أكد السفير الليبى بالقاهرة محمد جبريل فايز، أن الخروج من الأزمة الليبية الحالية يتطلب إرادة وطنية ، مشيرًا إلى أن الأزمة سوف تنتهى عندما يتنبه الجميع إلى أن الاقتتال لن يؤدى إلى نتيجة. وقال جبريل فى حواره مع «أكتوبر» إن مشكلة ليبيا بعد الثورة أنها ورثت نظامًا ضعيفًا متهالكًا من القذافى الذى اختزل الدولة ومؤسساتها فى شخصه، وأن الدستور الذى يتم إعداده حاليًا لن ينهى الأزمة لكنه سيرد الاعتبار للوطن وللقبائل الليبية. وتطرق السفير الليبى فى حواره إلى دور الجماعات المسلحة فى ليبيا وتنظيم داعش وأوضاع الجالية المصرية والاستثمار بين البلدين والدور المصرى فى حل الأزمة الليبية.. وإلى تفاصيل الحوار.. كيف ترى الأوضاع الحالية فى ليبيا؟ هذا الصراع من مقدرات الوطن ولكنى مازلت متفائلا فليس هناك أسباب عميقة لهذا الصراع بمعنى أنه ليس هناك خلاف مذهبى أو طائفى أو أيديولوجى عميق ربما فى معظمها فى بعض المناطق البسيطة وكل ذلك يجعل مخزون الصراع أو ما يرتكز عليه فى العادة لتقوم فيه الصراعات بسبب قلة الخبرة السياسية وانتشار السلاح والجهل وعدم وجود مؤسسات دولة هذه هى المشكلة الحقيقية، لأن البعض يعتقد أن تنتهى مشكلة الدولة بانتهاء الدستور. فنحن ورثنا نظامًا ضعيفًًا من القذافى فلم يكن هناك مؤسسسات أو هيكلة مؤسسية داخل الدولة فالقذافى كان هو الدولة والبعض يعتقد أن المشكلة تنتهى بانتهاء الدستور فعندما حدث مثل ذلك فى أسبانيا ذهب رئيس أسبانيا ولكن بقيت أسبانيا الدولة والنظام كل ماحدث ذهب فرانكو وجاء نظام ديمقراطى، ولكن فى ليبيا الأمر مختلف فالقذافى جعل ليبيا دون مؤسسات ونظام وانتشار السلاح وحرمان المواطن الليبى من التعليم والوعى السياسى عطل فكرة الحوار. متى ستنتهى الأزمة الليبية؟ الأزمة سوف تنتهى عندما يتنبه الجميع إلى أن الاقتتال لا يؤدى إلى نتيجة وهناك حقيقة أن الشعب الليببى لم يتقاتل منذ وقت طويل فحروبهم القبائلية كأى قبائل فى الدول الأخرى فهذه تعتبر حروبًا محدودة والمشكلة أن القذافى همش الدولة القبائلية وحولهم إلى رعاة فمن يشترى ويبيع هو، وبالتالى كان هناك تهميش لرؤساء القبائل فعادة عندما تختفى الدولة يحل محلها القبائل ليس بحكمها فقط ولكن بمرجعيتها الأخلاقية وعاداتها وتقليدها وبرموزها وهذه الرموز قضى عليها القذافى فكان هو القائد الوحيد الذى يستحق الاهتمام «فلا رموز مع القذافى كما كان يفعل فالنظام القبائلى هو نظام اجتماعى موجود ولكنه خارج نطاق العمل الآن نحتاج إلى إعادة تغيير قواعد اللعبة بمعنى أن نعيد هيكلة القبلية، فمن يمسك السلاح ويجرى به هنا وهناك لا يأتمرون بقواعد شيخ القبيلة أو بأصول وعادات القبائل ولا يعتنون بأمر شيخ القبيلة الذى دائما يضع فى حسبانه أشياء كثيرة كحقوق القبيلة وحقوق الجيران وحرمة الدم ولأنهم يعرفون أن كل هذه الأشياء تؤدى فى مجموعها إلى شىء واحد وهو الوحدة الوطنية وهذا ما يسعى إليه شيوخ القبائل وهم حريصون دائما على اللحمة الاجتماعية فهم مؤمنون به ولكن الشباب الليبى الآن يملك السلاح وقلة الخبرة. وسوف تنتهى الأزمة قريبًا. ما هى الخطوات العملية التى سوف تخطوها ليبيا للخروج من المأزق؟ الخروج من المأزق يتطلب إجراءات كثيره منها أولا الإرادة الوطنية وهذا لابد أن يشعر به الشعب الليبى أن هذا الاقتتال لا يفيد ولا بد من الجلوس على مائدة الحوار وتبقى قضية الثانية معرفة هذه العناصر وما تحمله من أفكار والنقطة الثالثة أسهل من السابقتين لأنه تم التشخيص ومعرفة الخلل فيمكن البحث عن الحل الآن فالصعوبة فى الأولى والثانية وهى معرفة الأعراف ثم معرفه ما هى الأغراض التى يتكاثرون عليها فلا يوجد هناك رايات سياسية مرفوعة. الجماعات المسلحة فى ليبيا إلى أين؟ هذه الجماعات المتطرفة ليس لها علاقة بالدستور الذى يكتب الآن وليس لها علاقة بالدولة المدنية فهم يريدون السيطرة بالسلاح وغيره هؤلاء حجمهم فى المجموع لا يمثل شيئًا، وإذا تم لم شمل الوحدة الوطنية انتهت الأزمة لكن عدم لم الشمل الوطنى وعدم وجود تيار وطنى هذه هى المشكلة، فلابد من وجود دستور يرد الاعتبار إلى الوطن وإلى القبائل وشيوخها إذا تكون هذا التيار وهو يتكون الآن فسوف يضع التيار المتطرف فى مكانه وأيضًا الأفراد المتطرفون متفرقون فلا يمكن رصدهم أو احتواؤهم بين المصراتة والجهابية هناك بعض الافراد يريدون التفتيت للوحدة الوطنية وخاصة فى ظل قلة الخبرة التى ظهرت بعد التحرير من القذافى والذى جمعها رجال القذافى يجعل الوطن يواجه مجموعة من التحديات الأخرى تؤدى إلى سوء التحالف وبالتالى تكون الفراغ أدى إلى هذه النتيجة ومن هنا حدث الخلاف والصراع أحدهم ذهب يبحث عن حلفاء له فى التيار الاسلامى ومجموعة اخرى من بقايا النظام السابق حاولت أن تجد لها موقعا فقامت بالتحالف مع الطرف الآخر. كيف ترى المبادرة المصرية والدور المصرى الداعم لدولة ليبيا؟ موقف مصر إيجابى من خلال المبادرة التى قدمتها لدول الجوار من خلال الحل للأزمة السياسية ونبذ العنف وتؤكد على الوحدة الوطنية، فهذه المبادرة التى وافقت عليها دول الجوار نشيد بها فالمبادرة أيضًا تتحدث على احترام الوحدة السياسية باعتبارها هى التى تحاول جمع الوحدة الوطنية والوقوف إلى جانب العملية السياسية. وما شكل التعاون المصرى - الليبى على الصعيد العسكرى؟ التعاون العسكرى موجود لكن التدخل العسكرى من مصر أعلن وبشكل عام عبر الاعلام من الرئيس السيسى أن مصر لن تتدخل عسكريا، أما أن ليبيا تتعاون مع الأممالمتحدة لحل الأزمة هذا حق سياسى أما أن يكون هناك تدخل عسكرى دولى هذا شىء آخر فليبيا دولة عضو فى الأممالمتحدة شهد المجتمع الدولى والأممالمتحدة تدخلات كثيره لحل الأزمات السياسية فى دول كثيرة فعندما تدخلت الأممالمتحدة لحل الأزمة سياسيا باركنا هذا التدخل أننا كدولة ملتزمة بمواثيق الأممالمتحدة فالشعب اللبيى ضد التدخل العسكرى فى شأنه لأن الكل يدرك مخاطر التدخل الدولى عسكريا. وبالنسبة للشأن المصرى أو للعلاقات المصرية الليبية فالأمر مختلف بعض الشىء فمصر هى الشقيقة الكبرى والأمن المصرى من الأمن الليبى والعكس، لذلك فإن لمصر دورا مهما فى إطار التعاون السياسى والعسكرى بين البلدين والتعاون الثنائى يشمل مختلف المجالات، خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة. ماذا عن وضع الجاليات المصرية فى ليبيا؟ الجالية المصرية فى ليبيا كبيرة جداوتمثل حوالى 2مليون نسمة وموجودة منذ سنوات طويلة بعضها أصبح جزءًا من ليبيا نتيجة القرابة وبحكم المولد فمنهم من ولد فى الأراضى الليبية وعاش فى ليبيا فأصبح ليبى الصحبة والتفكير والوطن فهو توطن هناك فمنهم من تزوج من مصرية كل هذه القوانين تربط مصر بليبيا البعض يعتقد أن المصريين الموجودين كلهم يعملون بها ولكن هذا خطأ فهم جزء من نسيج ليبيا فهم أصبحوا ينعمون بحقوقهم السياسية والاجتماعية، كما أن هناك قوانين أخرى تخص الهجره والإقامة فالقانون يعد على أساس من هو لائق طبيا وبدنيا ولا يوجد عليه أحكام من حقه التأشيرة ولكن البعض يلجأ إلى الهجرة غير الشرعية رغم أنها تكلفهم مبالغ كبيرة وهذا النوع من الهجرة يشكل خطرًا على البلدين . وماذا عن استهداف المصريين والأقباط فى ليبيا؟ ما يقال عن قتل المصريين هذا شىء محدود جدا وناتج من الصراع الموجود فى ليبيا فهو من تداعيات عدم استقرار البلاد كما أن الأجندة الإرهابية التى تستخدم فى ليبيا ضد الليبين وليس المصريين لكنهم يضارون بحكم وجودهم هناك فعملية قتل المصريين عملية فردية والعملية التى وفع ضحيتها 7 أقباط فهناك بعض التعرض للأقباط لنشر فتنه طائفية بين الشعب فقول الاستهداف ليس بصحيح لأن الوضع غير مستقر فحدث مثل ذلك فى مصر من قبل وقت الثوره تعرض للأقباط بسبب عدم الاستقرار داخل الدولة. ما حجم الاستثمارات الليبية فى مصر هذه الفترة؟ لاشك أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية التى تمر بها البلاد تؤثر على حجم الاستثمارات بشكل عام لكن الاستثمارات مازالت موجودة فى مصرحتى فى ظل الوضع السياسى والاقتصادى سواء فى السياحة والتجارة فهناك حوالى 53% من الاستثمارات السياحية بين مصر وليبيا مما يسمى «بالليالى السياحية» وهذا أيضًا موجود فى سياحة الآثار وأيضا هناك استثمارات فى مجال البترول والعقارات، بالإضافة إلى المجال الزراعى فهناك أكبر مشروع زراعى بين مصر وليبيا وهو استيراد القمح فنحن سنقوم بعقد مؤتمر نشرح خلاله عودة الإستثمار الليبى وحجمه وعرض البرامج الجديده للاستثمار وأيضا ماهو المتوقع من المشاركة فى دعم الاستثمار العام أو الخاص لليبيا ثم عرض خطة الاستثمار. مشروع العلمين - طبرق هل يتحقق؟ نعم سوف يتحقق لأن نحن كمنطقة نطالب بذلك والعديد من الدول تطالب به فهذه المنطقة بإنجازات الشعوب سوف تتحول إلى مزارات ليس فقط أثرية وأيضًا وترفيهية ثقافية وعلمية وعلاجيه فيوجد بها نقطة تاريخية واضحه العلمين وسيوه والجهبوك فسوف يقام فيها رحلات صحراوية فسوف تتحول إلى صرح سياحى كبير يربط بين البلاد فيجب أن نقنع العالم بأهمية هذه المنطقة فهى تتميز باستقرار مناخها طوال العام لذلك سوف تقام بها المسابقات الدولية. ماذا عن وضع الطلبة الليبيين فى مصروالتعاون فى مجال البحث العلمى؟ الطلبه الليبيون هم من حملة الماجيستير والدكتوراه ويوجد طلاب هنا بمصر وأعتقد أن المرحلة التعليمية لنا مهمة ونريد الإنضباط ولكن العملية التعليمية لهؤلاء الطلبة مكلفة جدا فنحن نقوم بدفع ملايين من أجلها وجاء ذلك لايماننا بأهمية التعليم وإيماننا بجودة التعليم الجامعى فى مصر وإصرارا على التعلم داخل جامعات مصر لأنها من أكبر الجامعات ولكن لدينا مشاكل عديدة نواجهها هنا رغم اهتمامنا بالعملية التعليمية هنا لأن جامعات مصر تصيغ العقل بالإضافة أن هؤلاء الطلاب سوف يخرج منهم الوزير ورئيس الجمهورية وغيرها من المناصب، لكننا نعانى من ارتفاع المصروفات ونواجه أيضا الصعوبات فى اتخاذ التأشيرات وإتمام الإجراءات الأمنية. ما الوضع الآن على الأرض وهل قوات خليفة حفتر يمكنها إنهاء الأزمة؟ الجماعات الإرهابية تسيطر على بعض المناطق فى طرابلس ولكن إرادة الشعب الليبى هى التى ستنتصر فى النهاية والوضع على الأرض أن الشعب الليبى يساند جيشه الوطنى وسيناضل الجميع حتى تتخلص ليبيا من كابوس الإرهاب.