تعد حادثة دمياط تطورا نوعيا فى العمليات الإرهابية التى تحاول النيل من مصر والتى تتساقط صرعى على صخرة هذا الوطن، بعد نجاح القوات المسلحة وأجهزة الأمن فى مواجهتاها، خاصة فى سيناء، فقد فشلت محاولة بعض العناصر الارهابية فى اختراق الحدود المصرية من جهة الشمال وبالتحديد مساء يوم الأربعاء الماضى حيث قامت مجموعة من العناصر الإرهابية تستقل 4 قوارب بالاشتباك مع لنش المرور الساحلى أمام سواحل مدينة (دمياط) والذى أسفر عن تدمير عدد (4) قوارب من المجموعات المسلحة بمن فيهم من عناصر إرهابية بالإضافة للقبض على عدد (32) عنصرا يجرى التحقيق معهم بمعرفة الجهات المختصة. حتى كتابة هذه السطور تواصل القوات المسلحة عمليات تمشيط داخل المياه الإقليمية المصرية ناحية سواحل بورسعيد ودمياط بحثًا عن أية عناصر متورطة وداعمة للهجوم الإرهابى، الذى طال إحدى الوحدات البحرية أثناء تأدية مهامها فى تأمين السواحل يوم الأربعاء الماضى، وذلك من خلال طائرات الهليكوبتر المسلحة، والوحدات البحرية المتطورة عالية التسليح. ونجحت القوات المسلحة حتى الآن فى ضبط أكثر من 32 عنصرًا من الجماعات المسلحة التى هاجمت اللنش البحرى، ما بين قتلى وجرحى، كما شهدت سواحل البحرالمتوسط من الإسكندرية حتى العريش الخميس عمليات استنفار غير تقليدية مدعومة بالقوات الجوية بحثًا عن أية عناصر يشتبه فى قيامها بعمليات تخريبية، أو محاولات للاعتداء على وحدات القوات المسلحة. من جانبه قال العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى، إن الاشتباكات مع العناصر الإرهابية أسفرت عن تدمير عدد (4) قوارب من المجموعات المسلحة بما فيهم من عناصر إرهابية بالإضافة للقبض على عدد (32) فردًا. وأضاف سمير، أن عمليات البحث والإنقاذ أسفرت عن إخلاء عدد (5) مصابين من عناصر القوات البحرية وتم نقلهم إلى المستشفيات العسكرية لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم ومازال هناك عدد (8) أفراد فى عداد المفقودين وجار البحث عنهم. وشدد المتحدث العسكرى، على أنه تجرى حالياً عمليات تمشيط ومسح كامل لمنطقة الاشتباكات وتقوم الجهات الأمنية المعنية بالتحقيق مع العناصر الإرهابية المقبوض عليها. وقال مصدر عسكرى إن القيادة العامة للقوات المسلحة تتابع الموقف بشكل دائم وعلى اتصال دائم مع قيادة القوات البحرية لبحث تداعيات الحادث، وكشف أسبابه وملابساته الحقيقية، وتعقب الجناة، وضبط أى مشتبه بهم فى تنفيذ العملية الغادرة تجاه الوحدات البحرية المصرية. وقال اللواء أحمد عبد الحليم، الخبير الاستراتيجى، إن تركيز من يقومون بالتخريب فى البحر يعنى نجاح القوات المسلحة فى أعمالها داخل سيناء، بالإضافة إلى أن غلق الأنفاق أدى إلى استعانة الأطراف الآخرى بالبحر. وأكد عبدالحليم، أن جميع الشواطئ المصرية مراقبة بالكامل بداية من مرسى مطروح وحتى غزة. واكد اللواء يسرى قنديل الخبير العسكرى أن الهجوم الإرهابى ضد لنش المرور الساحلى الذى كان يقوم بعملية روتينية هو نقلة نوعية للإرهاب من البر إلى البحر، لافتا إلى أن القوات البحرية بالتعاون مع القوات الجوية وحرس الحدود ردت على هذا الهجوم وضبطت مجموعة من العناصر الإجرامية . مشيرا إلى أن هذه الحادثة ستزيد من تشديدات القوات المسلحة وحرس الحدود والبحرية فى تأمين كافة الحدود البرية والبحرية فى الفترة القادمة لمنع أى محاولات للتأثير على الأمن القومى للبلاد. من جانبه قال اللواء فؤاد علام وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق والخبير الأمنى، إنه ''لا يمكن فصل حادث القوات البحرية أمام مدينة دمياط عن باقى العمليات الإرهابية التى تشهدها المنطقة العربية على يد تنظيم داعش خاصة فى العراق والشام''، مشدداً على ضرورة إنشاء مجلس قومى لمواجهة الإرهاب فى مصر ليكون نواة لمجلس قومى عربى لمحاربة الإرهاب. وأضاف علام، أن أجهزة الأمن المصرى من أمن وطنى ومخابرات عامة وحربية قادرة على الكشف عن كل ما يهدد مصر من أخطار ولديها من الوسائل ما يكفى لإحباط كل هذه المخططات. ولفت إلى أن الخمسة أشهر الماضية شهدت إحباط كثير من المخططات بضربات استباقية يعود الفضل فيها إلى قدرة أجهزة الأمن المصرى ووعيها. وتابع أن ''الجماعات التى تقوم بالتفجيرات وممارسة الإرهاب هى أنصار بيت المقدس وأجناد الله ولكن المرتكب الرئيسى لهذه التفجيرات هم جماعة الإخوان التى توفر الدعم المادى والسلاح لهم، موضحاً أن المرحلة الحالية تعتبر فاصلة لهذه الجماعات بعد توجيه عدة ضربات لها وسقوط العشرات من قيادتها سواء بالتصفية كما أعلنت القوات المسلحة أو القبض عليهم واعترافاتهم''. وكان الفريق أسامة الجندى قائد القوات البحرية أكد فى تصريحات صحفية أن القوات البحرية فى أعلى درجات الاستعداد القتالى، موضحا أن هناك اهتماما كبيرا بالفرد المقاتل داخل القوات، وكذلك العمل على رفع كفاءة المعدات وتطويرها مع إدخال الحديث منها فى الخدمة. وأن القوات البحرية كسلاح ليس لها تأمين الحدود الداخلية والمياه الإقليمية فقط، بل أن تلك القوات تتعدى الحدود بكثير وعلى سبيل المثال المياه الاقتصادية والتى تصل إلى 200 ميل من الساحل بالنسبة للحدود، وكذلك المضايق التى تتحكم فى الدخول إلى المسارح التابعة للحدود مثل مسرح البحر المتوسط حيث مضيق جبل طارق والبحر الأحمر حيث مضيق باب المندب.