يعتبر فيلم الرعب الجديد «وردة» إضافة حقيقية لأفلام الرعب المصرية، التى بدأت بفيلم «سفير جهنم» للفنان الكبير الراحل يوسف وهبي، وشهدت محاولات كثيرة عابها ضعف الإمكانيات وفقر الحيل السينمائية، وهى العيوب التى تجاوزها المخرج هادى الباجورى بالاستعانة بمتخصصين أجانب والاستفادة من أحدث تقنيات السينما. وقالت بطلة « وردة» الممثلة الشابة ندى الألفى إنها تحب أفلام الرعب، وأن السبب فى قبولها للفيلم هو والدها، وكانت تخاف من رد فعله، لافتة إلى أنها تدرس فى الجامعة الأمريكية فى السنة الثالثة، وأنها كانت تريد العمل بالإخراج، وأخرجت بالفعل بعض المشاهد للجامعة، ولم تمثل فيها. من جانبه، قال السيناريست محمد حفظى، إن الفيلم كان تجربة مجنونة، والسبب فيها هو المخرج هادى الباجورى، الذى طلب منه كتابة الفيلم، لتتلاقى الأفكار، موضحا أنه أحب تجربة كتابة هذا النوع من الأفلام، وكان الهدف هو خلق حالة من المصداقية، ولهذا تم العمل مع وجوه جديدة فى العمل، حتى لا يكون لدى المشاهد ذكريات سابقة عن بطل الفيلم. وأضاف حفظى أن الفيلم يحكى عن عائلة بالريف المصرى بمحافظة المنوفية، وهناك شاب هاجر لهولاندا، وعلم ان اخته مريضة، وهو يحب التصوير، ولديه مدونة، ويأتى هو وصديقته التى هى من أصل تونسى إلى مصر، وكان يشك فى أن هناك شخصًا وراء مرض أخته، خاصة وأن هناك أعراضًا معينة تشير إلى مس الفتاة، ويعتقد أنها مؤامرة ليستحوذ البعض على الأرض. فيما أكد المخرج هادى الباجورى، أن التوقيت الحالى فى مصر يساعد على عمل فيلم مثل هذا، مشيرا إلى أنه أراد عمل توتر وشد أعصاب طوال الوقت للمتفرج، وهناك جزء واقعى تسجيلى صغير، ولكن الباقى عن طريق كاميرا البطل الذى يحب التصوير، وهناك أيضا بعض الشخصيات الحقيقية بالفيلم، ويتحدثون بطبيعية جدا، وهم أهل القرية الذين يتحدثون عن المس والجن. وقد قدمت السينما المصرية حوالى 15 فيلمًا فقط من نوعية أفلام الرعب والإثارة والخيال العلمى خلال تاريخها كله، أشهرها فيلم «الأنس والجن» للفنان عادل إمام والفنانة يسرا والفنان عزت العلايلى، وفيلم «سفير جهنم» للفنان يوسف وهبى، وفيلم «التعويذة» للفنانة يسرا والفنان عزت العلايلى. ومن أكثر المخرجين الذين قدموا محاولات جيدة فى مجال الرعب المخرج الراحل «محمد شبل» الذى قدم فيلم «التعويذة» سنة 1987 وهو من أفضل أفلام الرعب المصرية، وتدور أحداثه حول أسرة مصرية يظهر لها افعال غريبة فى بيتها على يد جنى أو عفريت وقام شبل بإخراج الفيلم بجرعة عالية من الرعب اعتمد فيها على حركة الكاميرا والموسيقى والخدع السينمائية. كما قدم شبل فيلم «كابوس» بطولة يسرا وأحمد عبد العزيز سنة 1989 وتدور أحداثه عن البطلة التى تحلم أحلاما مخيفة وتصحو من النوم فتجد آثار العنف على جسمها . أما من أشهر أفلام الرعب المصرية فيلم «الإنس والجن» للفنان عادل إمام ويسرا، التى كانت تعتبر العامل المشترك فى معظم أفلام الرعب خلال فترة الثمانيات والتسعينات، والفيلم كان من إخراج محمد راضى سنة 1984 ومن تأليف محمد عثمان، ورغم سذاجة الخدع والتكنيك فى الفيلم، إلا إن قوة أداء عادل إمام كان شيئاً لافتاً حتى للنقاد وقتها. وفى فترة الثمانيات تم عمل فيلم «استغاثة من العالم الأخر» والذى يحكى عن رسائل مبهمة من عالم الأرواح من روح مظلومة إلى بوسى بطلة الفيلم حتى تكشف عن قاتل، والفيلم تدور فكرته الأساسية عن الحواس الخارقة للإنسان وهى الاتصال بعالم الارواح. وفى أوائل التسعينات تم تقديم فيلم «الرقص مع الشيطان» للمخرج علاء محجوب وكان من بطولة نور الشريف، إلا إن الفيلم كان فاشلا على المستوى الفنى والجماهيرى، لأن المخرج حاول استنساخ الرعب الأوروبى وتيماته فى عمل رعب مصرى وكانت رسالة الفيلم هى أن العلم لا يستطيع تخطى الدين . ومن الأفلام المهمة التى تم تقديمها خلال السنوات العشر الأخيرة من تلك النوعية، فيلم «أحلام حقيقة» للمخرج محمد جمعة، وبطولة حنان ترك وخالد صالح. كما لا يمكن أن ننسى تجربة الفنان أحمد زكى فى فيلم «البيضة والحجر» الذى كان يهدف فيه لنشر فكرة عدم الإيمان بالدجل والشعوذة.