامت الممرضة بأخذ العينة بعد نصف ساعة وقدمتها إلى المعمل وذهبنا نحن لعمل الأشعة المقطعية رغم وجود عمال بالمستشفى ليس لهم دور سوى الأحاديث سويا ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعى على هواتفهم المحمولة مثل الأطباء الذين يتخذون من غرفتهم فى أخر الممر مكانا للأحاديث والعاب المحمول والمرضى ليس لهم سوى الألم ودعوات ذويهم. ذهبنا وقمنا بعمل الأشعة المقطعية لنعود للبحث عن الطبيب المعالج ولم نجده ولم نجد تحليل الإنزيمات قد انتهى والسبب حسب طبيبة المعمل إن الكهرباء قطعت ولذلك تم إعادة التحليل، وتدهورت الحالة ونحن داخل الطوارئ فلم نجد بدا سوى البحث عن مستشفى خاص لإنقاذ والدتى بعد أن ظللنا أكثر من 5 ساعات داخل مستشفى التامين الصحى بمدينة نصر ولم نجد منقذ، خرجنا وتركنا حالات كثيرة. إن ما يحدث فى أقسام الطورىء هو قتل للمرضى ليس له علاقة بمهنة الطب المهنة السامية التى اقسم أبنائها على حماية حياة الناس والحفاظ عليها.