مع قدوم عام جديد: حصلت سلطنة عُمان ممثلة فى وزارة السياحة على جائزة اليونيسكو الدولية عن مشروع المرشد الآلى للمسارات الجيولوجية يمثل هذا الاستحقاق العالمى تعبيرا عن استمرار التقدير الدولى لإنجازات السلطنة التى تتوالى نتيجة خطط استراتيجية التنمية المستدامة التى يوجه بتنفيذها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان.. كما يعد هذا الفوز سبقا مهما للسلطنة فقد حصلت على تلك الجائزة للمرة الثانية على التوالى لجهودها الفعالة فى إنجاح مثل هذه المشروعات التنموية الصديقة للبيئة. تم تدشين المشروع فى يونيو 2012 كأحد المنتجات العصرية ويسهم فى إبراز الإرث الجيولوجى الذى تحظى به السلطنة، بالإضافة إلى دوره فى تشجيع السياحة العلمية مما يسهم فى نشر الثقافة البيئية والسياحية حيث تعد السلطنة متحفاً جيولوجياً طبيعيا مفتوحا لما تزخر به من تضاريس متنوعة وبيئات جغرافية متباينة كالجبال والكهوف والأودية والبحار التى تكونت بفعل الظروف والعوامل الطبيعية التى طرأت على أرضها فضلاً عن بعض الملامح الصخرية الأثرية والتاريخية، فى ظل التنوع الأحيائى والفطرى. تعاون مشترك عُمانى - ألمانى تعد منظومة المرشد الآلى للمسارات الجيولوجية إحدى نتائج التعاون المشترك بين السلطنة وألمانيا لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تعتبر نموذجا للمشروعات الفاعلة التى تسهم فى التعريف بالمواقع المتميزة التى تجذب اهتمام الباحثين والعلماء والمهتمين بهذا المجال، وكذلك فى تنمية المنتج السياحى واستدامته. المشروع عبارة عن تطبيق رقمى يتم تثبيته عبر الهواتف الذكية من خلال المتاجر الإلكترونية (أندرويد و آبل)، ويقوم بتوفير المعلومات العلمية المهمة لأبرز 30 ملمحا جيولوجيا بمحافظة مسقط، وقد روعى فى اختيار تلك المواقع تفردها، ويستطيع السائحون زيارتها فى رحلة تستغرق يوماً كاملا، أو اختصارها فى عدة ساعات، ويمكن تحميل التطبيق عن طريق رمز الشفرة الموجود فى أسفل اللوحات الإرشادية والمعلوماتية المثبتة بالمواقع التى تم اختيارها، وتمثل زيارتها تجربة استكشافيه ممتعة ومفيدة من خلال تتبع بعض ظواهر التراث الجيولوجى المتنوعة والتشكيلات الصخرية التى تكونت عبر الحقب الزمنية المختلفة. كما تتيح الفرصة للزائر للتمعن فى جماليات كنوز الطبيعة بثرائها المبهر. ومن الأهداف الرئيسية التى يسعى المشروع الى تحقيقها نشر السياحة والثقافة العلمية. ويعد المرشد الآلى منتجاً مبتكرا يوفر خاصية التعليم الذاتى ويسهل الحصول على المعلومات بالصوت والصورة، ولذلك فهو يعتبر مجالا تعليميا مفتوحًا. كما يمثل نموذجًا عمانيًّا ناجحًا لتطبيق التكنولوجيا الصديقة للبيئة ، وقد تم التأكيد على أنه من المشروعات النموذجية فى المؤتمر العالمى الثالث للسياحة الجيولوجية الذى استضافته السلطنة عام 2011.